من كوبري العشاق للحنطور.. المصريون يودعون عيد الفطر على طريقتهم الخاصة

كتب: محمود عبدالمنعم – باسل عاطف:
شهدت منطقة وسط البلد اليوم الإثنين، إقبالاً كثيفًا من قبل المواطنين الذين حرصوا على الخروج إلى المتنزهات والحدائق العامة ودور السينمات؛ للاحتفال برابع أيام عيد الفطر المبارك، وسط حالة من البهجة والسرور، مع تكثيف أمني من قبل قوات الأمن؛ لتيسير حركة المرور ومنع أية أعمال شغب.
كوبري العشاق
شهد كوبري "قصر النيل" زحامًا من قبل المواطنين وخاصة فئة الشباب حديثي الخطوبة والزواج؛ للاستمتاع بنهر النيل الخالد، والمناظر الطبيعية الخلابة التى يطل عليها الكوبري.
ومن حانبه قال محمد محمود، 28 عاما، حديث الخطوبة، إنه حرص على اصطحاب خطيبته للتنزه على كوبري قصر النيل ثم التوجه إلى سينما وسط البلد لمشاهدة أحد الأفلام المعروضة.
وأضاف إن كوبري قصر النيل يعتبر مقصد تنزه جيد للمواطنين خاصة مع وجود ممشي أهل مصر الذي قامت الدولة بتصميمه خصيصًا للإستمتاع بمنظر النيل عن قرب.
وأشار مصطفي إسلام، 47 عاما، إنه حرص على اصطحاب أسرته بالكامل للخروج والتنزه بمنطقة وسط البلد، خاصة كوبري قصر النيل، ثم التوجه إلى برج القاهرة الذي يعد أحد أهم المعالم والمزارات السياحية المصرية.
ولفت إلى أن التواجد الأمني يعطي طمانينة كبيرة للمواطنين موجهًا الشكر لوزارة الداخلية على المجهود الذي قاموا به طوال عيد الفطر المبارك لتأمين المواطنين خلال الاحتفالات.
سينمات وسط البلد
منذ دخولك منطقة وسط البلد ومع اقترابك إلى السينمات المنتشرة بالمنطقة تجد طوابير من الشباب تصطف أمام شبابيك التذاكر لحجز مقعد لمشاهدة أحد الأفلام المعروضة.
وحصد فيلمي "حرب كرموز" و "قلب أمه" على نصيب الأسد من إقبال الجمهور.
ومن جانيه قال أشرف العمدة، 19 عامًا، إنه شاهد فيلم "حرب كرموز"، وأشاد به ووجه التحية لصناع العمل، لافتًا إلى أنه سوف يقوم بحجز تذكرة لمشاهدة فيلم "قلب أمه".
وتابع قائلاً: "أنا انهارد نازل أتفرج على 3 أفلام خاصة أن أسعار السينما بمنطقة وسط
البلد مناسبة جدا وفي متناول الجميع، حيث تتراوح الأسعار ما بين 25 للصالة و30 للبلكون".
وأكد لطفي السيد، 25 عام، على أن سينمات وسط البلد ذات كفاءة عالية بالرغم من رخص أسعارها، مشيرَا إلى أن الانتشار الأمني المكثف من قبل وزارة الداخلية ساعد بشكل كبير على تنظيم حركة الدخول الخروج من السينمات دون وقوع أية مشاكل بين المواطنين.
حديقة الحرية
"تنظيم الدخول والخروج، المناظر الطبيعية، الخضرة والأشجار النادرة، سعر التذكرة المناسب"، بهذه العبارات أكدت منال محمد، 22 عام، أن سعر التذكرة المناسب هو التي جلبها إلى الحديقة برفقة أصدقائها، حيث الخضرة والأشجار والهدوء والمناظر الطبيعية الجميلة.
وأضافت أن تنظيم عملية دخول المواطنين وخروجهم من الحديقة، بالإضافة إلى النظافة داخل الحديقة والمعاملة الحسنة هو ما دفعهم لزيارة الحديقة.
وأشارت عزة محمود، 60 عامًا، أنه بالرغم من كبر سنها إلا أنه تأتي إلى الحديقة ما يقرب من 5 مرات سنويًا، بصحبة أبنائها وأحفادها للاستمتاع بالهدوء والمشاهد الرائعة الخضراء، ومن ثم تتجه إلى نهر النيل.
