رأت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن أحد الأسباب القوية للثورة المصرية، هو تردي الوضع الاقتصادي. واستشهد "تسفي بارئيل" بفيلم " الإرهاب والكباب" الذى جسده الفنان عادل إمام. وأضاف: أحد المشاهد القوية في الفيلم يصف طابورا طويلا من المواطنين الواحد يلتصق بظهر الآخر لكى يقابلوا الموظف المسئول في مجمع التحرير، فبطل الفيلم يسعى إلى نقل ابنه من مدرسة إلى أخرى فيعلق في هذا الطابور الباعث على اليأس، الأمر الذي يدفعه لأن يصبح إرهابياً. ويضيف: هذا أمر طبيعى لأى مواطن يريد ترتيب شأن ما في وزارة حكومية أو بنك أو أي مؤسسة أخرى، موضحا أن البيروقراطية المتوحشة تعتبر من أكثر الأسباب التي أدت لقيام الثورة حيث أنها تمثل سيادة النظام أيضاً. وأشار إلى أن هناك جيلا كاملا من المتعلمين ينتظر عملا حسب مؤهلاته ولكن في النهاية يقبل أي عمل يقع فى يده بالصدفة، دون حقوق اجتماعية ودون أفق اقتصادي يسمح له بإقامة أسرة. وأوضح أن هناك فروقا كبيرة بين الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة فى مصر ومن يمر في أحياء المهندسين، المعادي، الزمالك، جاردن سيتي، لا يجد أي منظر قاتم فهناك منازل فاخرة، وسيارات مرسيدس، محلات تعرض أفضل العلامات التجارية الغربية ومطاعم فاخرة ونوادٍ ترسم الحدود بين الطبقة الغنية الرقيقة وبين الأغلبية الفقيرة التي تعيش على أقل من 2 دولار في اليوم. وأشار إلى أن هذا الفارق الهائل وإن كان قد أدى إلى طرد رجال الأعمال أصحاب المليارات ممن كانوا في الحكومة التي أقالها مبارك، لكن ثقافة الثراء الذي يثقب العيون – إلى جانب الفساد – مازالت مستمرة.