استنكرت صحيفة (الجارديان) البريطانية ما كشفت عنه لقطات فيديو لميليشيا إسلامية تقوم بتدمير وتدنيس مقبرة عسكرية بريطانية بالقرب من بنغازي منذ الحرب البريطانية في ليبيا، مؤكدة أن هذا العمل الفادح إشارة إلى ضعف سيطرة الحكومة الليبية على الجماعات الإسلامية المسلحة. وأظهرت لقطات الفيديو مجموعة من 30 مسلحا أثناء قيامهم بإطلاق النار وتدمير شواهد القبور لجنود بريطانيين وظهر البعض الآخر يستخدمون المطارق لكسر التابوت، وتعالت الهتافات وصاح رجلا قائلا: "اكسر صليب الكلاب!!". ولفتت الصحيفة إلى أن المقبرة تقع بالقرب من مدينة بنغازي شرق ليبيا، وتضم رفات أكثر من 100 جندي بريطاني وكومنولث الذين قاتلوا من أجل جيش مونتغومري الثامن في الحرب العالمية الثانية. وأكدت الصحيفة أن عملية تدنيس القبور تسببت في حدوث صدمة كبيرة ليس في بريطانيا فقط إنما في ليبيا أيضا، ووصف النائب "دانيال كاوزنسكي"، رئيس المجموعة البرلمانية للأحزاب في ليبيا، الميليشيا الإسلامية المسئولة عن هذا العمل بأنهم "منتهكين القدسيات". ومن جانبه قدم المجلس الوطني الانتقالي الحاكم الأسبوع الماضي اعتذارا على موقعه على الإنترنت، وحمل أحد المسئولين "ثلاثة شبان" عملية التدمير، ولكن رأت الصحيفة أن شريط الفيديو، الذي تم تسجيله من قبل الميليشيا نفسها، يُظهر أن الهجوم كان منظما، لما معهم من أدوات تم استخدامها في التدمير كالمطارق. وأكدت الصحيفة أنه لم يتم اعتقال أي من الجناة وأن المقبرة، واحدة من عشرات المقابر التي قامت ببنائها لجنة قبور حرب الكومنولث حول ليبيا بعد الحرب العالمية الثانية، تبدو اليوم في حالة خراب. وأشارت "لجنة قبور حرب الكومنولث" إلى أنه لم يصب أي من الموظفين، لكن لديها تقارير أنه تم تخريب مقبرة ثانية، أيضا بالقرب من بنغازي، وقالت: "نحن بانتظار تقرير مفصل، لكن في كل من المقبرتين فإن شواهد المقابر مكسورة ومشوهة." شاهد الفيديو: