محمد ضحية لقمة العيش.. آخر كلماته "مش هسيب التوك توك ولو على جثتي"

كتب -محمد التهامي:
في أحد الأيام خرج "محمد"صاحب ال17 عامًا يقود "توك توك" خاصًا به سعيًا وراء رزقه، حتى يتمكن من سداد ديونه والتزاماته لإعداد نفسه للزواج ومساعدة أشقائه، لم يكن يعلم أن نهاية حياته ستكون على يد أصحابه الذين غدروا به واستدرجوه إلى مكان مهجور بمنطقة المقطم، وانهالوا عليه بالضرب وسددوا له عدة طعنات أودت بحياته لكي يستولوا منه على التوك توك.
لم يصدق "محمد" أن ما حدث معه كان فخًا من أصدقائه.. فظل يقاوم ويدافع عن نفسه فصاح في وجههم: "مش هانزل من التوك توك أنا اشتريته بعرقى وتعبى، ولسه بسد أقساطه، محدش هياخده منى لو على جثتى" ولكن الجناة لم تشفع عندهم العشرة والعيش والملح وقتلوه وتركوه جثة، غريقًا في دمائه وفروا هاربين.
تغيب المجني عليه "محمد" عن منزله على غير عادته انتاب الأهل حالة من القلق والحيرة، ظلوا يبحثون عليه في الأماكن التي يتردد عليها ولدى أصحابه ولكن دون جدوى وكأنه فص ملح وداب.. لم يجد الأب "عبد المنعم " أمامه سبيلًا سوى إخطار الشرطة وتوجه إلى قسم شرطة المقطم وحرر محضرًا بتغيب نجله.
لم يغمض جفن لأهل المجني عليه يبحثون عن ابنهم في كل مكان وفي المدن المجاورة، وجابت سيارة تنادي عليه ولكن باءت كل محاولتهم بالفشل دون الوصول إليه أو معرفة مسيرة، وبدورها أجرت الأجهزة الأمنية تحرياتها المكثفة، وبتتبع كافة خيوط الواقعة، تم التوصل إلى أن المجني عليه كان برفقة أصحابه أحمد صبحى 18 سنة سائق توك
توك، ومصطفى السيد، وعبد الرحمن رجب 22 سائق توك توك، محمد رجب 18 -جميعهم دون السوابق-.
وأضافت التحريات أن المذكورين وراء تغيبه، عقب تقنين الإجراءات تم استهدافهم بمأمورية أسفرت عن ضبطهم، وبمواجهتهم بالتحريات اعترفوا بأنهم يكونون فيما بينهم تشكيلًا عصابيًا تخصص نشاطه في ارتكاب وقائع سرقات الدرجات البخارية "توك توك" بالإكراه باستخدام الأسلحة البيضاء.
وأنهم تمكنوا من استدراج المجنى عليه من منطقة مساكن صبحي حسين دائرة القسم واستقل صحبته كل من المتهمين الأول والثاني والثالث بحجة توصيلهم إلى منطقة الهضبة الوسطى وتبعهم المتهم الرابع بدراجة بخارية أخرى "توك توك" واستغلوا خلو الطريق من المارة وهددوه بأسلحة بيضاء (سكين، مطواة) بحوزة المتهمين الأول والثالث وأكرهوه على التخلي عن الدراجة البخارية وعند مقاومته لهم تعدوا عليه بالضرب بالأسلحة البيضاء حيازتهم محدثين إصابته بعدة طعنات أودت بحياته فتخلصوا من الجثة بإلقائها بمنطقة جبلية متاخمة لمكان الواقعة واستولوا على الدراجة البخارية، وهاتفه المحمول ومبلغ مالي 25 جنيهًا وفروا هاربين وأضافوا بتصرفهم في الدراجة البخارية بالبيع بمحافظة الفيوم مقابل مبلغ مالي 7.700 جنيه.
بالانتقال لمكان الواقعة أمكن بإرشاد المتهمين العثور على جثة المجني عليه بالمنطقة وتم نقلها لمشرحة النيابة، وأرشدوا على مكان السلاح الأبيض "مطواة" المستخدم في ارتكاب الواقعة، الهاتف المحمول المستولى عليه بمسكن المتهم الأول، والدراجة البخارية المستولى عليها لدى عميلهم "سيئ النية".
باستدعاء المبلغ تعرف على جثة المجني عليه والدراجة البخارية واتهمهم بسرقة المجنى عليه بالإكراه وقتله.
تحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق.