أنباء عن إعلان حظر التجوال في العاصمة طرابلس    "نريد أن نمنحهم بداية جديدة".. ترامب يلمح إلى تخفيف العقوبات عن سوريا    39 شهيدا فى قصف على مناطق متفرقة من غزة    بمشاركة مصر.. اكتمال عقد المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم للشباب 2025    الأهلي يتحدى سيراميكا في طريق لقب الدوري    يلا كورة يكشف.. التفاصيل المالية في عقد ريفيرو مع الأهلي    مدحت شلبي يكشف قرارًا مفاجئًا في الأهلي بشأن زيزو    كشف لغز العثور على جثة بالأراضي الزراعية بالغربية    "دخلوا وراه وضربوه جوا المسجد".. التفاصيل الكاملة لفيديو اعتداء عدة أشخاص على شاب بالقاهرة (صور)    مصرع سيدة أسفل عجلات القطار بالمحلة الكبرى    تحت شعار «اكتشاف المشهد».. «أسبوع القاهرة للصورة» يواصل فعاليات دورته الرابعة بدعم غزة (صور)    5 أبراج «لو قالوا حاجة بتحصل».. عرّافون بالفطرة ويتنبؤون بالمخاطر    محامية بوسى شلبى تعلن مقاضاة كل من يخوض بعرضها أو ينكر علاقتها الزوجية    جامعة القاهرة تحتفل بيوم المرأة العالمي في الرياضيات وتطلق شبكة المرأة العربية- (صور)    جدول امتحانات المواد غير المضافة للمجموع للصف الثاني الثانوي ببورسعيد(متى تبدأ؟)    إعلام ليبي: توقف حركة الطيران في مطار طرابلس    اشتباكات عنيفة في طرابلس ومقتل مسؤول ليبي كبير (تفاصيل)    الخارجية الأمريكية: إدارة ترامب تريد نهاية لحرب غزة وتحسين الظروف الإنسانية    بسبب الاشتباكات العنيفة.. ما حقيقة تعليق الدراسة والامتحانات ب طرابلس؟    القائم بأعمال سفير الهند ل"البوابة نيوز": منفتحون للحوار مع باكستان حول كشمير بشرط وقف دعم "الإرهاب"    افتتاح أول مركز للقيادات الطلابية بجامعه المنوفية    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم الثلاثاء 13 مايو بالصاغة (تفاصيل)    سعر الطماطم والخضار بالأسواق اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025    لقاء جماهيري لتوضيح ملف تقنين الأراضي بالعبور الجديدة    "كأس أمم أفريقيا للشباب ودوري سعودي".. نتائج مباريات يوم الإثنين 12 مايو    منتخب مصر للباراسيكل يكتسح بطولة إفريقيا لمضمار الدراجات ويحصد 29 ميدالية.    آس: بعد أول مباراتين ل البرازيل.. نجل أنشيلوتي سيتولى تدريب رينجرز    هل تُعطّل الإصابة مسيرة رونالدو التهديفية في الدوري وتمنح المنافسين فرصة اللحاق به؟    جدل وانفعال.. تفاصيل جلسة الاستماع لمستأجري الابجار القديم بمجلس النواب    "رياضة النواب" تصدر 28 توصية للأكاديمية الوطنية خاصة للشباب المصريين بالخارج    الفريق أسامة ربيع: ندرس تخفيض رسوم عبور السفن عبر قناة السويس بنسبة 15%    72 ساعة فاصلة.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم: الأمطار تصل القاهرة وهذه المحافظات    سقوط طفل من مرتفع " بيارة " بنادي المنتزه بالإسماعيلية    انتحار شقيقي الشاب ضحية بئر الآثار في بسيون بالغربية    اليوم| محاكمة تشكيل عصابي بتهمة الشروع في قتل شاب ببولاق الدكرور    اليوم| محاكمة تشكيل عصابي بتهمة سرقة المواطنين بالإكراه في بولاق    ولاية أمريكية تُقر قانونًا يسمح بسيارات «كي» بدءًا من عام 2027    محافظ سوهاج يُقرر تشكيل لجنة لفحص كافة أعمال وتعاقدات نادى المحليات    اعتماد 24 مدرسة من هيئة ضمان جودة التعليم والاعتماد بالوادي الجديد    إيمان العاصي في "الجيم" ونانسي عجرم بفستان أنيق.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    قبل عرضه على "MBC".. صلاح عبدالله ينشر صورة من كواليس مسلسل "حرب الجبالي"    أميرة سليم تحيي حفلها الأول بدار الأوبرا بمدينة الفنون والثقافة في العاصمة الإدارية    نانسى عجرم تنشر صورا من حفلها الأخير المخصص للنساء فقط فى هولندا    «الأسد بيحب يدلع نفسه».. الأبراج والمال كيف يؤثر برجك في طريقة إنفاقك للفلوس؟    