ذكرت دراسة أمريكية حديثة أن سرعة تدهور وضعف الذاكرة تزداد بشكل واضح خلال عامين ونصف العام قبل الوفاة مقارنة بأي وقت مضى، لاسيما كبار السن والذين يعانون من الشيخوخة. وبعد إجراء فحوصات على أدمغة أكثر من 174 حالة من الكهنة والرهبان والراهبات، اكتشف فريق البحث الذي يقوده العالم "ويلسون روبرت"، طبيب في المركز الطبي بجامعة "راش" الأمريكية، أن معدل انخفاض الذاكرة في السنوات التي تسبق الوفاة يزداد بنسبة تتراوح بين 8 إلى 17 مرة مقارنة بالوضع الطبيعي، وذلك بعد أن خضعت الحالات لاختبارات وفحوصات الذاكرة لمدة تتراوح من 6 إلى 15 سنة قبل وفاتهم. وأضاف الباحثون أن الإصابة بمرض "الزهايمر" ليس السبب الرئيسي وراء ازدياد سرعة معدل ضعف الذاكرة. ومن جانبه، قال "هيروكو دودج"، بروفوسير في جامعة الصحة والعلوم بولاية "أوريجون" الأمريكية: "إن النتائج تشير إلى أن مرض "الزهايمر" لا يتسبب في حدوث تغيرات في القدرات العقلية للفرد خلال سنتين أو ثلاث قبل الوفاة مباشرة، ولكن هناك مؤشرات تشير إلى وجود تغيرات بيولوجية في المخ تظر قبل الوفاة وينتج عنها هذا التدهور السريع في الذاكرة." وأضاف دودج: "ينبغي على الباحثين تطوير (حلول حسابية) لكشف وتحليل التغيرات التي تحدث داخل الذاكرة للتعرف على هوية الأشخاص في هذه المرحلة النهائية من الحياة." وفي دراسة أخرى مثيرة للجدل، أجراها "ويلسون"، اكتشف أن النشاط العقلي يمكن أن يعزز القوى الذهنية في سن الشيخوخة، كما تمكن كبار السن من القراءة والكتابة وممارسة ألعاب الطاولة. وأضاف "ويلسون" أن التراجع في النشاط يسبق التدهور في وظائف الذاكرة بعام واحد، كما تشير النتائج إلى وجود علاقة بين السبب والنتيجة فى ان النشاط العقلي يؤدي إلى صحة معرفية أفضل في سن الشيخوخة.