قالت صحيفة" مين بوست " الامريكية ان قناة "الجزيرة" القطرية الفضائية استطاعت ان تصنع من دولة قطر الصغيرة نجما اقليميا فى المنطقة . واشارت الصحيفة الى ان هذه القناة اصبحت مسارا لجدل فى العالم العربى . فرغم حرفيتها العالية الا ان هناك من ينتقدها ويعتبرها تعمل وفق توجيه واجندة سياسية لخدمة مصالح معينية. وأكدت ان القناه تألقت وزادت شعبيتها فى احداث الربيع العربى ، حتى ان المتظاهرين فى ميدان التحرير بالقاهرة ، اقاموا شاشات عرض كبيرة لبث قناه الجزيرة خلال الثورة المصرية ، كما لعبت القناة دورا مهما فى نقل احداث الثورات فى تونس ولبيبا ، ووصل الامر الى حد ان وزيرة الخارجية الامريكية "هيلارى كلينتون" ، اعلنت ان قناة "الجزيرة" جعلتها تواكب احداث الثورات لحظة بلحظة. واعتبر مراسليها ابطال فى ليبيا ومصر وتونس . وباختصار فأن "الجزيرة" نظر اليها كقناة الثورة فى البلدان العربية ، والتى تابعها العالم كله . واذا كان جمهور "الجزيرة" قد زاد بعد ان سقط ثلاثة زعماء عرب ، فإن منتقديها ايضا زادوا، فقد اثارت القناة العديد من التساؤلات والجدل ، حتى فى الغرب عندما تبث تسجيلات وشرائط تنظيم "القاعدة" . كما اغضبت الرئيس الامريكى السابق "جورج بوش" عندما كانت تبث خرائط ورسوم عن الاوضاع فى العراق خلال الحرب الامريكية فى 2003. وقالت الصحيفة ان الربيع العربى اظهر بوضوح العلاقة الحميمة بين القناة ومن يمولها ويرعاها ، فقد ساعدت القناة دولة قطر فى ان تلعب دورا مهما فى السياسة العربية . ونقلت الصحيفة عن "ايتان زوكرمان" الباحت فى مركز "بيركمان" بجامعة "هارفارد" قوله:" انه من المهم ان تعرف مصدر تمويل القناة " . فقد زادن الانتقادات للقناة بعد ان تجاهلت فى تغطيتها الانتفاضة الشعبية فى البحرين والاحتجاجات فى السعودية ، فيما ركزت بشدة على احداث مصر وتونس وليبيا ، وتبنت حملات جماعات اسلامية فى هذه البلدان يتفق خطها مع خط الحكومة القطرية ، وتتوافق مع السياسة الخارجية للدوحة . وتزايد الجدل حول استقلالية "الجزيرة" بعد ان اضطر مديرها العام "وضاح خنفر" للاستقالة فى سبتمبر الماضى ، وحل محله عضو من الاسرة الحاكمة فى قطر . ورغم هذه الانتقادات الا ان القناة تقول ان عدد مشاهديها ارتفع بدرجة غير مسبوقة ليصل الى 260مليون اسرة فى 130 بلد. ويقول " انستى" مدير قناه الجزيرة الانجليزى :" انه عندما يؤدى الصحفى عمله بالشكل الصحيح يتعرض للانتقاد ". واشارت الصحيفة الى انه لا يمكن ان ينكر احد ان "الجزيرة" احدثت نقلة كبيرة فى الاعلام والصحافة العربية منذ انطلاقها فى عام 1996، الا ان علاقتها بالحكومة القطرية والامير القطرى ، جعلتها محل جدل ، فالحكومة القطرية تمول القناة وتوفر لها كل الدعم ، رغم انها تدعى استقلالها . ونقلت الصحيفة ما قاله "خنفر" فى كلمة القاها فى معهد "ماسسيوستش" للتكنولوجيا بجامعة "كامبردج" الامريكية فى فبرابر الماضى ، حيث قال :" ان هناك علاقة مصلحة تبادلية بين القناة التى تحتاج التمويل والحرية فى ان واحد ، وبين الحكومة التى ترى انه باستضافة ودعم القناة ، ستكسب سمعة وقوة". واذا كان البعض فى الدول العربية نظر الى الجزيرة على انها لعبت دورا سيئا ومحرضا خلال الثورات العربية ، هناك من رأى انها كانت الملهم الاول للثوار كونها نقلت صوتهم وشجعتهم .