كتبت سناء حشيش عقدت، اليوم الاثنين، ندوة تحت عنوان "التجديد بين الإفراط والتفريط " بجناح الأزهر الشريف في معرض الكتاب، وشارك فيها د.عبد الحميد مدكور، الأمين العام لمجمع اللغة العربية، ود.عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ودارت الندوة حول معنى التجديد وأسبابه وبواعثه وضوابطه. وقال د عبد الحميد مدكور، إن التجديد يعني العودة إلى صحيح الدين وأصوله وليس التنازل عنه، فأي تجديد يخرج عن دائرة الأصول فهو تبديد وتفريط، مشيرًا إلى أن التجديد يكون في المتغيرات فقط لا في الثوابت، فالثوابت مصونة ومحفوظة، فالقاعدة تقول إن الفتاوى تتغير بتغير الزمان والمكان. وأضاف مدكور، أن أسباب الدعوات المنادية بالتجديد تكمن في الغلو والتطرف والتأويل الخاطئ وكلها تقع من بعض المنتسبين إلى الإسلام بغير علم، مؤكدًا على ضرورة الحذر من دعوات التجديد التي تأتينا من هنا وهناك بهدف التنازل عن ثوابتنا أو الانزلاق في مستنقع التشكيك في الأصول. وبين الأمين العام لمجمع اللغة العربية، أن هناك شروطا يجب أن تتوفر فيمن يقوم بالتجديد أهمها أن يكون عالمًا بعلوم القرآن الكريم والسنة النبوية وقواعد اللغة اللغة العربية وأصول الفقة وقواعد الأستنباط والاستدلال، إضافة إلى العلم باجتهاد العلماء السابقين. من جانبه قال د.عبد الفتاح العواري، إن التعامل مع التراث القديم يجب ألا يكون بالاكتفاء به فقط أو الإعراض عنه بالكلية، مشددًا على أن الاقتصار على ما قدمه القدماء فقط يعتبر تعطيلاً لفيض القرآن الكريم الذي ما له من نفاذ. وأضاف العواري أن كثيرا من الناس إزاء التراث أحد رجلين، الأول رجل معتكف فيما شيده الأقدمون لا يزيد عليه ولا ينقص وهذا تشدد، والثاني رجل يمسك بمعوله يريد هدم تراث الأقدمين وهذا إفراط، وكلا الرجلين خطر جسيم وضرر كبير، والحل أن نعمل فيما شيده الأقدمون فننظر فيه بالتهذيب والنقد السليم ثم نبني عليه. ويشارك الأزهر الشريف – للعام الثاني على التوالي - بجناحٍ خاصٍّ به في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام. ويقع جناح الأزهر الشريف قرب بوابة (7) من جهة شارع إسماعيل الفنجري، كما يمكن الوصول إليه من بوابات المعرض المطلة على طريق صلاح سالم.