كتبت - دينا دياب: تختتم اليوم فعاليات الدورة ال39 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وتقام فى مركز المنارة للمؤتمرات بالتجمع الخامس، يبدأ الحفل بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح شهداء مسجد الروضة بالعريش، وتعقبها كلمات ليسرا رئيس شرف المهرجان، ورئيس قنوات dmc، فى إشارة لقدرة الفن على مواجهة الإرهاب، ووضعوا له اسم «مصر لن تنكسر». ثم يتم الإعلان عن جوائز المهرجان فى مسابقاته المختلفة، وأهمها جائزة لجنة التحكيم للمسابقة الرسمية التى يتنافس عليها 15 فيلماً. ويحضرها 3 من نجوم العالم الذى اتفقت إدارة قنوات «dmc» القناة الراعية للمهرجان على أن تستضيفهم وتتحمل تكلفتهم وهم نيكولاس كيدج، وهيلارى سوانج وأدريان برودى. شهد المهرجان هذا العام العديد من الظواهر أبرزها: جاء خبر تسريب استقالة رئيسة المهرجان ماجدة واصف ضمن فعاليات الدورة بمثابة الحدث الذى أثار الجدل داخل أروقة المهرجان، خاصة أنها تقدمت بها مرة منذ شهر، ومرة أخرى قبل 10 أيام من بداية المهرجان، ووصفت «واصف» خبر استقالتها بأنه جاء فى هذا التوقيت لسبب لا تعلمه لكنه ممنهج. وأكدت أنها مازالت مستمرة فى عملها، وتتابع كل الترتيبات الخاصة بحفل الختام الذى يقام مساء اليوم، وأكدت أنها حزينة كثيرًا لتسريب هذا الخبر فى هذا التوقيت، واعتبرته إهانة لها من شخص لا تعرفه. وأشارت إلى كونها ستنتهى من دورة العام الحالى، وتنهى كل الالتزامات المادية والإدارية الخاصة بها، مؤكدة أن قرار الاعتذار قرار شخصى. تردد فى أروقة المهرجان منذ فترة أن هناك مقترحًا بتغيير إدارة المهرجان كل 3 سنوات، والبعض يتعامل مع هذا الخبر كقرار، لكن الحقيقة أن هذا القرار كان مجرد مشروع تقدم به الناقد الراحل سمير فريد لكى تكون إدارة المهرجان مدتها 3 سنوات، ووزير الثقافة وقتها رفض هذا المقترح، والقانون يؤكد أنه يتم التجديد سنوياً لإدارة المهرجان أياً كانت. علمت «الوفد» أن ماجدة واصف لديها النية فى الاستقالة منذ العام الماضى، لكنها أجلت هذه الاستقالة بعد مشاورات مع المكتب التنفيذى للمهرجان بسبب مديونية المهرجان، حيث لم تغطِ ميزانية وزارات السياحة والشباب والثقافة ميزانية المهرجان الذى خرج فى الأساس مدينًا منذ عامين، ولذلك اضطرت ماجدة لاستكمال الدورة لتحل أزمة المديونية. حتى الآن كل الأسماء المرشحة لإدارة المهرجان فى دورته الجديدة هى تكهنات، لكن وزير الثقافة حلمى النمنم سوف يعلن اسم رئيس المهرجان خلال 20 يوماً من انتهاء الدورة الجديدة، حتى يبدأ الرئيس الجديد عمله مع بداية شهر يناير. وعلى جانب آخر رفض يوسف شريف رزق الله مدير المهرجان الحالى رئاسة المهرجان بسبب ظروفه الصحية، وسيكمل فى منصبه مديراً للمهرجان، وتردد أن الرئيس القادم خالد عبدالجليل، مستشار الوزير لشئون السينما الحالى، لكن منصبه المؤقت كرئيس للرقابة على المصنفات الفنية يمنعه من الجمع بين المنصبين فى وقت واحد، ولذا لابد أن يتنازل عن الرقابة، أيضاً تردد أن يسرا وحسين فهمى وسهير عبدالقادر وهشام سليمان رئيس قنوات دى إم سى الحالى من الأسماء المرشحة بقوة لرئاسة المهرجان فى دورته الجديدة. جدل بسبب الأفلام شارك بالمهرجان 210 أفلام من 57 دولة عرضت فى أقسام المهرجان المختلفة، منها 40 فيلمًا تمت ترجمتها إلى اللغة العربية، وعرضت فى 11 قاعة عرض بإجمالى 2580 مقعداً، أفلام المهرجان هذا العام حظيت بجماهيرية كبيرة