كتبت- أسماء عز الدين: في الثامن من شهر ذي الحجة من كل عام يبدأ حجاج بيت الله الحرام، في التوافد على مشعر مِنى لقضاء يوم التروية، وهو من أفضل الأيام عند الله سبحانه في العشر الأوائل من ذي الحجة، وذلك استعدادًا لتوجههم لأداء الركن الأعظم للحج والوقوف على جبل عرفة بعد غد الاثنين. وليوم التروية فضل كبير لأنه يحتوي على أحكام أساسية تتعلق بالحج، أولها قصد منى والاستعداد ليوم عرفة، ويعود تسمية هذا اليوم بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويعدونه ويخرجون به إلى منى ليكفيهم حتى آخر يوم في الحج. وكان العلامة البابرتي قد قال في "العناية شرح الهداية": إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلَى عَرَفَاتٍ وَمِنًى". وقيل أيضًا أن سبب تسميته بيوم التروية، لأن سيدنا إبراهيم عليه السلام، رأى في في منامه ذبح ابنه سيدنا اسماعيل عليه السلام في تلك الليلة فأصبح يروي في نفسه ويقول أهو أمر من الله تعالى أم حلم؟. ومن السُنن في يوم التروية، التوجه إلى مِنى قبل الظهر، على أن يُصلي بها الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرا للصلاة الرباعية وبدون جمع، ومن السنة كذلك أن يبيت الحاج في مِنى يوم التروية، وألا يخرج إلا بعد بزوغ شمس اليوم التاسع من ذي الحجة. ويستحب الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء التوجه إلى منى، ويذكر أن هناك بعض السنن التي من الممكن أن يغفل عنها بعض الحجاج في هذا اليوم، مثل عدم الجهر بالتلبية، إذ إن السنة في التلبية هي الجهر ورفع الصوت فيها ما لم يكن ذلك شاقًا على الحاج. ويعتبر قيام بعض الحجاج بالقصر والجمع في الصلوات في منى فيه خلاف للسنة، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجمع في منى، ولكن يقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين، ويشار إلى أن هناك بعض الحجاج مباشرة إلى عرفة وعدم المبيت في منى، وإن كان جائز إلا أن الأفضل اتباع السنة التي جاءت عن الرسول عليه الصلاة والسلام.
