وطن واحد تحميه العروبة ويقاتل من أجله الفدائيون لا تفرقهم حدود ولا يضعف قوتهم أي قوى خارجية، غدر بهما العدو فقاتلوه بوحدتهم وترابطهم بنوا جسورًا من الشجاعة أنهت على عدو ظن إنه بطلًا فى حرب تاريخية لا يستطيع أن ينكر نتائجها الإ جاهل، إنها علاقة الأشقاء الأصدقاء مصر وسوريا. لم تبدأ العلاقة بينهما فى القرن الماضى بل تمتد جذورها حسب الروايات التاريخية إلى العصر الفرعونى، ولكن فى يوم الجمعة 2 أكتوبر سنة 1956 وأثناء العدوان الثلاثى على مصر والحرب على أشدها بين الطرفين، وبعدما طالت قاذفات العدو مبنى الإذاعة والتلفزيون خرج صوت من الإذاعة السورية يقول "هنا القاهرة". وكان قبلها صدر عن القوات المصرية البلاغ رقم 14 وجاء فيه: "إنه قد حدثت غارة جوية على قرية مصرية في أبي زعبل وكذلك على أجهزة إرسال محطة الإذاعة المصرية ما سبّب عطلا فيها وبعض الخسائر الأخرى التي لم تحدد بعد وقامت الطائرات الفرنسية والبريطانية بتوجيه ضربات جوية على الأهداف المصرية طوال يومي 2 و3 أكتوبر عام 1956، ونجحت إحدى الغارات في تدمير هوائيات الإرسال الرئيسية للإذاعة المصرية في منطقة صحراء أبي زعبل شمال القاهرة قبل أن يلقي الرئيس المصري عبدالناصر خطبته من فوق منبر الجامع فتوقفت الإذاعة المصرية عن الإرسال وهنا كانت المفاجأة الكبرى التي صعقت من أراد إسكات صوت القاهرة فقد انطلقت إذاعة"دمشق" على الفور بالنداء "هنا القاهرة من دمشق هنا مصر من سورية لبيك لبيك يا مصر". ولم تقتصر العلاقات فى الحروب على مجرد الحديث فى الإذاعة، بل وبمجرد وفاة الرئيس حافظ الأسد كان هناك استمرار وتقارب في العلاقات المصرية السورية مع التأكيد على استرداد الحقوق المشروعة لسوريا وانسحاب إسرائيل إلي خط4 يونيو1967، وذلك في ضوء الخيار الاستراتيجي لسوريا الخاص بالسلام ويظهر هذا من خلال الأزمات فمصر لم تتخلَ عن شقيقتها سوريا بل أنه من الغريب أنه في وقت الأزمات يحدث تقارب من بعد جفاء -فعلي سبيل المثال- لم تتخلَ مصر عن سوريا حينما أعلن الرئيس بوش عما يسمى قانون محاسبة سوريا فكان موقف مصر هو الرفض العلني لهذا القانون وإثارة تساؤل بسيط نشر في جريدة الشرق الأوسط اللندنية ألا وهو من يحاسب الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى وإن كان أخلاقيا. وخاضت بعدها مصر وسوريا الحرب ضد دولة إسرائيل المحتلة في أكتوبر 1973، وذلك بعد سنوات من العمل المشترك والتنسيق وتبادل الخبرات وتعزيز القدرات العسكرية، وقام الطيران السوري في تمام الساعة 13:58 من يوم 6 أكتوبر بقصف مواقع الجيش الإسرائيلي في الجولان شارك في الهجوم قرابة ال 100 طائرة مقاتلة سورية، كما فتحت ألف فوهة نيران مدافعها لمدة ساعة ونصف لتنطلق وحدات وقطاعات الجيش السوري عبر الجولان مخترقة خط آلون الدفاعي وصولا إلى مشارف بحيرة طبرية مكبدة القوات الإسرائيلية خسائر فادحة. كما أن أيضا مصر كان لها دور كبير في تهدئة سوريا علي طول خط الاستفزازات الإسرائيلية والأمريكية المستمرة والذي وضح بشدة عندما قامت إسرائيل بضرب سوريا في قرية عين الصاحب في الخامس من أكتوبر عام 2003 والذي كان مستفزا إلي ابعد الحدود ولكن مصر طالبت من سوريا عدم الانسياق وراء تلك الاستفزازات والتي كانت مخططة للإيقاع بالشقيقة سوريا في الشرك ولكن نظرا للدور لمصري البارز لم تنساق سوريا والتزمت ضبط النفس من خلال التعامل بدبلوماسية شديدة مع الأمور من خلال تقديم شكوى إلي مجلس الأمن مما دل علي اتباع سوريا لسياسة طرق الابوب الدبلوماسية وليس اللجوء إلى التصعيد العسكري ضد الاستفزازات الإسرائيلية.