كشف تحقيق استقصائي أن آلاف من مقاتلي تنظيم داعش الذين فروا من ساحات القتال في سورية والعراق، قد عبروا الحدود إلى الأراضي التركية، حيث وجدوا تسهيلات وحاضنة شعبية . وذكر موقع بازفيد الأمريكي، وفقا لقناة "سكاي نيوز" الفضائية، إن مقاتلين من جنسيات عديدة عبروا في الآونة الأخيرة إلى تركيا "البلد الذي يعد بوابة الجماعة الإرهابية إلى بقية العالم". وقال التقرير المفصل إنه في الوقت الذي يصرح فيه مسؤولون أمريكيون بأن الغالبية العظمى من مقاتلي التنظيم المتطرف قد قتلوا في ساحات المعارك بالعراق وسورية، فإن المهربين الذين يعملون في شبكات الاتجار بالبشر في المنطقة يقولون عكس ذلك. وذكر مهربون للموقع، الذي جمع معلوماته عبر شبكة مراسلين في أكثر من مكان، أنه في العام الماضي تمكنت مجموعات من متشددي داعش وأفراد أسرهم من التسلل إلى تركيا. ومن تركيا، تمكن المقاتلون من الوصول إلى طرق المهاجرين التي تمتد إلى أوروبا وآسيا وما ورائهما، وهي نفس الطرق التي سلكوها لدى قدومهم من جميع أنحاء العالم إلى ما كان يطلق عليها "أرض الخلافة". من جهته، وصف رجل كان منزله بالقرب من الحدود في تركيا أن البلدة كانت بمثابة محطة للقادمين الجدد، وقد استضاف أكثر من 12 مقاتلا ومسؤولا من داعش، على مدى عدة أشهر . وقال الرجل الذي لم يذكر الموقع اسمه، إن معظم المقاتلين اختاروا البقاء في تركيا، لكنه شاهد أيضا العديد يتخذون طرق الاتجار بالمهاجرين عن طريق البحر إلى اليونان . من ناحيته، قال رجل آخر إنه استقبل أعضاء داعش وأسرهم كانوا قد قدموا من نقاط تهريب على طول الحدود التركية، وكانوا يتحدثون لغات لم يفهمها. وأوضح أحد المهربين، وهو سوري في الثلاثينيات من عمره: "لقد هربت العراقيين والسوريين والأشخاص الذين لا يتكلمون العربية". ولفت إلى أن الأشخاص الذين أرادوا الاستمرار على نهج داعش سيكون لديهم فرصة كبيرة للقيام بذلك، لدى تمكنهم من الذهاب إلى بقاع أخرى. ونقل بازفيد عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية قولهم إن هذا النوع من المقاتلين الذين وصفهم المهربون، سيشاركوا على الأرجح في معركة داعش للبقاء في المرحلة المقبلة، وهم من سيحددون شكل نشاط التنظيم بعدما خسر الأراضي وأصبح في الشتات.