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي أم يجوزُ لي تأجيلُه؟| الإفتاء تجيب    طفل ينهي حياته داخل منزله بالإسماعيلية    45 فرصة عمل برواتب تصل إلى 36 ألف جنيه.. تعرف عل وظائف المصريين بالأردن 2025    أعراض ومضاعفات تسمم الماء.. المعاناة تبدأ ب 4 لترات وقد تنتهي بغيبوبة    رئيس «الرقابة الصحية» يزور مستشفى بئر العبد النموذجي تمهيدا لتطبيق «التأمين الصحي الشامل»    فحص 1140 مواطنا وصرف العلاج مجانا خلال قافلة طبية في السويس    عالم بالأزهر: هذا أجمل دعاء لمواجهة الهموم والأحزان    أمينة الفتوى: هذه أدعية السفر منذ مغادرة المنزل وحتى ركوب الطائرة لأداء الحج    أهم 60 سؤالاً وإجابة شرعية عن الأضحية.. أصدرتها دار الإفتاء المصرية    رئيس جامعة أسوان يتفقد امتحانات كلية التجارة    براتب 6500.. فرص عمل في شركة مقاولات بالسعودية    موعد وقفة عرفة 2025.. فضل صيامها والأعمال والأدعية المستحبة بها    موعد تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالقاهرة الجديدة    استمرار حملة "تأمين شامل لجيل آمن" للتعريف بالمنظومة الصحية الجديدة بأسوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رمضان.. فى ليل «المحروسة»
نشر في الوفد يوم 06 - 06 - 2018

أعد الملف: حمدى أحمد تصوير: محمد طلعت - اشراف : نادية صبحى
«مفيش رمضان غير فى مصر».. هذه العبارة دائماً ما تتردد على ألسنة المصريين والعرب الذين يزورون مصر فى شهر رمضان للاستمتاع به وتختلف الأجواء الرمضانية فى مصر عن البلاد الأخرى اختلافاً كلياً، ففى الخارج يكاد يقتصر الأمر على الإفطار والسحور ويسير اليوم بشكل طبيعى اعتيادى، بينما فى مصر تمتد الأجواء لتشمل ساعات اليوم كله وخاصة منذ الإفطار وحتى الفجر، ما بين السهرات الرمضانية وموائد الإفطار، والأنشطة الثقافية والفنية، والتعاون بين المسلمين والمسيحيين «قطبى الأمة المصرية»، فى تجهيز وجبات الإفطار للصائمين، فى مشهد لن تراه إلا فى مصر.
إضافة إلى ذلك، لا تخلو شوارع المدن المصرية من الزينات والفوانيس والأنوار احتفالاً بقدوم الشهر الكريم، ونشاط المسحراتى فى الأحياء الشعبية وشراء الحلوى من الكنافة والقطائف، فضلاً عن الاهتمام بالأعمال الدرامية والتليفزيونية التى أصبحت من العادات التى لا تفارق رمضان.
«الوفد» انتقلت فى جولة إلى عدد من الأحياء الشعبية فى مدينة القاهرة لرصد الأجواء الرمضانية فى هذه الأحياء التاريخية ووقع الاختيار على الحسين وشارع المعز والسيدة زينب وشبرا مصر.
موائد الرحمن فى حضرة «أم العواجز»
كنافة وبلح وعصائر وطرشى
«مادمت فى مصر، فأينما تولى وجهك ستجد «مائدة رحمن».. توزيع الطعام والمياه على الصائمين وجميع المارة فى الشوارع عقب أذان المغرب.. وموائد ميدان السيدة زينب لها طعم خاص.. محلات وشوادر بيع فوانيس رمضان منتشرة بالميدان.. الفطار بجانب مقام أم العواجز.. زحام أمام بائعى الطرشى والكنافة».
بمجرد وصولك إلى ميدان السيدة زينب أو كما يحب أن يطلق عليها المصريون «أم العواجز»، تجد مظاهر الاحتفال بشهر رمضان منتشرة فى كل مكان تتزين واجهات المحلات بزينة رمضان والفوانيس، أما المسجد نفسه فيتزين بالأنوار الجميلة، وخاصة ذات اللون الأخضر.
على أرصفة الشوارع الرئيسية بالميدان، ينظم عدد من المواطنين موائد إفطار للصائمين، تقدم الطعام والشراب للفقراء والمحتاجين والمسافرين والقادمين إلى المسجد من أماكن ومحافظات بعيدة، حيث تمتلئ عن آخرها قبل أذان المغرب بدقائق، ثم يوزع القائمون على الموائد الطعام للمشاركين فى المائدة، إضافة إلى سائقى السيارات المارة فى الميدان سواء نقل عام أو سيارات خاصة أو أجرة.
فى الوقت نفسه، يوزع بعض أصحاب المحلات زجاجات المياه والعصائر على المارين فى الشوارع الجانبية بجوار مسجد السيدة زينب، فضلاً عن توزيعها على السائقين أيضاً، ساعة الإفطار مباشرة، لكى يفطر الصائمون قبل وصولهم إلى منازلهم، ولو بقليل من الماء.
إذا زرت ميدان السيدة زينب فى رمضان، فلا بد أن يستوقفك مشاهد شراء المواطنين للكنافة والقطائف من محلات الكنافة التى يعتبر بعضها إحدى علامات الميدان عبر التاريخ، حيث يعود تاريخها إلى عام 1870.
ورغم استمرار إقبال المواطنين على شراء الكنافة والقطائف والجلاش من محلات السيدة زينب، فإن الشكوى من ارتفاع الأسعار الخاصة بالمواد الخام لصناعة الكنافة ما زالت مستمرة؛ حيث يؤدى ذلك إلى تناقص حجم المبيعات تدريجياً كل سنة.
أما المشهد الآخر الذى لا يفوتك وتتميز به هذه المنطقة العريقة، فهو شراء المواطنين المخللات من محلات الطرشى المشهورة فى السيدة زينب؛ حيث يزداد الإقبال على شراء المخلل فى شهر رمضان كثيراً؛ لإضافته إلى مائدة الإفطار التى لا تكاد تخلو بيوت المصريين منه فى هذا الشهر.
«رمضان كله خير وكرم ومن الحاجات الجميلة اللى فيه فرش شوادر الياميش والمخلل».. هذا ما أكده تامر أحمد، أحد عمال محلات الطرشى بميدان السيدة زينب، مشيراً إلى أن أجواء العمل فى شهر رمضان تختلف كثيراً عن باقى شهور العام، كما أن إقبال المواطنين على الشراء يزداد بشكل كبير.
وأضاف «إحنا بنحاول نحافظ على المهنة بتاعتنا اللى تركها لنا أجدادنا وآباؤنا.. وبناكل من عرق جبينا»، لافتاً إلى أن المخلل لا يستغنى عنه المصريون فى موائد الإفطار بشهر رمضان.
ورغم ارتفاع الأسعار وما يعانيه المواطن من ظروف اقتصادية صعبة، فإنَّ شوادر الياميش والفوانيس تنتشر فى مختلف أركان الميدان، وبأسعار رخيصة على عكس المناطق الأخرى، حيث تبدأ أسعار البلح مثلاً من 7 جنيهات وقمر الدين ب6.5 جنيه، فضلاً عن الزبيب والقراصية، أما الفوانيس فالسعر يحدده بناءً على حجم الفانوس، لكنها تبدأ من 20 جنيهاً بالنسبة للفانوس الشعبى.
هذا أبرز ما ستجده خارج مسجد السيدة زينب، لكن بمجرد دخولك من الباب الخارجى له، تبدأ برؤية مشاهد قد لا تجدها إلا فى مساجد بعينها مثل السيدة نفيسة أو الحسين، حيث تجد المواطنين يفترشون الأرض بالساحة الخارجية للمسجد، منتظرين مدفع الإفطار ونداء المؤذن الله أكبر فى أذان المغرب، ليبدأوا تناول الوجبات التى وزعها عليهم أهل الخير الذين لا ينقطعون أبداً عن المسجد وخاصة فى شهر رمضان.
وبمجرد أن تطأه قدمك المسجد، فإنك تشعر بالهدوء والسكينة بسبب الأجواء الروحانية المنتشرة بالمكان وخاصة داخل المقام أو الضريح، حيث تزين المقام بالورود والأنوار والزينة الجميلة بمناسبة الشهر الكريم، كما يفترش المواطنون الأرض وينظمون مائدة إفطار جماعية داخل المقام، بجانب توزيع العصائر والبلح العجوة على الزائرين والمصلين.
وعقب الإفطار يظل عدد كبير منهم فى المسجد منتظرين أداء صلاة العشاء ومن بعدها التراويح، حيث يزدحم المسجد فى صلاة التراويح بالمصلين، تبركاً بمقام السيدة زينب «الطاهرة أو أم العواجز أو أم هاشم» كما يحب أن يطلق عليها المصريون، حفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويرجع سبب تسميتها ب«الطاهرة» إلى قصة خطبتها، فعندما جاء عبدالله بن جعفر الطيار لطلب يدها للزواج من أبيها سيدنا على بن أبى طالب وأخويها فاستحى أدباً أن يذكر اسمها وقال «الطاهرة».
أما بالنسبة ل«أم العواجز، وأم اليتامى» فأطلقت عليها عندما ذهبت إلى المدينة المنورة واعتكفت، وكان زوارها كثيرين، فطلبت أن من يأتيها هم اليتامى والعواجز فقط ليأكلوا ويرتاحوا، وأن تزور هى الفتية والشباب، حتى يستطيع هؤلاء اليتامى والعجائز أن يأكلوا دون حرج لذلك سميت «أم العواجز» و«أم اليتامى»، ومن هنا جاءت فكرة زيارة المحتاجين والعاجزين عن سد احتياجاتهم للضريح استبشاراً بها.
