سألت نفسي سؤالاً محيراً وأنا أتابع الإقبال الشديد من كافة فئات الشعب علي الترشح للانتخابات الرئاسية مضمونه: إذا فاز بالمنصب أحد المرشحين الذين قدموا رشاوي بانجو وفياجرا و»لحوم» و»أرز» و»نقود» للحصول علي التوكيلات المطلوبة لخوض الانتخابات، فكيف سيتعامل هذا الرئيس مع الشعب، هل سيدير شئون البلاد من «قصر الرئاسة أم من الغرزة وهل سيعمل علي توفير «الصنف» عن طريق الاستيراد أم يشجع الإنتاج المحلي؟ وهل ستكون حرمه سيدة الرابطة الأولي أم مديرة القهوة؟ طبعا مع الاعتذار لمرشح البانجو الرئاسي الذي تم حبسه بعد كشفه قبل أن يحقق حلمه في تظبيط الشعب! حمي الترشح اللا إرادي لرئاسة الجمهورية التي أصابت المجتمع المصري لا تخلو من مؤامرة لاهانة منصب الرئيس والتقليل من قيمته، وإلهاء المواطنين في أمور تافهة تدور حول طرائف ونوادر المرشحين لصرف أنظارهم عن البرامج الجادة، وتُسأل في ذلك لجنة الانتخابات الرئاسية التي فتحت الباب علي مصراعيه لكل من يريد ترشيح نفسه وكان يجب ان تفرض رسما مالياً علي سحب ملفات الترشح للحد من ألوان الطيف التي خرجت من ماسورة الترشيح في مصر الجديدة، صحيح أن هؤلاء لن يكونوا مرشحين رسميين لصعوبة حصولهم علي التوكيلات المطلوبة من المواطنين أو توقيعات النواب، وصحيح أن اقبال المئات علي الترشح يرجع الي شعورهم بالحرية لأن منصب الرئيس أصبح متاحاً للجميع بعد أن كانت دائرة التوريث تحكم قبضتها علي مصر إلا أن طوابير العيش التي حاصرت قصر الأندلس بمصر الجديدة لسحب ملفات الترشح تكشف عن حالة بارانويا شديدة وقصور في الفهم عند الذين لا يتمتعون بالشعبية رغم علمهم بالشروط القاسية للترشح الرسمي مرشحو الطبقة الشعبية تحولوا إلي مادة للتريقة في زمن عز فيه الجد من نوعية: ليه تنتخب رئيس جمهورية لما ممكن تنتخب نفسك؟ المرشحون ينتخبون الشعب، شكلها كده فيها غرامة للي عدي الأربعين وما ترشحشي؟ من أمراض الشيخوخة الزهايمر وتصلب الشرايين والترشح اللا إرادي؟ الإعلام أيضا تقع عليه مسئولية تلميع هولاء المتهورين لسة الاعلام بيتعامل علي أن الخبر هو أن يعض الإنسان كلبا وليس العكس! والمرشح الرئاسي الذي تلهث وراءه الكاميرات والأقلام هو مدعي نبوة أو المهدي المنتظر أو تاجر بانجو أو منجد أو سباك أو عامل مجاري أو بقال أو عربجي أو بياع أنابيب البوتاجاز.. جميع المهن تحترم «غير تجار الصنف طبعاً عاوزين الحرق» لكن رحم الله إمرءاً عرف قدر نفسه واللي ميعرفش قدر نفسه عيب لما ينتظر حد يعرفه له ولا مش كده يامعلمين وعندما قلنا ان منصب رئيس الجمهورية له مواصفات خاصة قالوا اشمعني «داسيلفا» قلت عندكم حق.. داسيلفا كان ماسح أحذية وحكم البرازيل وكان الرئيس الخامس والثلاثين، انتخب رئيساً عام 2002 وأعيد انتخابه عام 2006، بعد فشله عدة مرات وقاد الحركة العمالية وكانت خطاباته مؤثرة ضد الحكومة وتعرض للسجن عدة مرات لكن أنتم «بق» علي رأي اللنبي، ابراهيم البقال قال حيخلي كيلو اللحمة بعشرة جنيه ازاي ياعم ابراهيم؟ ومحمد بتاع الأنابيب حيحل مشكلة البوتاجاز! وسعيد حيعامل البلطجية كما فعل أبو الحجاج الثقفي! وعبدالنبي انسحب لأنه اكتشف كما قال أن «العسكري» سيدعم منصور حسن، واتحجج بحالته الصحية التي لا تسمح له بالاستمرار في المنافسة والله ريحتنا ياعم عبدالنبي وميرفت قالت انها تسير علي نهج السيدة خديجة وقال محمد بتاع المراوح انه سيعيد الخلافة.. وقال فرحات أنا جاهل بس متعلم اللغة الانجليزية سبحان الله. حتي المرشحون المحتملون تعبونا معاهم.. فيه برنامج ولا مفيش ونفضها سيرة.. أبو اسماعيل قال انا مثل أوباما هو محام وأنا كمان! وصباحي قال لن أحج الي البيت الأبيض إذا فزت ماحنا عارفين الحج في السعودية أحياناً قطر! خالد علي قال طظ في المادة 28 وحسام خير الله متعثر في جميع التوكيلات لأنه رفض دفع رشاوي! وشباب الاخوان مع أبو الفتوح وكبار الاخوان مازالوا يبحثون عن مرشح والمرشح المنتظر لم يظهر بعد والمعركة باردة والمرشح رئاسي وصدق من قال: اللي يمسك البلد دي فيه شيء لله أو منه لله.. مدد!