كتبت - سناء حشيش: أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أن التراث الإسلامي بريء من كل التهم الموجهة إليه، مشيرًا إلى أن المؤتمرات تعقد لمواجهة المشاكل التي تواجه الأمة. جاء ذلك في كلمة ألقاها "شومان" نيابة عن شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، خلال المؤتمر الدولي لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، اليوم الأربعاء، بعنوان "قراءة التراث الإسلامي بين ضوابط الفهم وشطحات الوهم"، والذي تقام فعالياته على مدار يومين بقاعة الأزهر للمؤتمرات. وأشار وكيل الأزهر خلال كلمته إلى أن من يتطاول على السلف الصالح سفهاء وجهلاء، مشددا على أن الأزهر يرفض الهجوم على الإسلام والتراث لافتا الى أن العلماء إذا وجدوا ما لا يناسب الزمان والمكان مع وجود الأدلة، تتم إزالته على الفور، شريطة أن يكونوا متخصصين. واوضح شومان ان اجتهادات السلف الصالح يتم النظر إليها بكل تقدير وإعزاز مشيرا الى ان السلف الصالح بريء من الاجتهادات التي لا تناسب زماننا، لأنهم اجتهدوا بالشكل الذى يناسب زمانهم ومكانهم. واضاف أن الأزهر يدافع عن التراث، ويفضح كل من تطاول عليه بجهل، ويتعاون مع المؤسسات التي لا تسخر العلماء لأغراض سياسية. وأضاف شومان ، ، أنه تمت ترجمة بعض كتب التراث إلى عشر لغات وتوزيعها على دول العالم عبر سفارات مصر بالخارج، للتصدي للهجمة الشرسة التي يتعرض لها التراث. ومن جانبه أكد الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، أن مشاركة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في افتتاح الجامع الأزهر أمس، يؤكد أن الجامع ليس ملكًا للمصريين وحدهم، وإنما العالم كله،لافتا الى ان انعقاد المؤتمر عقب افتتاح تجديدات الجامع الأزهر يدل على اهتمام الأزهر بالمبنى والمعنى، واشار خلال كلمته بالمؤتمر إلى أن تميز هذا المؤتمر يرجع إلى مشاركة وفود أكثر من 20 دولة وتواصل الأجيال بين شباب الباحثين وكبار العلماء. وتدور محاور المؤتمر الذي يترأسه الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد الكلية، حول مفهوم التراث الإسلامي ووعي مقوماته، والنص التراثي وعلاقته بالنص الديني، والتراث الإسلامي بين التجديد والتبديد، ووقفات مع تراث المتكلمين ونظرات في تراثنا الفقهي والجهود العلمية في فهم التراث الإسلامي. وأكد الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين ان التشويه المتعمد للتراث استقى أفكاره من الاستشراقيين لافت الى ان الدفاع عن التراث لايعني أنه نص مقدس بل إن كاتبيه بشر يؤخذ منهم ويرد فلا ينبغي أن نرد على المتطرفين بتطرف بل بالاحتكام إلى الكتاب والسنة.، واضاف الهوارى خلال كلمته الْيَوْمَ بالمؤتمر أن قراءة التراث تعددت بين مقدس له ومدنس الامر الذى جعلنا نصل إلى أزمة، فأصبح واجبنا في كلية أصول الدين بيان قراءة التراث للناس معتمدة على الأصول ومواكبة للتطور. وأضاف العواري أن الأوراق البحثية التي يتناولها المؤتمر سترد على كل التساؤلات الخاصة بقراءة التراث الإسلامي. فيما اكد الدكتور عبدالدايم نصير، مستشار شيخ الأزهر، إن جامعات العالم تهتم بالعلوم الإسلامية وتنشئ أقسامًا لها وهو ما يستدعي التواصل والبحث الجيد لمتابعة هذه التطورات. واشار نصير الى أن شباب الباحثين الذين تعلموا اللغات في جامعة الأزهر من خريجي الكليات الشرعية استطاعوا الحصول على منح علمية مكنتهم من رصد الدوريات الأجنبية التي تتحدث عن العلوم الإسلامية والعربية. و يهدف المؤتمر إلى بيان مفهوم التراث الإسلامى، وإثبات أصالة التراث الإسلامى، وضوابط فهمه والتعامل معه، وإثبات قابلية التراث للتجديد،والنقد والتنقية والدراسية والتحقيق، وإيضاح الفرق بين نقد التراث وبين هدم التراث . وبيان زيف الدعاوى المعادية والهادمة للتراث الإسلامى، وبيان وسطية المنهج الإسلامى فى التعامل مع قضية التراث. ويوضح المؤتمر، الذى يحضره علماء ومفكرين من مختلف دول العالم، دور الأزهر الشريف فى دراسة التراث وتحقيقه ونقده، كما يسهم المؤتمر فى تشجيع البحث العلمى ودوره فى معالجة القضايا المعاصرة، وفتح آفاق التعاون بين الباحثين فى مجال البحوث المجتمعية وتبادل الخبرات.