أهلاً بكم فى شبرا
مائدة «عم جميل».. كلوا من طيبات إخوتكم المسيحيين
هنا فى شبرا مصر وبالتحديد فى منطقة روض الفرج، تتجلى مشاعر الوحدة الوطنية فى شهر رمضان من خلال مائدة الإفطار السنوية التى ينظمها «عم جميل بنايوتي» وبعض شركائه، وهى المائدة التى لم تتغير منذ 36 عاماً حتى الآن.
هذه المائدة ليست كباقى الموائد الرمضانية التى نراها فى المجتمع ولكنها تتمتع بطابع خاص، قد لا تجده فى أى مائدة أخرى، فهى لا تعتمد بشكل رئيسى على ضرورة تواجد الصائمين فى المكان المخصص لها عند أذان المغرب، ولكنها تعتمد على فكرة مبتكرة من جانب القائمين عليها، وهى «العمود».
هذه الفكرة بدأ تنفيذها منذ سنوات، بحيث يتسلم كل فرد عموداً مخصصاً للأكل من مسئولى المائدة مع بداية شهر رمضان ببطاقة سارية المفعول حسب عدد أفراد الأسرة، وعقب تسلم الفرد هذا العمود، فإنه يستطيع الذهاب كل يوم إلى المائدة ويحصل على الطعام الذى يكفيه هو وعائلته أو أصدقائه وزملائه فى العمل إذا كان صاحب ورشة أو مصنع مثلاً.
الأمر الأكثر إعجاباً واختلافاً فى مائدة الوحدة الوطنية والذى يميزها بالفعل عن غيرها، هو إمكانية طلب المترددين على المائدة من المسئولين طبخ نوع معين من الأكل فى اليوم التالى أو الأسبوع المقبل.
إضافة إلى ذلك، فإن أصحاب هذه المائدة والمشاركين فيها قد لا يعرفون بعضهم، وإنما يربطهم فقط شهر رمضان والطلبات الخاصة بالمائدة سواء سلع غذائية أو معدات أو غير ذلك من الطلبات الأخرى.
«الوفد» التقت «عم جميل»، الذى أكد أن
تنظيم مائدة هذا العام هى ال36 على التوالى، فقد بدأت صغيرة وظلت تكبر سنة وراء سنة، كما أن السرادق المخصص لها كان كبيراً بطول الشارع، ولكن حتى لا يتسبب فى أزمة مرورية، بدأنا فى تخفيض مساحته.
«هذه المائدة لها طابع مميز، وأعداد اللى بيفطروا فيها أصبح قليلاً بعدما بدأ الطعام يصل إلى الصائمين فى بيوتهم».. هذا ما أشار إليه عم جميل، مؤكداً نظام المائدة يعتمد على حصول الفرد على الطعام الذى يكفيه هو وأسرته ووضعه فى العمود، لأن هناك بعض الأسر تشعر بالخجل والإحراج من الإفطار على الموائد، ونحن بهذه الطريقة رفعنا الحرج عنها، متابعاً «حلاوة رمضان فى لمة الأسرة».
وأضاف «هذا النظام اقتصادى بشكل كبير، لأن هناك الكثير من الأسر يتبقى منها طعام عقب الإفطار وكانوا يلقونه فى القمامة، ولكن بعد هذا النظام تستطيع الأسر حفظ الطعام لليوم التالى، كما أنه يسهل على شباب المائدة مسئولية غسيل الأطباق والأوانى عقب الإفطار، حيث يكون العدد أقل وبالتالى فإننا نختصر الوقت».
«مشاعر الوحدة الوطنية فى شبرا بالذات واضحة وظاهرة للجميع.. مفيش حد لما بيتخانق مع غيره مثلاً بيقول ده مسلم وده مسيحى.. الكل بيحاول يهدى الخناقة سواء مسلمين أو مسيحين.. كمان المائدة دى ناس كتير بتشارك فيها مسلمون ومسيحيون وممكن يكونوا ناس متعرفش بعضها».. بهذه الكلمات أكد عم جميل على عدم وجود تفرقة بين المسلمين والمسيحين فى شبرا.
وعلى أثير إذاعة القرآن الكريم وصوت الشيوخ عبدالباسط عبدالصمد ومحمد رفعت ومصطفى إسماعيل وغيرهم فى قرآن المغرب، يعمل شباب المائدة (مسلمين ومسيحيين) فى المطبخ الذى يقع فى منزل عم جميل، هذا المطبخ الذى خصصه ذلك الرجل لأعمال المائدة فقط، حيث يتم إغلاقه طوال العام ولا يفتحه إلا فى شهر رمضان.
وبمناسبة المطبخ وأدواته والمعدات اللازمة لإقامة المائدة، أكد «عم جميل» أن كل ما تستلزمه المائدة من أدوات وفراشة وأوانى للطبخ، أصبحت حالياً ملكاً للمائدة بعد أن كان يتم تأجيرها كل عام، وهذا دليل على استمرار إقامتها كل عام، طالما كان فى العمر بقية.