الحنطور
وأبرز ما يسر عيناك هو مشاهدة الحناطير، حيث شهدت منطقة وسط البلد انتشار كبير للحناطير المصطفة على جانبي الطريق والتى شهدت إقبالا كبيرا من قبل المواطنين التى حرصت على تجربة ركوب الحنطور.
ومن جانبه أشاد محمد جمال، 45 عامًا، بركوب الحنطور مع أسرته في رحلة قصيرة أقلعت من كوبري قصر النيل إلي برج القاهرة، قائلاً: "ركوب الحنطور يعطي فرصة للنظر لاستمتاع بجمال القاهرة التى تعد من أجمل مدن العالم".
وأكد أنه رغم ارتفاع حرارة الجو إلا أنه حرص على النزول مع أولاده للتنزة برابع أيام
عيد الفطر المبارك، خاصة أنه لم يقم بهذه الرحلة منذ قرابة العام ؛ وذلك نظرا لطبيعة عمله.
ورد وفل وشوكلاته
"وردة يابيه، فل ياهانم" بهذه الكلمات يقوم عدد من الباعة الجائلين على كوبري قصر النيل بجذب المواطنين إليهم خاصة فئة الشباب لشراء الورد والفل والياسمين.
والجديد هذا العام هو انتشار بائعي الشوكلاته على الأطفال بالكوبري، والتى لاقت رواج كبير من المواطنين خاصة البنات والأطفال.
الصيد
وسط زحام المواطنين الذين حرصوا على عدم تفويت الاحتفال بعيد الفطر المبارك، تجد شخص يجلس على كرسي أعلى كوبري قصر النيل موجه صنارته إلى نهر النيل للصيد.
ومن جنابه قال محمود صبري، 28 عام، إنه يحرص على ممارسة هواية الصيد ساعة يوميًا لتصفية الذهن والاستمتاع بمنظر النيل الخلاب، مشيرًا إلى أن والده هو من نمي لديه هوابة الصيد منذ الصغر.
واستطرد كامل العدوي، 60 عام، الحديث قائلاً: "بحب الصيد من زمان أوي وعلطول بصطاد، ودايما بصطاد في رمضان قبل المغرب بساعة، وفي العيد بنزل كل يوم اصطاد واتمشي بعدها في أحياء القاهرة القديمة، حيث الذكريات الجميلة، والصيد دايما بيعلمني الصبر والاجتهاد".
المقاهي والمطاعم
ابرز ما يميز منطقة وسط البلد هو انتشار المقاهي والمطاعم، فتجد المواطنين من مختلف أعمارهم يتوجهون إلى محال الأكل الشعبية المصرية الشهيرة "الكشري" لتناول وجبة بعيدة عن اللحوم خاصة بعد خروجهم من شهر رمضان الكريم، ومع الازدياد الملحوظ في أسعار اللحوم والدواجن بالمطاعم.
ولم يختلف الأمر كثيرًا لدي المقاهي والكافتريات، فهي الأخري تسجل حضور كبير من المواطنين في رابع أيام العيد، الذين حرصوا على تناول المشروبات المثلجة للهروب من ارتفاع حرارة الجو وتقضية وقت ممتع مع الأهل والاصدقاء.
شارع الشريفين
بعد أن قامت محافظة القاهرة بترميم وإعادة تطوير شارع الشريفين بوسط البلد أصبح مقصدًا سياحيًا لدي الكثيرين من الجمهور، ويطلق عليه شارع "السيلفي".
ويضم شارع الشريفين 9 عقارات ذات طابع معماري متميز منهم مبنى الإذاعة الشهير، وفندق كوزموبوليتان، ومباني البورصة والبنك الأهلي وقناة السويس والتي تم إعادة ترميمهم وإعادة الشئ لأصله للواجهات، وكذلك إعادة تبليط الشوارع باستخدام بلاط مناسب من مواد تتحمل حركة المشاة وتتناسب مع النسق الحضاري للمنطقة مع الحفاظ على الأشجار وزيادة المسطحات الخضراء ورفع كفاءة أعمدة الإنارة وصيانتها وإعادة طلائها مع إعادة توزيعها بالشارع الذي يبلغ طوله 190 مترا، وسوف تخصص المنطقة للمشاة ويمنع سير السيارات بها.