خبير تشريعات يكشف الهدف من زيادة حد إعفاء السكن من الضريبة العقارية    بنك المغرب يحافظ على سعر الفائدة الرئيسي عند 2.25% وسط حذر اقتصادي    فلسطين تدعو إلى تدخل دولي وأمريكي لإنجاح خطة ترامب في غزة    اتحاد بلديات غزة: الأوضاع الإنسانية بخان يونس كارثية.. ونقترب من مليون نازح بمساحة محدودة    ممثلو الإعلام.. 3 دول عربية تختار صلاح في تصويت جائزة ذا بيست    الأرصاد: غدا طقس معتدل الحرارة نهارا بارد ليلا على أغلب الأنحاء.. والعظمى بالقاهرة 20    أحمد مراد: لم نتعدَّ الشخصية الحقيقية لأم كلثوم.. والست عمل درامي لا تسجيلي    وزير الأوقاف يشهد الجلسة الختامية لمؤتمر الإفتاء الدولي: تأكيد على الاجتهاد الرشيد ومواكبة التحديات المعاصرة    آسفة برنعش.. متسابقة بكاستنج تندمج فى الدور لحد الارتعاش واللجنة تشيد بها.. فيديو    رواية "ظل الإمام" للكاتبة نهلة النمر تشارك بمعرض الكتاب القادم    الكرملين يحذر من تأثير مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا    شيخ الأزهر يستقبل مدير كلية الدفاع الوطني ويتفقان على تعزيز التعاون المشترك    بعثة الاتحاد الأوروبي تزور متحف ملوي ومنطقة بني حسن الأثرية بالمنيا    «البكالوريا الفنية».. شهادة جديدة لطلاب التعليم الفني بدءًا من العام المقبل    «التموين» تنتهي من صرف مقررات ديسمبر بنسبة 70%    ضبط تاجري تموين لاستيلائهما على 2 طن سكر بدمنهور    «القومي للمرأة» يشارك في احتفالية اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة    أنطوان سيمنيو بين السيتي واليونايتد.. من يحسم الصفقة؟    رضا هيكل يفسخ عقده مع نادي حتا الإماراتي.. والزمالك يرغب في ضمه    حماس تتهم إسرائيل بنسف اتفاق غزة وتحذر من انهياره الكامل    نظر قضية المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات بينهما يناير المقبل    أمم إفريقيا - استدعاء لاعب نهضة بركان لتعويض مدافع أندرلخت في قائمة السنغال    إقبال في اليوم الثاني من إعادة انتخابات مجلس النواب 2025 بالأردن    لا إغلاق لأى مصنع.. خطة للتقنين ودعم العمالة وإبقاء تبعية هيئة القطن ل «الاستثمار»    رئيس هيئة المحطات النووية يشارك في فعاليات المنتدى العربي السابع    ما حكم من يتسبب في قطيعة صلة الرحم؟.. "الإفتاء" تجيب    السكرتير العام لبني سويف يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات الخطة الاستثمارية    الكشف على 1208 مواطنين ضمن القافلة الطبية بقرية أبو جازية بالإسماعيلية    حفل جوائز ذا بيست.. سارينا فيجمان أفضل مدرب للكرة النسائية 2025    التأمين الصحى الشامل.. خطوات الاشتراك ومزايا الرعاية الطبية المتكاملة للأسرة    افتتاح متحف قرّاء القرآن الكريم بالعاصمة الجديدة: هنو يشيد بتقدير الدولة للقراء.. والأزهري: خطوة للحفاظ على الهوية الدينية    حلمي عبد الباقي يرد على توجيه اتهامات له في التحقيق: غير صحيح    وزير الخارجية يؤكد ضرورة الارتقاء بمستوى الخدمات القنصلية المقدمة للمواطنين    خالد الجندي: لن ندخل الجنة بأعمالنا    اعتدى على أطفال وصورهم.. تجديد حبس مدرب أكاديمية الكرة بالمنصورة    قرطاج تستقبل أول عروض "ضايل عِنا عر" اليوم بمدينة الثقافة التونسية    البورصة تخسر 22 مليار جنيه بختام تعاملات منتصف الأسبوع    زلزال بقوة 3.8 درجة على مقياس ريختر يهز أنطاليا التركية    الندوة الدولية الثانية للإفتاء تدين التهجير القسري وتوضِّح سُبل النصرة الشرعية والإنسانية    إغلاق ملف فيتوريا رسميًا.. تسوية نهائية بين المدرب واتحاد الكرة في «CAS»    ذا بيست.. دوناروما أفضل حارس مرمى في العالم 2025    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل جواهرجى البحيرة إلى يوم 12 يناير    الصحة تُحذر من تخزين المضاد الحيوي واستعماله مرة أخرى    * رئيس هيئة الاستثمار يثمن دور "نَوَاه العلمية" في تعزيز الابتكار والمعرفة ويؤكد دعم الهيئة المستمر للقطاع العلمي    «المصدر» تنشر لائحة النظام الأساسي للنقابة العامة للعاملين بالتعليم والبحث العلمى    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 16ديسمبر 2025 فى المنيا    جولة مفاجئة لمدير "تعليم الجيزة" في مدارس العمرانية    من المنزل إلى المستشفى.. خريطة التعامل الصحي مع أعراض إنفلونزا h1n1    مصر ترحب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارين يؤكدان الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني    الزمالك يجدد ثقته في نزاهة جهات التحقيق في أرض أكتوبر ويؤكد التزامه الكامل بالقانون في قضية أرض أكتوبر (بيان رسمي)    رئيس قطاع المعاهد الأزهرية: الاعتماد مسار شامل للتطوير وليس إجراءً إداريًا    دغموم: الزمالك فاوضني من قبل.. وأقدم أفضل مواسمي مع المصري    عضو بالأزهر: الإنترنت مليء بمعلومات غير موثوقة عن الدين والحلال والحرام    «التضامن الاجتماعي» تعلن فتح باب التقديم لإشراف حج الجمعيات الأهلية لموسم 1447ه    قانون العمل الجديد يُلزم أصحاب العمل بإنشاء دور حضانة لرعاية الأطفال    مديرية الطب البيطري بالقاهرة: لا مكان سيستوعب كل الكلاب الضالة.. وستكون متاحة للتبني بعد تطعيمها    أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر في سوق العبور للجملة    محمد القس: أحمد السقا أجدع فنان.. ونفسي اشتغل مع منى زكي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قطب الوفد الكبير صبري أبو علم باشا.. في سطور
نشر في الوفد يوم 13 - 04 - 2012

ولد محمد خليل أبو علم وشهرته صبري أبو علم بمدينة منوف عام 1893 وتدرج في مراحل التعليم حتى نال ليسانس الحقوق من مدرسة الحقوق السلطانية 1917 وقد تأخر عاماً في التخرج لفصله سنة كاملة لتزعمه حركة وطنية قاصدة اساءة استقبال السلطان حسين كامل.
جاء ترتيبه الأول على دفعته وكان بامكانه أن يعمل بسلك القضاء لكنه آثر العمل حرا بالمحاماة موقنا بقدرات نفسه التي يمكن أن تعطيه فرصاً أكبر للتألق القانوني والسياسي والبرلماني، فقام بفتح مكتبين للمحاماة أحدهما في منوف والآخر في أشمون، لكن الزعيم سعد زغلول قد توسم فيه نبوغاً وأثنى عليه شديداً وطلب منه أن ينقل نشاطه الى القاهرة ليمكن الاستفادة من مواهبه على الصعيد القومي.
وفي عام 1923 رشحه سعد باشا ليكون نائبا عن دائرة منوف، فخاض فيها معارك ضارية حتى حقق فوزاً ساحقاً على كل منافسيه في كل الانتخابات التي خاضها فدخل مجلس النواب كأصغر نائب، وارتفع صوته تحت قبة البرلمان حتى لقب ب «سوط المجلس»!
انتخب شيخاً عن دائرة شبرا وبرزت مواهبه كبرلماني قدير حتى انتخب بالاجماع زعيماً للمعارضة لمجلس الشيوخ، ومثل مصر في عدة مؤتمرات برلمانية دولية والقى في احدها خطبة مهمة عن الامتيازات الأجنبية.
وفي عام 1936 اختاره مصطفى النحاس باشا وزيرا للعدل فتم على يديه تنفيذ معاهدة مونتريه في اكتوبر من نفس العام.
اعيد انتخابه وزيراً للعدل 1942 فأصدر قانون استقلال القضاء في 10 يوليه 1943 وعمل على تأسيس نادي القضاة بمنح حكومة الوفد لرجال القضاء قطعة أرض مساحتها حوالي الفي متر مربع وعشرة آلاف جنيه لنادي القضاة.
وعندما دب الخلاف بين النحاس باشا ومكرم عبيد باشا والذي ادى الى خروج مكرم باشا من الوفد، قام الوفديون بانتخاب صبري أبو علام باشا بالاجماع سكرتيراً عاما للوفد، وامتازت سكرتارية الوفد في عهده بالاستقرار والسلام الحزبي لما أظهر علاقة الوفد الطيبة بغيره من الأحزاب الاخرى، وبانتخابه سكرتيراً للوفد وتألقه العام وشعبيته المحبوبة أصبح الساعد الأيمن لزعيم الأمة مصطفى النحاس وخليفته المرتقب في طموح الوفديين.قام بدعم اللجنة الوطنية
للطلبة والعمال التي جسدت وحدة النضال الوطني، كما نجح في تكتيل قوى الوفديين متحدياً بطش حكومات الأقلية من اسماعيل صدقي باشا الى أحمد ماهر باشا الى النقراشي باشا، وتبنى نشاط الطليعة الوفدية والافكار التقدمية المتطلعة للعدالة الاجتماعية والتي رفع لواءها شباب الطليعة.
استطاع من موقعه بالوفد - كما يؤكد المؤرخ الراحل الاستاذ جمال بدوي - أن يمهد لعودة الوفد إلى الحكم في يناير 1950 بعد موته، بأغلبية كاسحة لم تشهدها أي انتخابات ديمقراطية في تاريخ مصر السياسي.
كان من اقوى العقليات القانونية والدستورية، لذلك عين عضواً في لجان عديدة من لجان التشريع وسن القوانين وشارك في اللجنة اليت اعدت مشروع الغاء الامتيازات الاجنبية، وكان له الفضل في اصدار قوانين مهمة اخرى كالمرافعات والعقوبات والمحاماة والطوائف والوقف والوصية.
اعترف بكفاءته كل ساسة مصر حتى دعاه علي ماهر باشا للاشتراك في اللجان التي ألفها لتعديل القوانين، فكان المحامي الوحيد الذي دعى للمساهمة في هذه المهمة التي انقطع سنة كاملة لها.
كان محل تقدير رجال القضاء العالي، حتى أن عبد العزيز فهمي باشا ذكر أنه كان مثال المحامي المخلص الكفء، وأنه كان من أئمة التشريع في المحاماة، وكان من عادته أن يترأس بنفسه اللجنة التشريعية التي تتألف من المستشارين الملكيين وهو الوزير الوحيد الذي كان يفعل ذلك، لدرجة أن من مرافعاته ما غيرت من نصوص التشريع.
برز نبوغه في المحاماة اكثر وكانت له فيها نوادر وحكايات وانتخب نقيباً للمحامين قبل رحيله بعدة أشهر ولقد شغل في مهنته مكانا عزيز المنال، وأضنته مهنته ووطنيته وبذل فيهما كل طاقته حتى نالا منه، فخر في الميدان صريعاً حيث رحل عنا قبل الأوان!
كان صاحب امتياز جريدة صوت الأمة «الاصدار الأول»، التي كانت المتنفس الجرىء للضباط الاحرار قبل يوليو 1952.
انتخب أميراً للحج فسلمه الملك عبد العزيز آل سعود حزام الكعبة لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو استثناء نادر قام به عاهل السعودية تكريما لشخص صبري أبو علم حيث لا يسلم الا لملوك ورؤساء العالم الاسلامي وحدهم، وألقى حينها خطبة مؤثرة في وصف قبر الرسول أذيعت في راديو القاهرة والسعودية في نفس الوقت.
كان مشرعا وباحثا، ومساجلا ومحاورا، وخطيباً وأديباً، وكان مهابا محبوبا وأجمع كل معاصريه على حدة ذكائه وحجة منطقه.
توفى فجأة صباح 13 أبريل 1947 عن أربع وخمسين عاما وبضعة أيام وهو في كامل صحته وحيويته، فأحدثت وفاته المفاجئة دويا هائلا في ذاك الحين، وتسابقت اقلام الادباء والشعراء تنعي الفقيد الى الأمة، وخرجت مصر في موكب مهيب رهيب تودعه الى مقره الأخير.. لكن الجماهير الغفيرة قطعت صمتها الحزين بهتافات مدوية ضد نظام الحكم الحاضر آنذاك بقولها: «بلغ الظلم لسعد يا صبري».
أطلقت الدولة اسمه على شارع رئيسى بوسط القاهرة كما أطلق اسمه على شوارع عديدة ببلدان القطر المصري تخليداً لذكراه.
قامت نقابة المحامين في عهد النقيب الاستاذ سامح عاشور في 30 سبتمبر 2001 بتكريمه كنقيب سابق للمحامين ضمن الاحتفال بتكريم نقباء المحامين السابقين منذ 1912، وهو أول تكريم للسياسي الوطني صبري أبو علم منذ عام 1952، كما يجدر التنويه بأن المؤرخ الراحل الاستاذ لمعي المطيعي قد ذكر في موسوعته «هذا الرجل من مصر»، بأنه بموجب قرار عزل القضاة في مذبحة القضاء عام 1969 قد فصل كل رجل قضاء ينتهي اسمه بلقب «أبو علم» تكريما لوزير العدل الذي اصدر قانون استقلال القضاء، حتى أن القرار قد شمل ايضاً ابنه المستشار يحيى صبري أبو علم؟!
توفيق أبو علم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.