وأشار إلى أن ما يميز مائدة الوحدة الوطنية عن غيرها، تنفيذ المسئولين عنها مطالب وأمنيات الصائمين، فإذا طلب أحد الأشخاص عمل صنف معين من الأكل، فلابد أن يتم تنفيذ طلبه وعدم الاكتفاء بالأصناف الموجودة فقط، قائلاً «النهاردة واحد طلب إننا نعمل ملوخية، وبالفعل سيتم تنفيذ طلبه، ولو مفيش فى المخزن ملوخية فإنه يتم شراؤها مع طلبات الأسبوع».
ويحكى «عم جميل» قصته وعلاقته مع شهر رمضان واهتمامه به، حيث يعود تاريخ تلك العلاقة إلى حرب أكتوبر عندما كان ضابطاً فى القوات المسلحة بالسويس وصام رمضان أثناء الحرب لأول مرة، وكان يفطر مع زملائه المسلمين عند أذان المغرب، فارتبط ارتباطاً وثيقاً بهذا الشهر، وعندما انتهت الحرب وخرج من الجيش ارتبط بزملائه من خلال دعوتهم إلى الإفطار فى رمضان ببيت واحد منهم، أو فى أى مطعم، ولذلك فإن إقامة هذه المائدة نابعة من داخل قلوب المشاركين فيها وليس لهم أى غرض دعائى أو منفعة شخصية.
الحاضرون فى السحور أكثر من الإفطار
«الحسين» موائد للأغنياء وأخرى للفقراء
«وحوى يا وحوى.. رمضان جانا.. هاتوا الفوانيس يا ولاد».. على أنغام هذه الأغانى الرمضانية الجميلة، يعيش المصريون فى ميدان الحسين والشوارع المحيطة به أجواء شهر رمضان، حيث لا تكاد تسير فى أى طريق من طرق هذا الحى التاريخى العريق إلا وتسمع هذه الأغانى فى المحلات التجارية أو الفنادق.
ويعتبر حى الحسين من أهم المناطق التى يزورها المواطنون فى شهر رمضان للاستمتاع بأيام هذا الشهر، والأجواء المختلفة التى قد لا تجدها فى أى منطقة أخرى فى القاهرة، حيث يتميز بالعراقة والتاريخ والروحانيات والسهرات الجميلة حتى الفجر.
لحظات الإفطار داخل ميدان الحسين مختلفة ومميزة، فقبل أذان المغرب بدقائق معدودة يمتلئ الميدان عن آخره بالمواطنين من كل الطبقات، فقراء وأغنياء، منهم من يفطر على موائد الرحمن المنتشرة فى أرجاء المكان، والكثيرون يفطرون فى المطاعم السياحية التى تجذب الأسر والعائلات.
ففى هذا الشهر الكريم، تستغل المقاهى السياحية الموجودة فى الميدان وبالشوارع الجانبية المحيطة به الأجواء وتتحول إلى مطاعم تقدم الوجبات للصائمين أثناء الإفطار والسحور، حيث يسعى كل مطعم إلى تقديم أفضل ما لديه من أسعار لجذب المواطنين، لأن التنافس يكون شديداً بينها، ورغم ذلك فإن الأسعار تظل مرتفعة للغاية، حيث يصل سعر أقل وجبة للفرد الواحد إلى 130 جنيهاً، ومع ذلك تشهد المطعم إقبالاً كبيراً.
وفى المقابل، تنتشر موائد إفطار الغلابة فى معظم أرجاء ميدان الحسين، خاصة بجوار وداخل المسجد، كما ينتشر المواطنون الذين يوزعون الطعام والعصائر على الفقراء والمحتاجين فى شكل وجبات مغلفة أو فى أطباق بلاستيكية، ولا يخلو الميدان من العائلات والأسر التى تحب الاستمتاع بالإفطار بجوار الإمام الحسين، حيث يفترشون الأرض والحدائق الرئيسية فى الميدان انتظاراً لمدفع الإفطار وسماع نداء الله أكبر فى أذان المغرب.
ومن أبرز مظاهر شهر رمضان فى هذا الميدان، تزيين وتجميل مسجد الحسين بالأنوار والزينات، احتفالاً بهذا الشهر المبارك، وتنظيف ساحات المسجد الخارجية وتنظيم تواجد الأفراد والأطفال، وزيادة الخدمات الأمنية من جانب الشرطة.
هذا أبرز ما ستجده خارج المسجد، أما فى الداخل فالأمر مختلف، حيث يبدأ المواطنون منذ الانتهاء من صلاة العصر فى التجهيز لموائد الإفطار المنتشرة بطول المسجد حتى أذان المغرب، فهناك أكثر من مائدة مقامة داخل المسجد، يشارك فيها مئات الصائمين.
«صلى على رسول الله.. يا بركة سيدنا النبى.. حبيبى يا سيدنا الحسين».. بهذه العبارات التى تنطلق على الألسنة، والاستماع لآيات القرآن، يوزع القائمون على الموائد الطعام والشراب على الصائمين فى كل مكان داخل المسجد، حيث يفترش المواطنون الأرض ويضعون الأوراق والقماش أمامهم، حتى يحافظوا على نظافة المسجد من بقايا الطعام.
وبعد الانتهاء من الإفطار، ينتظر عدد كبير من المواطنين حتى أذان العشاء لأداء صلاة التراويح فى ظل الأجواء الروحانية فى المسجد، ومنهم المسافرون الذين لا يكتفون بصلاة التراويح، وإنما ينتظرون حتى السحور وأداء صلاة الفجر.
مظاهر الاحتفال فى الحسين لا تقتصر على الأجواء الروحانية والأغانى الرمضانية وتزيين المسجد ولحظات الإفطار، وإنما هناك دور ثقافى تقوم به الحكومة فى ساحة هذا المسجد كل عام، وهو تنظيم ملتقى الفكر الإسلامى، الذى افتتحه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف هذا العام بحضور عدد من أعضاء مجلس النواب، ويستمر حتى 23 رمضان.
كما افتتح معرض الكتاب الذى يقيمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بساحة المسجد فى عامه الثانى على التوالى، بعد توقفه لست سنوات عقب أحداث
25 يناير، بخصومات تصل إلى 25%.
وفى السحور، تكاد تكون الأجواء مشابهة للحظات الإفطار، ولكن الملاحظ زيادة أعداد الزائرين للميدان فى السحور مقارنة بالإفطار، حيث يمتلئ بالمواطنين، وتتعدى المطاعم والمقاهى الحدود المسموح بها بسبب الزحام الشديد، خاصة وأن المصريين يعشقون صلاة الفجر بجوار مقام حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفى الوقت الذى يبحث فيه البعض عن الطعام وقت الإفطار أو السحور، لا يخلو الميدان من بائعى الهدايا وألعاب الأطفال والحلوى فى أرجاء الميدان بحثاً عن الرزق واستغلالاً للازدحام الشديد منذ موعد الإفطار حتى السحور.
بحضور أعداد كبيرة من الضيوف
«الأزهر الشريف».. التراويح 20 ركعة بإمامة 4 شيوخ
الشائع بين الناس فى مصر، أن صلاة القيام «التراويح» 8 ركعات إضافة إلى ركعتى الشفع والوتر، وهذا معمول به فى أغلب المساجد المصرية، عدا القليل منها الذى يؤديها 20 ركعة. منها الجامع الأزهر الشريف الذى قررت إدارته صلاة 20 ركعة فى التراويح بعدما كانت تؤدى ثمانى فقط، ولكن بأسلوب جديد ومميز جذب إليه الكثير من المصلين.
وتتجلى روحانيات الشهر الكريم فى هذه الصلاة مع تنفيذ هذا الأسلوب، حيث يتم تخصيص 4 شيوخ لإمامة المصلين أثناء الصلاة، وفى العادة يكون واحداً أو اثنين فى مختلف المساجد الأخرى، وبجزء كامل أو أكثر قليلاً، على أن تأتى ليلة القدر فى السادس والعشرين من رمضان وتكون ليلة ختم القرآن.
هؤلاء الأئمة يختص كل واحد منهم بأداء 6 ركعات فى صلاة التراويح، حيث تتنوع أصواتهم وأعمارهم بين الشباب وكبار السن، وهو ما يجذب المواطنين لأداء الصلاة فى هذا المسجد العامر.
ومن الملاحظ هذا العام، زيادة أعداد الطلاب الأجانب الذين يدرسون فى الأزهر، أثناء صلاة التراويح، حيث إنه كان من المعتاد دائماً أن يفوق أعداد المصريين عدد هؤلاء الطلاب، ولكن هذا الأمر اختلف هذه المرة مقارنة بالأعوام السابقة.
وفى منتصف الصلاة عقب أداء 8 أو 10 ركعات، يظهر دور الجامع الأزهر التثقيفى والتنويرى، حيث يقوم أحد علماء الأزهر خطيباً فى المصلين لمدة 10 أو 15 دقيقة، للحديث عن القضايا اليومية والحياتية المهمة التى تشغل بال الناس، وبذلك تكون صلاة التراويح فى الأزهر الشريف لها طابع خاص ومميز ومختلف بشكل كبير عن المساجد الأخرى، وهو ما ينتظره المصريون دائماً من الأزهر.
من جانبه، قال محمود عبدالخالق دراز، المدير العام للجامع الأزهر، إن اختيار الأئمة الأربعة جاء نتيجة اختبارات تقدم لها مئات الأئمة، تحت إشراف لجنة متخصصة من كبار علماء الأزهر الشريف.
