كشف المؤرخ الموسيقى زين نصار، العديد من النوادر الخاصة بكوكب الشرق «أم كلثوم» فى تصريحات خاصة ل«الوفد»، رصدها خلال تسجيلاته لأهم الملحنين والموزعين فى مصر الذى أرخ لحياتهم فى موسوعته «الموسيقى والغناء». نصار قال: إن أم كلثوم كانت تتسم بالعديد من الصفات أهمها قدراتها الفنية الفطرية ورصد له عازف الكمان أحمد الحفناوى موقفا قال فيه : تعلمنا الارتجال من كوكب الشرق، فكانت السبب الأساسى فى تعلمنا الارتجال الموسيقى، لأنها كانت ترتجل فى الغناء، وأضاف أن أم كلثوم لجأت لزيادة عدد تخت الموسيقيين بعد فيلم «وداد» 1936، حيث كانت تغنى بتخت مكون من 5 عازفين، وهم الذين اعتادت عليهم خلال إنشادها البدائى، لكنها بعدما قدمت أغنياتها فى فيلم وداد، وجدت أنه من الضرورى أن يزيد الكم حتى تنجح أكثر، وقال: في مطلع حياتها الفنية بدأت بغناء الإنشاد الدينى والذى يؤدى بدون مصاحبه للآلات الموسيقية، وعلمها أن تغنى جيدًا، وكان يغنى أخوها وابن عمها بأصوات منضبطة، ولذلك عندما انتقلت من الغناء الدينى للدنيوى كان الأمر سهلا عليها. وأضاف نصار: أم كلثوم فنانة لن يأتى مثلها، فهى بقيت بهذه العظمة رغم أنها قدمت فقط 303 ألحان فى حياتها فقط، لحن لها 11 ملحنا فقط هم: أحمد صبرى النجريدى بدأ أعماله معها 1924 ولحن لها 13 لحنا، ومحمد القصبجى بدأ معها 1924 ولحن لها 73 لحنا، وداود حسنى بدأ معها 1930 ولحن لها 11 لحنا، وزكريا أحمد فى 1931 قدم لها 66 لحنا ورياض السنباطى بدأ عمله معها عام 1937 ولحن لها 103 ألحان، أيضا فريد غصن بدأ معها 1942 ولحن لها لحنا واحدا، ويليه محمد الموجى وبدأ التعاون معها 1954، وقدم لها 9 ألحان وكان أول ملحن شاب تستعين به فى تقديمها لأنشودة الجلاء التى غنتها بمناسبة توقيع اتفاقية الجلاء، أيضا بدأت عملها مع كمال الطويل عام 1956 وقدم لها 3 ألحان وبعدهم بليغ حمدى فى عام 1960 وقدم معها 11 لحنا، ويليهم محمد عبد الوهاب فى عام 1964 وقدم معها 10 ألحان، وآخرهم سيد مكاوى فى عام 1972 وقدم معها أغنية «يا مسهرنى». وما لا يعرفه عنها الجمهور أنها لحنت لنفسها لحنين وهما طقطوقة «على عينى الهجر ده منى»، وسجلتها على أسطوانة عام 1929، ولحنت أيضا المونولوج الغنائى «يا نسيم الفجر ربان الندى» وسجلتها على أسطوانة سنة 1935، وهناك قول شائع ان ابو العلا محمد لحن لها لكنه لم يلحن لها خصيصا، فكان هناك 9 قصائد سجلتهم له، بعدما سمعتهم فى اسطوانات وهى طفلة، ولما تولى رعايتها فنيا سمح لها بتسجيل 9 قصائد كان قد كتب كلماتها ولحنها وغناها بصوته. وأكد نصار أن ابنة محمود الشريف فى تسجيل موثق ذكرت أن كوكب الشرق تزوجت من أبيها وهى تحتفظ بقسيمة زواجهما. وعن دورها الوطنى قال إنها كان لها نوادر وطنية، فبجانب دورها الوطنى فى مساعدة الجيش، كانت سببا للترابط العربى. ففى الخميس الأول من كل شهر كانت الناس تعيش معها، الأثرياء العرب جاءوا خصيصا لها من جميع الدول العربية يوما واحدا كى يحضروا حفلاتها ويعودوا الى بلادهم، ايضا وقت تسجيلها لأغنية والله زمان يا سلاحى عام 56 وقت العدوان الثلاثى على مصر وكان معها فى استوديو الإذاعة الملحن كمال الطويل والمؤلف صلاح جاهين، جاء خبر ان اسرائيل ستضرب مبنى الاذاعة وأم كلثوم فيه، والناس طلبوا منها أن تترك الإذاعة قبل الضرب فقالت: «أموت هنا تحت انقاض الإذاعة ومطلعش بره»، ولها موقف اخر عندما حضرت الى باريس لتغنى دعمًا للوطن العربى، سألوها ماذا أعجبك فى باريس فقالت: «المسلة بتاعتنا اللى عندكم».
