أجرت الحوار: سناء حشيش بادرت وزارة الأوقاف منذ سنوات بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة لتعزيز دور المرأة فى المنظومة الأسرية، وتسليحها بالعلم والثقافة وصحيح الدين لإعداد أجيال مستنيرة تنبذ التطرف وتتخذ الوسطية والعلم والحوار منهاجاً للحياة. وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أهمية دور الداعيات فى نشر الفكر الوسطى، وجذب أكبر عدد من السيدات والفتيات إلى المساجد، لنشر التسامح والسلام، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ودحض الفكر المتطرف. وذلك بوضع خطه لتأهيل 2000 واعظة هذا العام وتدريبهن التدريب اللائق، بما يتناسب مع الثقافة الدينية والاجتماعية، فى ضوء القضايا الملحة التى تشغل بال السيدات. «الوفد» أجرت حوارًا مع الدكتورة يمنى أبوالنصر الواعظة بالأوقاف من هى الدكتورة يمنى ومتى بدأت فى مجال الدعوة؟ - «أعمل معالجًا نفسيًا وسلوكيًا، وبدأت العمل فى الدعوة بالمساجد منذ عدة سنوات، وكانت مجرد مجهودات فردية، وفى الوقت نفسه واصلت طريقى العلمى فحصلت على درجة الدكتوراه فى علم النفس من إحدى الجامعات الأمريكية. واستفدت من هذا المزيج بين علم النفس وعلوم الشرع. وماذا عن تجربتك كواعظة فى العمل الدعوى؟ - تجربتى فى العمل الدعوى بدأت منذ أكثر من 20 سنة بعيداً عن وزارة الأوقاف التحقت بدراسة العلوم الشرعية فى معهد إعداد الدعاة بمسجد النور لمدة عامين، وحفظت القرآن الكريم، وكان الأمر فى بدايته بالنسبة لى هو الرغبة فى فهم دينى، وهذا الأمر دفعنى للاستزادة من خلال التواصل مع عديد من العلماء وتلقى العلم من خلال الندوات والدروس، فضلاً عن الكتب الشرعية.. ثم وجدت من واجبى أن أفيد الناس خاصة النساء وبمجرد أن علمت بمسابقة وزارة الأوقاف تقدمت لاجتياز الامتحان والمقابلة الشخصية وذلك منذ ثلاث سنوات وتم اختيارى ضمن الدفعة الأولى للواعظات وعددهم كان 9 والآن الوزارة تتابعنا وتشرف على الدروس وتعيد الفلترة للداعيات واختيار الناس إللى يصرح لها التحدث مع العامة وتدريبهم. كم عدد الواعظات حتى وقتنا هذا التابعات للأوقاف؟ - أصبحنا الآن أكثر من 600 واعظة على مستوى الجمهورية وتحدث لقاءات تباعاً لاختيار مجموعات جدد من الواعظات كل شهر حتى تصل إلى 2000 واعظة. ما مهمة الواعظات؟ - مهمة الواعظات القيام بتثقيف المرأة فى المساجد، وعقد الدروس التى تركز على القيم والأخلاق والمواطنة، وبيان دور المرأة داخل الأسرة والمجتمع، ونشر الثقافة الإسلامية الوسطية، وبيان الحقوق والواجبات، والرد على الأسئلة الخاصة بالمرأة المسلمة. هل عمل الواعظة تتقاضى عليه أجراً وهل شاركتن فى التدريبات التى تقوم بها الوزارة؟ - عمل الواعظات تطوعى دون أجر وهناك تأثير إيجابى كبير للواعظات بالأوقاف، وتمثل ذلك فى النشاط الدعوى فى المساجد الجامعة وغيرها، وهناك تعاون بين الأوقاف والمجلس القومى للمرأة، وواعظات الأوقاف شاركن فى بعض الدورات والندوات التى عقدها المجلس القومى للمرأة، كما شاركت 50 واعظة فى معسكر أبوبكر الصديق بمحافظة الإسكندرية، وكل ذلك دليل على اهتمام الوزارة بعمل الواعظات، وذلك نظراً لدور الواعظات فى الدعوة النسائية. هل هناك مساجد بعينها تقومين بالدعوة فيها؟ - أعمل فى عدد من المساجد، منها مسجد الشربتلى بالتجمع الخامس ومسجد عفيفى بالرحاب، وهناك إقبال كبير من السيدات على المشاركة فى الدروس الدينية، كما أن الوزارة تتابعنا بالدورات والندوات والكتب والمراجع التى تقدمها للواعظات. وهل هناك موضوعات بعينها يتم الحديث فيها من خلال الدروس؟ - الدروس الدينية تدور حول القيم والأخلاق والمواطنة، ودور المرأة فى المجتمع، وأهمية التربية الصحيحة للأبناء، وأهمية أن تؤدى واجبها تجاه الزوج والأبناء، دون تقصير فى أى من هذه المسئوليات، كما تشمل الدروس عرض سيرة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، ومواقف من حياة الصحابة، رضى الله عنهم، وأهمية الاستفادة من هذه المواقف فى الوقت الحالى، أيضًا تتضمن الدروس الرد على كل الأسئلة الخاصة بالمرأة المسلمة، لأن هناك قضايا خاصة تلجأ فيها السيدات للواعظات، وهذه القضايا من الأفضل أن توجه للواعظة. وماذا خطة الواعظات فى شهر رمضان؟ - الخطة للواعظات متميزة قليلاً فى رمضان فهناك دروس ثابتة نتحدث فيها عن الأخلاقيات والعبادات وعن سلوك الأفراد ووضع قيم للمجتمع الهدف منها استغلال شهر رمضان والروحانيات العالية فيه لتهذيب سلوك الناس وإعانتهم على الطاعة. ومواعيد الدروس تختلف نظراً لطبيعته الشهر الكريم هناك دروس بعد صلاة الظهر وأخرى بعد صلاة الجمعة حتى تستطيع النساء الوجود فى المساجد فى هذه الفترة نظراً لإعداد المساجد لصلاة التراويح ونركز فى الدروس على أبواب الخير والصدقة وبنحاول نعمل سكينة للناس ونستفيد من الأنوار العظمى التى تشرق على الناس فى رمضان. حدثينا عن مدى تقبل الناس للمرأة الواعظة فى العمل الدعوى؟ - الناس متقبلة إيانا والحمد لله فالأمر الآن أصبح سهلاً خاصة أن رواد المساجد من النساء اصبح أكثر من ذى قبل والنَّاس اعتادوا فكرة وجود واعظات فى المساجد حيث يتواصلون مباشرة بالواعظة وتستطيع المرأة أن تأتى للمسجد للاستفسار عن أسئلتها أو فتواها التى تحتاجها حيث كانت المرأة تجد صعوبة فى الوصول لدار الإفتاء للحصول على أسئلتها. هل الوعظات واجهن مشاكل معينة؟ - واجهنا مشكلات عديدة مثل التضييق من جانب بعض الناس فى المساجد كصوت المرأة عورة وأيضًا وغيره كما أن اختيار التوقيت المناسب للدروس يسبب إشكالية لنا كداعيات فالموضوع به تضحيات.، لكن حصلنا على مميزات بعد أن أصبحنا تحت مظلة وزارة الأوقاف فى الآونة الأخيرة حيث أتواصل مع الإمام فأصبح يقدر دورنا ويدعمنا، والآن المجتمع كله لمس دور العمل الذى تقوم به المرأة فى الوعظ. هل يتم التحضير للدروس.. وما أهم الموضوعات التى تتحدثين فيها؟ - يجب أن تكون الواعظة محضرة الدرس، جيداً حتى يثق فيها من يستمع إليها ويجب ربط الدين بالحياة لأنه صالح لجميع الأوقات، كما يجب تطبيقه على أرض الواقع، والموضوعات التى أتحدث فيها أخلاقية واجتماعية وأتحدث من القرآن والسنة وعن السيرة وعن الفقه والتربية والنفس ورحمة الله بعباده، فضلاً عن أنى أسقط القرآن على المجتمع فأعلّم السيدة كيف تكون زوجة وأماً جيدة وعضواً عاملاً فى المجتمع وذلك من خلال تفسير القرآن، فليس هناك ظاهرة أو مشكلة فى المجتمع إلَّا ولها علاج من الكتاب والسنة.