وأضاف «دراز»، أن أئمة الجامع الأزهر الذين يؤدون صلاة التراويح معروفون دائماً بالكفاءة والصوت الحسن، والقراءة الجيدة، وقلة الأخطاء، ولذلك فإننا نحرص دائماً على اختيار الأفضل، مؤكداً أن الأداء سيتحسن أكثر فى الأعوام المقبلة وخاصة بعد الانتهاء من عمليات ترميم المسجد بنسبة 100%.
وقد شهد الجامع هذا العام، احتفالاً حاشداً نظمته مشيخة الأزهر، بمناسبة مرور 1078 عاماً هجرياً على تأسيس الجامع الأزهر، وهى الذكرى التى توافق السابع من شهر رمضان المبارك من كل عام.
وأقيمت مأدبة إفطار ل1500 صائم داخل صحن الجامع، واحتشد العشرات على الركن الخاص بالخط العربى لكتابة أسمائهم، كما استقبل ركن مجلة نور التى تصدر شهرياً عن المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، الأطفال ووزعت المجلة على أكثر من 50 طفلاً.
وحرص العديد من الأطفال على التقاط الصور مع غلاف المجلة رقم 29، الذى يحمل صورة نجم المنتخب المصرى وفريق ليفربول الإنجليزى محمد صلاح.
قبلة الرؤساء والنجوم طوال 220 عاماً
«قهوة الفيشاوى».. سهرات «حتى مطلع الفجر»
على بعد خطوات من مسجد الإمام الحسين، وبالتحديد فى خان الخليلى، تقع «قهوة الفيشاوى» أشهر قهوة فى مصر والعالم العربى، ويرتادها الرؤساء والفنانون والسياسيون البارزون، ويمتد تاريخها إلى أكثر من 220 عاماً.
1797، هو العام الذى ظهرت فيه المقهى الأشهر فى مصر، وبدأ ببوفيه صغير أنشأه الحاج فهمى على الفيشاوى فى قلب خان الخليلى ليجلس فيه رواد الخان من المصريين والسياح، واستطاع أن يشترى المتاجر المجاورة له، ويحولها إلى مقهى كبير ذى ثلاث حجرات.
أولى غرف القهوة، هى غرفة «الباسفور»، وهى مبطنة بالخشب المطعم بالأبنوس، ومليئة بالتحف والكنب العربى المكسو بالجلد الطوبى، وأدواتها من الفضة والكريستال والصينى، وكانت مخصصة للملك فاروق، آخر ملوك أسرة محمد على، فى رمضان، وكبار ضيوف مصر من العرب والأجانب.
الغرفة الثانية، يطلق عليها «التحفة»، فهى مزينة بالصدف والخشب المزركش والعاج والأرابيسك والكنب المكسو بالجلد الأخضر وخاصة بالفنانين، أما الغرفة الثالثة والأخيرة فهى «القافية»، وكانت الأحياء الشعبية فى النصف الأول من القرن العشرين تتبارى كل خميس من شهر رمضان فى القافية، عن طريق شخص يمثلها من سماته خفة الظل وسرعة البديهة وطلاقة اللسان والسخرية، فكان يبدأ ثم يرد عليه زعيم آخر يمثل حياً آخر، ويستمران فى المنازلة الكلامية حتى يُسكت أحدهما الآخر.
ويتميز المقهى بأنه يجذب هواة التراث الشعبى القديم فى رمضان، إضافة لأنواع المشروبات وإبريق الشاى المعدنى القديم والأكواب الشرقية والشيشة بمختلف أنواعها التى تقدمها، حيث يزدحم المقهى بالكراسى والطاولات لاستيعاب أكبر عدد من الناس.
زوار هذا المقهى على مدى التاريخ لم يكونوا مجرد زبائن عاديين وإنما كانوا وما زالوا من الفنانين والأدباء والشعراء والسياسيين البارزين، ويعد من أشهر روادها جمال الدين الأفغانى، الشيخ محمد عبده، الرئيس الجزائرى بوتفليقة، الرئيس اليمنى على عبدالله صالح، الرئيس السودانى الأسبق جعفر نميرى، وعمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق الذى اصطحب معه عدداً من وزراء الخارجية العرب.
كما قامت إحدى المحطات التليفزيونية الفرنسية بالتسجيل مع الدكتور بطرس غالى، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بالمقهى، وكان العالم المصرى الراحل الحائز على جائزة نوبل الدكتور أحمد زويل يحرص على زيارة المقهى كلما كان فى القاهرة لتناول الشاى الأخضر.
ومن زبائن القهوة من الفنانين، محمد عبدالوهاب، عبدالحليم حافظ، فريد الأطرش، الشاعر أحمد رامى، سميحة أيوب، كمال الشناوى، وأحمد زكى وغيرهم.
لكنَّ صاحب الفضل الأكبر فى شهرة مقهى الفيشاوى، هو الأديب الكبير نجيب محفوظ، الذى كتب عدداً من مسودات رواياته فيها، وأشهرها الثلاثية «بين القصرين وقصر الشوق والسكرية».
