استبعد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي العام وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، تنفيذ فكرة تشكيل قوات فرض سلام مشتركة من جامعة الدول العربية ومنظمة الأممالمتحدة، التى أشار إليها حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس وزراء قطر فى تصريحاته اليوم السبت غداة اجتماع وزراء الخارجية العرب مع وزير خارجية روسيا الاتحادية لافروف. وأكد سلامة أن ذلك ليس بسبب التشكيك فى أي نية لكن بسبب صعوبة تطبيق الفكرة علي الارض, مضيفا أن المقصود بقوات فرض-تنفيذ-السلام هى تلك القوات ذات التسليح الهجومى الثقيل والتى تستخدم القوة المسلحة فى تنفيذ مهامها ووظائفها وهى فرض-تنفيذ –السلام ومن ثم لا تنتشر هذه القوات إلا بصدور قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، فمن المستبعد أن تؤيد كل روسيا الاتحادية والصين الشعبية هذا القرار"! و يرى الدكتور سلامة إن خبرة جامعة الدول العربية فى عمليات حفظ السلام المختلفة هى خبرة فقيرة، إن لم تكن معدومة فى هذا الشأن. أما النماذج والخبرات السابقة للعمل العسكرى العربى المشترك فى السابق فكلها خرجت عن إطار عمليات حفظ السلام بمفهومها الراسخ. فكانت أول قوة عربية عسكرية مشتركة فى عام 1961 جهزتها جامعة الدول العربية ونشرتها فى الكويت للدفاع عنها ضد العراق، والتى كانت تضم الجمهورية العربية المتحدة(مصر-سوريا) والسودان وتونس والمملكة العربية السعودية، وهو عمل عسكرى وليس لحفظ السلام. ثانى مثال فى عام 1976 فى لبنان وبموجب قرارات القمة العربية السداسية فى الرياض وبناء على طلب الحكومة اللبنانية، تم تشكيل قوة عربية قوامها الرئيسى من سوريا إضافة إلى ليبيا والسودان والإمارات العربية المتحدة، وذلك فى محاولة فاشلة لوقف الحرب الأهلية اللبنانية والتى اندلعت فى 3 إبريل/نيسان فى عام 1975. وثالث مثال فى حرب الخليج الثانية فى عام 1990، وتمثلت فى قوات درع الجزيرة العربية التابعة لمجلس التعاون الخليجى العربى بدولة الستة إضافة إلى مصر وسوريا والمغرب، ولكن كل هذه القوات كانت تحت مظلة قوات التحالف الدولى لتحرير الكويت والتى ضمت 33 دولة بقيادة نورمان شوارزكوف الأمريكى. وآخر سابقة فى العام المنصرم 2011، فى البحرين حيث شاركت بعض دول من قوات درع الجزيرة العربية أثناء الأحداث التى عرفت بميدان اللؤلؤة. جدير بالذكر أن مصر والأردن تعدان من أكبر 10 دول على مستوى العالم، خبرة ومشاركة فى عمليات الأممالمتحدة لحفظ السلام، وهذه التصريحات المهمة، والمتعلقة بمستقبل سوريا، جاءت نتيجة خبرة الدكتور سلامة فى هذا المجال فقد شغل منصب المستشار القانونى السابق لقوات حفظ السلام الدولية فى البوسنة والهرسك.