كتبت:لُجين مجدي تحتفل الكنائس اليوم بعيد ارتفاع الصليب المقدس والذي يعتبر أحد أهم الأعياد القبطية ذو الخصوصية البالغه والشعبية لذكرى اليوم المجيد وتُقام الاحتفالات بهذه المناسبة في يوم الرابع عشر من سبتمبر من كل عام . يرتبط هذا العيد بحادثة الصليب وموت السيد المسيح على جبل الجلجلة، وبعد هذه الحادثة إختفي الصليب الذي صلب عليه المسيح و كما ورد فى كتب التاريخ الكنسي أن الرومان قد قاموا بإخفاء الصليب فى حفرة كبيرة قريبة من الجبل الذي صُلب عليه المسيح و أقاموا تل ومعبدًا للأله الروملنة آنذاك فينوس ليمنعوا المسيحين الأوائل من زيارة المكان المقدس و تكريم الصليب. إستمرت عصور الاضطهاد المسيحي من قبل الرومان فى القرن الثالث و بداية القرن الرابع و ظل الصليب مطمورًا تحت التل الذي أقامه الإمبراطور الروماني هوريان عام 135م , وعندما اهتدي إمبراطور قسطنطينية إلى المسيحية وانتهى عصور الظلام الذي عاش بها المسيحيون حتى عام 326 م,سمع هذا الامبراطور للمسيحين الأوائل بممارسة طقوسهم الحياتية بحرية و قامت القديسة هيلانه والدة الامبراطور بإرسال البعثات و العلماء الدينين إلى اورشليم للبحث عن الصليب المقدس . و قام أحد اليهود بإخبار البعثه عن مكان الصليب و أمر الامبراطور بحفر المكان و عثر على ثلاث صلبا و اللوحة التذكارية و إستطاعت البعثه بعد ذلك تميز الصليب الحقيقي من الثلاثه الذي وجوا أثناء البحث . و تُحكى في المخطوطات القبطيه أن البطريرك مكاريوس هو الذي ساعد على إكتشاف الصليب الحقيقي حين أمر بوضع الثلاث صلبان على ثلاث جثامين للشهداء و قال أن بركه الصليب المقدس سوف تظهر و من هنا كما ذكرت الكتب التاريخيه المسيحيه أعا الحياه لمن وضع عليه الصليب الحقيقي و تم إكتشاف الصليب المقدس. و بعد مرور أربعمئة عام على هذا الحدث العظيم إحتلت الفرس بلدة أورشليم أخدت الصليب إلى بلاد فارس و بقي عود الصليب بين أيدي الوثنين الفرس عشرات السنين, إلى أن أتي الإمبراطور هيرقليوس وحارب الفرس و إستعاد الصليب و أشعلوا النيران على الجبال يوم 14 من سبتمبر عام 628م حتى يخبروا المسيحين بانهم أستطاعوا إسترجاع الصليب مره أخرى, و هذا ما يجعل المسيحين في هذا اليوم يشعلوا النيران . و تقول الكتب المسيحيه أن الامبراطور المنتصر عاد إلى اورشليم و حمل الصليب حتي يضعه على جبل الجلجلة مره اخرى إلا أنه كان يرتدي أبهى الملابس و الجواهر وكانت هناك قوة تمنعه من دخول المدينه, و جاء البطريرك زكريا و ذكره أن المسيح كان حاملا هذا الصليب وهو مكللًا بالشوك و يرتدى ملابس السخرية و الهوان و انت بثيابك الارجوانية و على راسك التاج فعليك أن تشابه المسيح بالتواضع ,فأصغى له الامبراطور و ارتدى ثوبًا فقيرًا و كشف راسه و سار حافي القدمين وحمل الصليب إلى موضعه على قمة الجبل . و يقوم المسيحيون بإشعال النيران في هذا العيد على أسط الكنائس و الجبال و البيوت و ترجع هذه العادة إلى ما أمرت به القديسة هيلانه حين عثروا على الصليب ,تحتفل اليوم الكنائس بهذة المناسبة المجيدة للأقباط في العالم و الذي يحمل الكثير من العبر الروحية و الحياتيه.