يقول الحاج أكرم الفيشاوى، مدير القهوة حاليا، إن الازدحام يبدأ بعد الإفطار مباشرة وحتى السحور، حيث يستمتع الزائرون بروح المكان، رغم انتشار الكثير من المقاهى القريبة لمسجد الحسين.
وأضاف الفيشاوى، أن المقهى جلب شهرته من الأديب الراحل نجيب محفوظ، حيث كتب أجزاء من ثلاثيته الحائزة على جائزة نوبل فى الغرفة الخلفية للمقهى، وأيضاً من جلوس الشاعر الغنائى أحمد رامى الذى كتب أغانى ما زال العالم يذكرها للراحلة أم كلثوم، وغيرهم من الشخصيات التى أثرت فى التاريخ الثقافى والفنى.
فرحة وزينة وسهرات للصبح
«شارع المعز».. الصيام فى «متحف التاريخ»
يعتبر شارع المعز لدين الله الفاطمى، أكبر متحف مفتوح فى العالم، وأحد أهم مظاهر الاحتفال بشهر رمضان فى القاهرة، ورغم استمرار الاحتفالات به طوال العام، فإنه يزداد جمالاً خلال أيام رمضان.
الشوارع والبيوت والمحلات التجارية تتزين بالأنوار والزينات والتصميمات التاريخية خلال الشهر، كما يشهد الشارع ازدحاماً شديداً من جانب الزائرين وخاصة الشباب الذين يحضرون إليه من كل مكان، عقب الإفطار ويستمرون متواجدين حتى الفجر.
الرقص على أنغام الأغانى الشبابية والرمضانية معاً، من أبزر مظاهر احتفالات الشباب بشارع المعز، الذين يتجمعون بجوار مسجد قلاوون، ويجلسون فى الأماكن المخصصة للاستراحة، حيث يسهرون على هذه الحالة حتى موعد السحور وأذان الفجر وهم يرددون الأغانى ويدقون الطبول والمزمار.
التصوير بالجلباب والزى العثمانى والهندى من مظاهر الاحتفالات أيضاً، ويهتم بها عدد كبير من الشباب وخاصة المخطوبين أو الطلاب، حيث تصل تكلفة الصورة الواحدة 10 جنيهات، وقد يستغل البعض الأجواء التى قد لا يجدها فى مكان آخر للحصول على جلسة تصوير كاملة وسط الآثار الإسلامية التاريخية العريقة المتاحة فى أكبر متحف مفتوح فى العالم.
وكلما تسير فى شارع المعز تجد المقاهى يمينك ويسارك، ويأتى إليها الرواد من مختلف الأماكن رغم ارتفاع أسعارها، بسبب الخدمة الجيدة التى تقدمها، والأجواء التاريخية التى يعيشها الفرد وهو جالس عليها.
أم كلثوم تشدو بجوارك وبعدها عبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب، وغيرهم من المطربين الكبار، فضلاً عن الأغانى الرمضانية الجميلة أثناء الشهر الكريم، حيث تتزين المقهى بالورود والزينات خلال الشهر فى مشهد جمالى، إضافة إلى ارتداء العمال الزى المصرى فى عهد الملكية والذى يتميز بالطربوش الأحمر، ولذلك فأنت تعيش أجواء رمضان مغلفة بطابع تاريخى، وهو ما يميز هذا المقهى عن غيره فى شارع المعز.
مسجد الحاكم بأمر الله، أحد أهم وأعظم المبانى التاريخية فى شارع المعز، يشهد اهتماماً كبيراً من جانب الدولة سواء فى تنظيم الإضاءة الخاصة به من الخارج أو تجديده من الداخل، لما له من أهمية سياحية خاصة السياحة الثقافية، ولكن مع دخول شهر رمضان يستغل عدد من المقاهى الأجواء، وتتحول الساحة الخارجية للمسجد إلى أماكن خاصة بهذه المقاهى ويجلس عليها المواطنون، وتشهد إقبالاً كبيراً، حيث يصل سعر الشاى أو المياه الغازية بها إلى 15 جنيهاً والعصائر الطبيعية تتراوح بين 20 و30 جنيهاً.
الاحتفالات فى شارع المعز لا تقتصر على ذلك فقط، وإنما تتعاون الإدارة العامة للقاهرة التاريخية مع وزارة الثقافة فى تنظيم سلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية.
ويشهد الشارع ليالى رمضانية تبدأ من الساعة 8:30 وحتى الساعة 11:30مساء، وتشهد مجموعة من الحفلات الفنية والثقافية، والندوات الأدبية والشعرية وفرق الفنون الشعبية لمختلف المحافظات، والتى تعقد فى السور الشمالى بجوار باب النصر، ووكالة بازرعة ومسرح الشاعر، وقبة الغورى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.