جداً، على عكس كل عام، للمرة الأولى تكون عروض المسابقة الرسمية ومسابقة مهرجان المهرجانات كاملة العدد فى كل مواعيدها وعروضها. هذا العام عرض 23 فيلماً تم تصنيفها فوق 18 سنة، وهو رقم أكبر من كل عام، ويزيد على العام الماضى ب11 فيلماً، حيث حظيت الغالبية العظمى لأفلام المسابقة الرسمية بهذا التنصيف. أثار فيلم «الجايدة» التونسى الجدل خلال ندوة عرض الفيلم التى أدارها الناقد أحمد شوقى، حيث طرحت المخرجة سلمى بكار فكرة المساواة فى المواريث، وهو ما أثار غضب أحد الحضور فظل يردد أن القرآن الكريم ضد الفكرة. وفيلم «أنا فقط تشارلى» الذى تتحدث فكرته عن أزمة الهوية الجنسية وليس التحول الجنسى. أول أفلام المسابقة الرسمية «اختفاء» و«الخيول» تعرضا لهجوم حاد فى أولى أيام المهرجان بسبب جرأتهما الشديدة، ورغم أن الجمهور لم يتقبلهما فى أولى أيام المهرجان، لكن أفلام المسابقة الرسمية كانت أجرأ فى مشاهدها فوق 18 سنة، وقد أكل الجمهور مشاهدتها، وحظى بعض منها بردود فعل إيجابية جداً، ومنه الفيلم الإيطالى «فورتيوناتا» للمخرج سيرجيو كاستيلو، الذى صفق له الجمهور فى القاعة كثيراً، ونال نجاحاً فى عرضه ثانى يوم. الفيلم الأذربيجانى «بستان الرمان» للمخرج إلجار ناجاف، الذى حصد جائزة لجنة تحكيم مهرجان يوراسيا، وهو دراما عائلية عن رجل يعود لقريته الأذربيجانية، وإلى والده وزوجته وابنه، بعد رحيله المفاجئ، إثر 12 عامًا نال أيضاً ردود فعل قوية لتناوله الإنسانى. فيلم «دورجا المثيرة» من الأفلام التى نالت ردود فعل مثيرة للجدل، خاصة أن بطلته أعلنت ان الفيلم المعروض ضمن مسابقة مهرجان المهرجانات كان مرفوضًا فى الهند وفى كل الدول التى تقدس الديانة الهندوسية، لأن «دورجا» هو اسم أحد الآلهة فى الهند. غياب جماهيرى عن «مول العرب» و«نايل سيتى» و«أوديون» رغم توفير إدارة المهرجان العديد من قاعات العرض، إلا أن سينمات أوديون ونايل سيتى ومول العرب، لم تحظ بإقبال جماهيرى، وكان اختيار إدارة المهرجان سينما الزمالك اختيارًا غير موفق، فالأفلام التى عرضت فيها أيضاً لم تنل أى اهتمام جماهيرى سوى فيلم الافتتاح «الجبل بيننا» الذى أقيم له عرض خاص هناك بحضور مخرجه هانى أبوأسعد، وكان أول الأفلام المعروضة هناك، وحظى باهتمام بعد ما فشلت إدارة المهرجان فى توفير شاشة جيدة يوم الافتتاح لعرض الفيلم، ما جعل المخرج يطالب بوقف عرضه، وغير ذلك لم ينجح أى فيلم عرض فى هذه القاعات فى تحقيق جذب جماهيرى، إدارة المهرجان أعلنت أن الأوبرا لم توفر المسرح الكبير لإدارة المهرجان كما يحدث كل عام، والأوبرا أعلنت أنها طلبت من إدارة المهرجان تحديد مواعيد انطلاقه حتى يتناسب مع البرنامج السنوى للأوبرا، لكنها لم تهتم، ما تسبب فى تزامن العديد من حفلات الأوبرا مع فعاليات المهرجان. الأفلام المصرية لم تلق تفاعلًا بسبب مواعيد العرض عرض ضمن فعاليات المهرجان مجموعة من الأفلام المصرية، منها ما كان تكريماً للنجوم مثل سمير غانم وهند صبرى وماجد الكدوانى، ولم يحظ أى منها بحضور جماهيرى، أولاً لأنه سبق عرضها، ثانياً لأنها عرضت فى توقيت المسابقة الرسمية بالمسرح المكشوف ما جعل الجميع ينصرف عنها، ويبحث عن أفلام العرض الأول، حتى إن إدارة المهرجان لم تختر أفلامًا مميزة لهم، واكتفت بعرض أفلام لم تحقق نجاحاً كبيراً ما كان سبباً أيضاً فى الابتعاد عن عرض هذه الأفلام. لم يكن غياب الجمهور عن الأفلام المصرية الأزمة الوحيدة