أكدت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن هناك حالة من القلق المتزايد فى إسرائيل والغرب من تزايد قوة الإسلاميين في مصر، وفي معظم دول الربيع العربي، مشيرة إلى أن الإسلاميين يشكلون خطراً على العلاقات مع إسرائيل واتفاقية كامب ديفيد. وشدد نائب رئيس مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي "إفرايم قام" في مقاله بالصحيفة على خطورة الضعف الداخلي للنظم العربية في أعقاب ثورات الربيع العربي، الأمر الذي أدي بحسبه إلى عدم قدرة النظم العربية على السيطرة على قطاعات من الدولة، مما أتاح الفرصة للتنظيمات الإرهابية للسيطرة على تلك القطاعات من البلاد. وتابع الكاتب أن الربيع العربي أدى إلى تفاقم تلك المشكلة بعدما فقدت بعض النظم العربية الاستقرار والقوة وتمت الإطاحة ببعض الحكام الأقوياء، مؤكداً أن النظم الجديدة المنقسمة والمتنازعة فيما بينها تجد الآن صعوبة في إحلال القانون والنظام، وجل همها هو إرضاء الجماهير-على حد تعبيره.
وأضاف الكاتب أن مصر ليس لديها زعامة واضحة ولا القدرة على فرض صلاحياتها، بل أنها لم تنجح حتى في الحيلولة دون اقتحام السفارة الإسرائيلية، وهو شيء كان بعيداً عن الخيال في عهد المخلوع "حسني مبارك". وأكد الكاتب الإسرائيلي أن هذا الضعف سيستمر لشهور وربما لسنوات لعدة أسباب، أهمها بحسبه هي صراعات القوة داخل الأنظمة الجديدة، وغياب الزعامة المعروفة والمفوضة، واستعراض الجماهير قوتها، وظهور ميليشيات مسلحة، وصراع رجال النظام القديم للحصول على مكانة في النظام الجديد، وكذلك حاجة النظام الجديد للوقت من أجل إرساء حكمه وبناء صلاحيتة وشرعيتة. وأضاف الكاتب أن سكان هذه الدول هم أول من يعاني من ضعف النظام، مؤكداً أن سيادة القانون والنظام في مصر وليبيا واليمن قد ضعفت للغاية، والوضع الاقتصادي تدهور، والمواطنين لا يعرفون شكل النظام الجديد وما إذا كان أفضل من النظام السابق أم لا. وتابع الكاتب أن هذا الوضع لا يبشر بالخير لإسرائيل، حيث أن بعض هذه الدول سيتحول إلى معقل للمنظمات الإرهابية، مؤكداً أن العرض بدأ بالفعل في العراق ولبنان وسيناء، وقد يمتد أيضاً إلى اليمن وليبيا، ناهيك عن سوريا التي لم تتضح صورة الوضع فيها، والتي بحسبه ستتحول إلى دولة فاشلة في حال سقوط "الأسد". وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن ضعف الحكومات العربية قد يؤثر على اتفاقيات السلام مع إسرائيل، وعلى رأسها الاتفاقيات مع مصر والأردن، مؤكداً أن تلك الاتفاقات لا تحظى بشعبية في الشارع العربي، لأنها اتفاقيات فرضتها النظم السابقة، مشيراً إلى أنه كلما ضعفت النظم، كلما كانت تلك الاتفاقات في خطر.