كتبت - مونيكا عياد: «كما أن جميع الذنوب فى الهوى مغفورة إلا الخيانة والغدر»، هكذا وصف الشاعر فاروق جويدة الخيانة بأنها ذنب لا يغتفر، لكن الخائنة فى هذه القصة تعدت مرحلة الخيانة بكثير، بل قامت بالجمع بين 3 أزواج فى وقت واحد، وحاولت إثبات نسب ابنتها إلى زوج غير والدها الحقيقى طمعًا فى المال والورث، لكن لكل خطيئة خطة ترتبها السماء لكشف الحقيقة. يقف رجل فى الأربعينات من عمره أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة، والشعر الأبيض يغزو رأسه، وعيونه تحمل من الأسى والحزن لا يتحمله دهر، وبصوت باهت يروى قصته التى تعرض فيها للغدر والخيانة ولم تتوقف عند هذا الحد، بل قامت زوجته الخائنة بحرمانه من ابنته ونسبها لآخر يكتشف فيما بعد أنه زوجها الأول. يقول «عصام»، صاحب شركة إعلانات: «كنت أعمى بالحب والآن أبصر الحقيقة، البداية عندما وقعت فى غرام امرأة صغيرة وجميلة من الشرقية تدعى «زهرة» وتزوجتها عرفياً، بعدما أوهمتنى بأنها امرأة مطلقة، فلم أسأل عنها واكتفيت بالتفاصيل التى قالتها عن نفسها والتى اتضح فيما بعد أن كلها كذب من نسج خيالها الماكر». ويتابع عصام: «أنا متزوج فى القاهرة ولدى أبناء لذلك أخذت لزهرة شقة فى بلدتها بالشرقية، حتى لا تلاحظ زوجتى الأولى شيئاً، واستمر زواجنا العرفى 7 أشهر، كنت أذهب إليها أكثر من 3 مرات فى الأسبوع، وبعد 4 أشهر اكتشفت أن هذه المخادعة حامل بالشهر الرابع ولم تخبرنى لتتوالى من بعدها الصدمات الكارثية». وقال عصام ووجهه ينفجر حمرة: «اكتشفت أن زواجى منها باطل، لأنها متزوجة رسمياً من شخص آخر يعمل فى الخارج، ويأتى إجازات سنوية فقط، وبعد 7 أشهر فقط من زواجنا العرفى اختفت بعد أن باعت الشقة التى سجلتها باسمها وسرقة عقد زواجنا العرفى، ومع مرور الوقت والبحث علمت أنها خططت بأن تنسب طفلتى لزوجها الذى عاد من الخارج طمعًا فى أمواله والميراث». واستكمل الزوج المخدوع روايته: «لذلك قررت إقامة دعوى إثبات نسب لأننى لا أريد أن تحمل ابنتى اسم رجل آخر».. ثم صمت قليلًا وتابع حديثه بمرارة: «لكن زهرة تلاعبت كالحية واستغلت عدم علمى بموعد الجلسة وقامت بإجراء تحليل ال (دى إن إيه) لطفلة أخرى غير ابنتى لإسقاط الدعوى.. لكن عدالة السماء لم تقف ساكنة، بل حركت الأيام والظروف ليكتشف زوجها الأول أنه عقيم، وذلك عندما أراد أن ينجب من زوجته الثانية التى تزوجها فى الغربة، وأكدت له التحاليل أنه لا يستطيع الإنجاب، ليعود الزوج إلى مصر بعدما اكتشف خيانة زوجته وقام بتطليقها، وتقدم بدعوى إسقاط نسب الطفلة مقدمًا الأدلة التى تؤكد صحة دعواه من خلال تقارير الفحوصات الطبية التى أجراها، وتقدم أيضًا بدعوى قضائية ضدها بالجمع بين الزوجين فى وقت واحد». وأوضح أن زهرة لم تكتف بذلك ولم تتعظ، بل قامت بالزواج من رجل ثالث عربى الجنسية عرفياً، فهى امرأة طامعة شهوانية تعشق المال والرجال وتعميها الثروة والذهب، إذ تجعلها تدوس على كل قيم الحب والوفاء، وتدنس الأعراف والتقاليد، وتخترق القانون والمبادئ الدينية. واختتم عصام حديثه عن مأساته: «بعدما علمت بدعوى إسقاط النسب التى أقامها طليقها، تقدمت باستئناف لإثبات النسب لأنى لا أريد أن تحمل ابنتى لقب لقيطة، أريد لها أن تعيش بكرامة وسط المجتمع وتحمل شهادة ميلاد جديدة يثبت فيها أنى والدها». ربما أكون قد أخطأت سيدى القاضى فى زواجى من هذه السيدة سرًا دون معرفة زوجتى الأولى فى غفلة من الزمن، ولكن ضميرى يعذبنى ولا أستطيع النوم خوفًا على طفلتى وعلى مستقبلها إذا ما بقيت فى حضن تلك المرأة اللعوب التى لا تعرف معنى الأمومة.