كشفت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية النقاب عن ضغوط تمارسها حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي على النظام القطري لإجباره على احترام حقوق العمالة الوافدة، التي يقدر عددها بنحو مليوني شخص، وتضطلع بالدور الأكبر في تهيئة البنية التحتية في الدويلة المعزولة، لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامتها هناك أواخر عام 2022. وأبرزت الصحيفة تصريحات أدلى بها متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، أكد فيها اعتزام الحكومة مواصلة ضغوطها في هذا الشأن على نظام تميم، لإرغامه على التحرك بشكل فعلي، على وضع حد للانتهاكات التي تطال العمال المهاجرين، الذين يأتي الجانب الأكبر منهم من دول آسيوية فقيرة مثل بنجلاديش ونيبال. ولم يتردد الناطق باسم الخارجية البريطانية في التأكيد على وجود ما يبدو أنه رقابة تفرضها لندن على التصرفات القطرية حيال العمال الأجانب، التي تثير انتقاداتٍ دولية واسعة النطاق، إذ قال في التصريحات إن فريق العمل "في السفارة البريطانية في الدوحة يلتقي اللجنة العليا المسؤولة عن تنظيم كأس العالم 2022 بصورة منتظمة." وفي الإطار نفسه، أبرز تقرير الصحيفة البريطانية تشكيل حكومة تيريزا ماي قوة مهام مع مسؤولي النظام القطري "للتحقق من أنه يتم ضمان حقوق العمال، في الفترة التي تشهد التحضيرات الخاصة بإقامة المونديال الذي لم تتبق سوى أقل من 5 سنوات على انطلاق مبارياته. وفي تأكيد على تكثيف المملكة المتحدة الضغوط التي تمارسها على قطر في هذا الصدد، أشار التقرير إلى زيارة قام بها وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أليستر بيرت إلى قطر للتحقق بشكلٍ شخصي من أن سفارة بلاده هناك "تشرف على أي عقود جديدة تمنح لشركات بريطانية في دولة توظف مليوني مهاجر". وقالت "ديلي إكسبريس" إن النقاشات الجارية بين وزارة الخارجية البريطانية واللجنة المُنظمة لمونديال 2022 حول وضع العمالة الوافدة، تتزامن مع ما يدعيه مسؤولو الحكومة القطرية من أنهم بصدد إلغاء نظام الكفالة سيء السمعة، الذي يلزم العمال بالحصول على موافقة أرباب عملهم قبل مغادرتهم البلاد.