حينما تتخذ المرأة طريق النكد والسيطرة، تنقلب الحياة الزوجية إلي جحيم لا يطاق ، ويكون الخلاص من جبروتها وعنفوانها هو ترك الحياة بما فيها، هذا هو ما حدث في قرية البرجاية إحدي قري المنيا. تبدأ القصة حينما تزوج شريف ببنت قريته(س ) ، وعاشا الأشهر الأولي في سعادة يحسدهما أهالي القرية عليها، ولكن سرعان ما انقلبت الحياة الزوجية التي تملؤها السعادة والفرح إلى نكد مستمر، نتيجة أن الزوجة قد سلمت أذنيها للأم (حماة) الزوج، والتي تكون في الغالب نصائحها مدمرة وتجلب الكوارث للحياة الزوجية ، نصائح الحماة انصبت حول "قصقصي ريشه اول بأول ، الرجالة ملهاش آمان". الزوجة ترتبط بنصائح امها فهي المستشار الأمين الذي يخاف علي مصلحتها ، لتبدأ الزوجة في حالة الحساب والعقاب للزوج علي مصروفات المنزل ونفقات المعيشة ، وكم من الإستجوابات للزوج (كنت فين ورايح فين ) ، والزوج المغلوب علي امره يخرج لعمله في الصباح ، وقد انطفأت من وجهه الإبتسامة زملائه لاحظوا شروده وعبوسه الدائم ، حاولوا نصحه بتطليقها والخلاص من نكدها المستمر وان يبدأ من جديد ، والزوج يعرف ان ذلك من رابع المستحيلات من اجل الأولاد بخلاف ان الزوجة ستطالبه بكل الحقوق المصوغات الذهبية والعفش والنفقة ، والحال لايسمح بكل الخسارة الفادحة التي يتكبدها إذا قادته قدماه للمأذون للطلاق ، يحدث نفسه في الطريق "طيب وإن طلقتها ، هتزوج إزاي مرة أخرى، ومنين ادبر نفقات الزواج الثاني، دي مشكلة عويصة ربك هو اللي يحلها من عنده"، وهنا يقز الشيطان في لحظات ضعف الزوج ويحدثه ، انت أيه اللي مصبرك علي (المر ) اترك لها البيت وامشي في حال سبيلك ، وهمشي اروح فين ياتري ، وقبل ان يستفيق من غفلته ، يوسوس له الشيطان ، انت ليه ساكت علي العيشة (المرة) دي، انت احسن حاجة تريحك وتريح اولادك انك تسيب الدنيا خالص . يتحدث مع نفسه ، ويدخل المنزل يقبل اولاده ويتطلع بعيونه لجدران المنزل مودعا الحياة ، ويخرج من المنزل مثل (المسحور ) ليجد قدماه علي كوبري ترعة الإبراهيمية ، ينظر لمياة الترعة ويحدث نفسه "مفيش غير الإنتحار الترعة هي هتكون أكيد أحن عليه من جحيم زوجتي وجبروتها ، ثم يغمض عيونه حتى لا يتردد ويلقي نفسه في ترعة الإبراهيمية مودعا الحياة من اجل زوجته (النكدية) ". الزوجة بعدما تغيب زوجها عن موعد تمام حضوره وإنصرافه من المنزل، ظلت تبحث عنه في كل مكان هي وأهله ، وقاموا بتقديم بلاغ تغيب في قسم شرطة المنيا، وفور وصول الأمر لمدير أمن المنيا، اللواء ممدوح عبد المنصف ، يكلف الأجهزة الأمنية بالبحث والتحري عن الزوج المختفي ، لتعثر عليه فرقة المسطحات المائية أخيرا وتنتشل جثته من ترعة الإبراهيمية، ويتم دفن جثة الزوج المنتحر بمدافن الأسرة ، الغريب ان الزوجة كانت اول من صرخت من صميم (راسها ) زوجي حبيبي، عاوزة اموت مع زوجي، الجيران وأهل القرية يعرفون أن الزوج انتحر من جبروتها، سيدات القرية ينظرن لها بإستغراب، ولسان حالهن يقول (صحيح جبروت إمرآة )، تاركين الزوجة في ندمها الذي سوف يلازمها طوال حياتها وحتي مماتها ، والحكاوي علي المصاطب في القري تأزل مثلما يأكل النار في الحطب اليابس.