أعلنت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، دعمها لشركاتها في إيران، في خطوة تعد تحديا للتهديد الأمريكي بعد انسحاب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي، وفرضه عقوبات على إيران، والدول والشركات التي تبقي على علاقتها التجارية معها. إذ اتخذت دول أوروبية كبرى خطوات، الجمعة، لحماية مصالحها التجارية والسياسية في إيران، في مسعى للإبقاء على الاتفاق النووي مع طهران. ولكل من ألمانيا وفرنسا علاقات تجارية مهمة مع إيران. وأبقى البلدان مع بريطانيا على التزامها بالاتفاق النووي، في حين يعتزم وزراء خارجية الدول الثلاث عقد اجتماع الثلاثاء المقبل لبحث الأمر. من جهته، قال وزير الاقتصاد الألماني، الجمعة، إن بلاده مستعدة لمساعدة شركاتها على الاستمرار في تنفيذ أنشطة في إيران في الوقت الذي شكك فيه سفير الولاياتالمتحدة لدى برلين في "أخلاقية" مثل تلك التعاملات. وقالت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إنهم ما زالوا ملتزمين بالاتفاق النووي. وقال وزير الاقتصاد الألماني بيتر التماير إن حكومة بلاده لا ترى سببا ملحا لتغيير برنامج ضمانات التصدير "هيرميس" الخاص بإيران. وأبلغ التماير، راديو دويتش لاند فونك، قائلا: "نحن مستعدون للحديث إلى جميع الشركات المهتمة بشأن ما يمكننا أن نفعله للحد من التداعيات السلبية". وأضاف أن "هذا يعني أن الأمر بشكل ملموس يتعلق بوضع الأضرار في أضيق حدود" ويشمل هذا تقديم الاستشارات القانونية. أما وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، فقال إن العلاقات عبر الأطلسي تضررت تدريجيا بالتغييرات التي تطرأ على السياسة الأمريكية. وقال لمجلة "دير شبيغل": "نحن مستعدون للتحدث.. لكن أيضا (مستعدون) للقتال دفاعا عن مواقفنا عندما تقتضي الضرورة". ويخشى الأوروبيون من أن انهيار الاتفاق النووي بالكامل سيزيد من مخاطر تفاقم الصراعات في الشرق الأوسط. في المقابل، قالت إيران إنها طلبت من شركة "إيرباص" الأوروبية الإعلان عن نواياها فيما يتعلق بصفقة طائرات مع طهران بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي. وقال وزير المالية الفرنسي لو مير، إن باريس تسعى للحصول على إعفاء من الولاياتالمتحدة للشركات الفرنسية من العقوبات، إضافة إلى فترات انتقالية أطول، بما يشمل "رينو" و"توتال"، فيما تحث بلاده الاتحاد الأوروبي على اتخاذ إجراءات لتحسين "السيادة الاقتصادية" للتكتل على المدى الأطول. وأضاف لو مير لراديو (أوروبا1): "حان الوقت للدول الأوروبية لتفتح أعينها". لكن سفير الولاياتالمتحدة في برلين ريتشارد جرينيل، قال إن الشركات يجب أن تشك في أخلاقيات تنفيذ أنشطة مع إيران، حيث قال جرينيل لصحيفة "بيلد" الألمانية: "ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تقول إن إيران تشكل تهديدا. هل تريدون إذا أن تنخرطوا في أعمال مع تهديد؟".