لكن غياب النجوم أيضاً، فلم يحضر ممثل مصرى واحد فعاليات الدورة سواء فى الأفلام أو الندوات، والحضور الوحيد كان فى ندوة العنف ضد المرأة التى حضرتها إلهام شاهين ويسرا، وسوى ذلك لم يحضر أحد. مطبوعات المهرجان فى كل عام تهتم إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بتقديم كتب مرجعية لأهم المكرمين فى المهرجان، بالإضافة إلى الأسماء التى يحيى ذكراها، وكانت الإدارة فى كل عام على مدار دورات المهرجان تهتم كثيرا بتوثيق هذا الحدث، ورغم أنه منذ عامين أعلنت إدارة المهرجان أن هذه المطبوعات تتكلف الكثير من المال، إلا أن هذا العام اكتفت بكتالوج المهرجان، وكتابين عن سمير غانم وسمير فريد فقط، رغم أنه كان يفترض على المهرجان أن يقدم كتابًا عن المخرج الراحل محمد كامل القليوبى والمخرج اللبنانى جان خليل شمعون والفرنسية جين مورو، بالإضافة إلى كتب عن هندى صبرى وماجد الكدوانى فهما يشاركان سمير غانم التكريم نفسه. الترجمة هذا العام كانت أزمة فى المهرجان، فرغم تكاتف المركز الصحفى بشكل كبير هذا العام ومساعدتهم للصحفيين، لكن الترجمة فى المطبوعات الرسمية كانت مختلفة عن الترجمة فى المطبوعات الورقية ما تسبب فى لغط فى حضور الأفلام، وحاول المركز الصحفى تلافى هذه الأزمة هذا العام باستخدام وسائل السوشيال ميديا للتسهيل على الصحفيين، وهو ما صنع فارقًا بين السنوات الماضية وهذه الدورة، وأثبت المركز نجاحه هذا العام برئاسة الناقد مجدى الطيب. أعضاء لجنة التحكيم الرسمية: غياب الفيلم المصرى أزمة..ولجنة المشاهدة نجحت فى اختيار أفلام جيدة لجنة تحكيم المسابقة الدولية بالمهرجان هى اللجنة الأهم لأنها المحكم الأساسى لاختيار جوائز المهرجان التى يتنافس عليها اليوم 15 فيلماً. الفنان حسين فهمى رئيس لجنة التحكيم، قال: بشكل شخصى لا أنكر غضبى لعدم مشاركة أى فيلم مصرى فى المسابقة الرسمية، وإن كان عدم المشاركة أفضل من المشاركة الهزلية، وأرجع ذلك إلى أن صناع الأفلام المصريين سعوا للمشاركة فى المسابقات الدولية لأنها أكبر فى قيمة جوائزها، وسعوا لمشاركة أفلامهم فى مهرجانات خاصة ما جعل شكل مصر سيئًا أمام العالم فى هذا المهرجان، وأضاف حسين أن مستوى الأفلام فى المسابقة مميز، والجميل هو مشاركة أفلام أذربيجانية وأخرى باكستانية وسورية والتنوع جيد. المخرج الفلسطينى هانى أبوأسعد قال إن مشاركته فى مهرجان القاهرة السينمائى فخر كبير سواء كعضو بلجنة التحكيم أو كمخرج لفيلم الافتتاح، وقال إنه لا يمكنه الحديث عن الأفلام المشاركة فى المسابقة الرسمية، لكنه أكد أهمية المشاركات المختلفة الجنسية ضمن أفلام المهرجان، وقال إن لجنة المشاهدة التى اختارت الأفلام اختارتها على أساس إنسانى مميز فى الشكل والصورة والصوت والموضوع، واختارت موضوعات مهمة جدًا، وأشاد بجرأة اختيار هذه الأفلام. الفنانة الفرنسية فابيان باب قالت إنها ليست المرة الأولى التى تشارك فى لجنة تحكيم مهرجان دولى، وأضافت أن المهرجان يهتم جداً باختيار أفلام متنوعة وفيها أداء تمثيلى راق جداً، سواء فى المسابقة الرسمية أو غير ذلك، مشيرة إلى أن المهرجان يرقى بشكل أساسى إلى أن يكون مهرجاناً عالمياً. المخرج التشيكى بيتر فاكلاف: قال إنه تخوف فى البداية من قاعات العرض ألا تكون مناسبة للمشاهدة، ولكن متعة مشاهدة الأفلام مع الجمهور، كانت تعطيه مذاقًا مختلفًا، بالإضافة إلى أن الأفلام المشاركة كلها على مستوى فنى عالٍ جداً.