أشعل برشلونة الإسباني سوق الانتقالات الأوروبية خلال الساعات القليلة الماضية بعد أن تدخل في اللحظة الأخيرة لخطف البرازيلي مالكوم، لاعب بوردو الفرنسي، الذي كان قاب قوسين، أو أدني من الانتقال لروما الإيطالي. "الوفد" ترصد أهم تفاصيل هذه الصفقة التي أشعلت الميركاتو الصيفي في أوروبا. تسرع أم تلاعب؟ أعلن روما بشكل رسمي عن التوصل لاتفاق مع بوردو الفرنسي يقضي بانتقال اللاعب البرازيلي الشاب لصفوف الذئاب، مقابل 37 مليون يورو، وهو ما أكده حساب بوردو الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" . الأمر لم يتوقف عند الإعلان الرسمي عن انتقال اللاعب لروما، بل تم تحديد موعد وصوله إلى روما في الحادية عشرة مساء أمس، حتى أن المئات من جماهير فريق العاصمة الإيطالية احتشدوا بالمطار لاستقبال مالكوم وهو ما لم يحدث بعد أن غيّر اللاعب وجهته. التقارير تؤكد أن برشلونة دخل على الخط من أجل اللاعب مساء أول أمس، حيث التقى بارتوميو رئيس النادي الكتالوني رئيس نادي بورتو، قبل أن يتوجه فرناندو جارسيا وكيل اللاعب إلى برشلونة منتصف ليلة الأحد للاتفاق على تفاصيل التعاقد طبقًا لما أكدته شبكة "أي إس بي إن" . هذه التفاصيل أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في إيطاليا وإسبانيا، وانقسمت الآراء بين أن برشلونة تدخل في الصفقة بشكل غير نظيف، متهمة إدارته بالتلاعب، خصوصًا بعد أن أعلن ناديي بوردو وروما حسم الصفقة. والرأي الآخر يرى أن اللاعب لم يوقع رسميًا لذا فمن حق البرسا أن يتفاوض ويحاول الفوز بخدماته، وأن روما وبوردو تسرعا في الإعلان عن اتفاقهما من دون وجود شئ رسمي. ريمونتادا اتخذت هذه الصفقة المشتعلة شكلًا آخر بعد أن وصفها بعض المراقبين بأنها ريمونتادا جديدة من برشلونة، انتقامًا للخسارة القاسية للبلوجرانا أمام روما في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي. وهو ما رد عليه فرنسي لويزا الصحفي الإسباني، بأن مثل هذه الأمور تحدث في عالم كرة القدم، مشيرًا إلى أن تفاصيل صفقة مالكوم تتطابق مع صفقة انتقال البرازيلي مارسيلو إلى ريال مدريد قبل سنوات. حيث كان مارسيلو قريبًا من ارتداء قميص إشبيلية، قبل أن يتدخل النادي الملكي في اللحظات الأخيرة ويقدم عرضًا أكبر لتتغير وجهة مارسيلو. مَنْ مالكوم؟ ربما لا يحظى مالكوم بشهرة كبيرة بعكس العديد من اللاعبين الشباب الموجودين في الدوري الفرنسي، إلا أن اللاعب البالغ من العمر 21 عامًا يقدم مستويات مميزة مع بوردو، وهو ماجذب إليه أنظار العديد من الأندية الكبيرة في القارة العجوز، بداية من بايرن ميونيخ الذي كان قريبًا من حسم التعاقد مع اللاعب، قبل أن تفضل إدارته عودة الجناح جنابري من الإعارة. انتهاء بالصراع الدائر بين روماوبرشلونة. مالكوم لعب ضمن صفوف كورينثيانز البرازيلي في الفترة من 2014- 2016، ونجح في الفوز بلقب الدوري تحت قيادة مانو مينيزيس المدرب السابق للسليساو، بعد أن قدم عروضًا مميزة طوال موسمين. تألق مالكوم لم يشفع له لانضمام لمنتخب الشباب البرازيلي منذ البداية، إلا أن إصابة لاعب يدعي كينيدي فتحت له الباب للانضمام، ليقدم أوراق اعتماده في البطولة التي خسر فيها البرازيل المباراة النهائية أمام صربيا. وعلى رغم هذه الخسارة المفاجئة إلا أن مالكوم لفت إليه أنظار كشافي الأندية الأوروبية لينتقل بالفعل إلى بوردو الفرنسي. أثبت مالكوم أنه يمتلك الكثير ليقدمه في السنوات المقبلة، حيث شارك في 84 مباراة مع فريقه الفرنسي، سجل خلالها 20 هدفًا، وصنع 13 هدفًا لزملائه. بديل ويليان يلعب مالكوم بالأساس كجناح أيمن وهو مركز البرازيلي ويليان نفسه الذي رفض تشيلسي الإنجليزي التفريط فيه لصالح برشلونة. ووضعت إدارة برشلونة مالكوم كخيار ثانٍ بعد ويليان الذي كان قريبًا بالفعل من الانتقال للنادي الكتالوني، إلا أن الرفض غير المتوقع للصفقة بعثر أوراق برشلونة تمامًا في ظل الإصرار على دعم الفريق بجناح جديد، على رغم وجود الفرنسي الشاب عثمان ديمبلي، الذي انتقل للبرسا الموسم الماضي مقابل 150 مليون يورو. كما سبق أن اعتمد بوردو على مالكوم كصانع لعب (مركز 10) إلا أن هذا المركز قيد تمامًا حرية اللاعب الذي يفضل استغلال المساحات على الأطراف، كما أن هذا المركز محجوز في برشلونة لمواطنه كويتينيو خصوصًا بعد رحيل أندريس إنييستا.