كتبت - رشا فتحي: افتتحت الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومي للمرأة الاجتماع الوزاري الرابع للاتحاد من أجل المتوسط حول "تعزيز دور المرأة في المجتمع" والذي ينظمه المجلس بالتعاون مع الاتحاد من أجل المتوسط وهيئة الأممالمتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وتستضيفه مصر بمشاركة ممثلين من 43 دولة الأعضاء في الاتحاد والمنظمات والوكالات الإقليمية والدولية متعددة الأطراف، بالإضافة الى القطاع الخاص، والمنظمات غير الحكومية، وذلك عصر اليوم الاثنين. واستهلت كلمتها بالتاكيد على أن مصر تعرضت منذ أيام قليلة إلى هجوم إرهابى، أدمى قلوب جميع المصريين والمصريات بل والعالم بأسره، فنحن نخوض الآن حربًا ضروسًا ضد الإرهاب، ونتصدى له نيابة عن العالم بأسره، ولكن الدولة المصرية مازلت تمضي قُدماً فى إقامة المشروعات القومية، متبنيةً استراتيجية تنموية طموحة، تقوم على إصلاحات اقتصادية ,اجتماعية و تنموية جذرية. واشارت رئيسة المجلس الى إن تحسين وضع المرأة في المجتمع وحصولها على جميع حقوقها، يُعد أحد العوامل الأساسية التي من شأنها خلق مجتمع مستنير قائم على مبدأ الاحترام المتبادل للتعددية الثقافية والدينية، مجتمع طارد للإيدولوجيات الظلامية الداعية للفكر المتطرف والعنف والإرهاب وكراهية الآخر وغيرها من الظواهر السلبية. واضافت الدكتورة مايا مرسى أن المرأة المصرية خرجت في أكتوبر الماضى من كل محافظات مصر وفي احتفالات يوم السلام العالمي لتعلن في بيانها "المرأة المصرية صانعة السلام": "إن المرأة المصرية تساند بلادها ضد الإرهاب بعزيمة لا تلين وبإصرار لا تعرف فيه الخوف ولا ينال منه حزن على من ذهب من شهدائنا الأبرار ، وأعلنت دعمها لجهود الدولة ورئيسها لبدء ثورة حقيقية ضد التطرف ، وتجديد الخطاب الديني وإحلال السلام والاستقرار وتأكيد على أن الإرهاب لا ينتمي لدين أو جنسية أو حضارة بعينها". وأكدت رئيسة المجلس إن المؤتمر الوزاري للاتحاد من أجل المتوسط حول تعزيز دور المرأة في المجتمع هو أبلغ رد علي هؤلاء الارهابيين باعتبار أن المراة هي خط الدفاع الأول في التصدي لتحديات المجتمع فهي بدون شك أكثر المضارين من ويلات وتبعات الإرهاب ،هى من تفقد الأب – الأخ – الزوج – الإبن شهيداً خلال الحرب على الإرهاب. وإن استضافة مصر للمؤتمر الوزاري الرابع للاتحاد من أجل المتوسط إنما جاء يتسق مع خطة الدولة المصرية وإعلان عام 2017 عاما للمرأة في مصر كما أطلقه السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، كما جاء ليتوج الجهود التي قامت بها مصر ولازالت خلال العام الحالي على المستوى الوطني والإقليمي والدولي من أجل تعزيز دور المرأة في المجتمع وفى تقديرنا أن الإتحاد من أجل المتوسط يمثل إطاراً فريداً جامعاً لترجمة تلك الإرادة المشتركة فيما بين دول شمال وجنوب المتوسط إلى خطوات عملية مدروسة من خلال أنشطة ومشروعات من شأنها الإسهام بشكل فعال فى تحقيق الأولويات والمصالح الوطنية والإقليمية، وأهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة . ولا شك أن الخطط والسياسات التي تقوم مصر بتنفيذها على المستوى الوطني للارتقاء بمكانة المرأة ودورها في المجتمع على كافة الأصعدة، لا تتم بمعزل عن محيطها الإقليمي العربي والمتوسط بل والدولي. وقد جاء إطلاق عام المرأة المصرية بإعلان استراتيجية تمكين المرأة المصرية 2030 والتي أقرها السيد الرئيس وثيقة العمل للاعوام القادمة لتفعيل الخطط والبرامج والمشروعات المتضمنة في هذه الاستراتيجية. وجاءت الاستراتيجية بخلق حوار مجتمعي واسع النطاق شارك فيها 750 من النخب المصرية ، 710 من المجتمع المدني، 152 ألف من الجمهور العام وتشمل الاستراتيجية على أربعة محاور عمل متكاملة وهي التمكين السياسي وتعزيز الأدوار القيادية للمرأة، والتمكين الاقتصادي والتمكين الاجتماعي والحماية فضلًا على العمل الجاد على تغيير ثقافة المجتمع نحو المرأة وتعزيز سبل حصولها على حقوقها القانونية. وقد أشادت الأممالمتحدة في شهر مارس 2017 بالاستراتيجية المصرية كأول استراتيجية وطنية لتمكين المرأة تطلق في إطار أهداف التنمية المستدامة 2030. وكما تم إنشاء المرصد القومي للمرأة تحت مظلة المجلس، حيث يقوم المرصد بتجميع البيانات والمعلومات حول قضايا المراة المختلفة وبناء المؤشرات التي ستستخدم في المتابعة والتقييم وإعداد تقرير يصدر كل عامين عن حالة المرأة في مصر. وسبق أن اطلقت مصر ثلاث استراتيجيات وطنية في عام 2015، الاستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة، الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الختان، و الاستراتيجية الوطنية لمناهضة الزواج المبكر. يأتى اجتماع اليوم لإستعراض ما تم إنجازه من توصيات الإجتماع الوزارى الأول الذى استضافته باريس عام 2013، وتقييم ما تم إحرازه من تقدم، ولنبحث بموضوعية التحديات الماثلة أمامنا، ونتفق على خطة عمل مستقبلية تسمح لنا بتحقيق ما تتطلع إليه المرأة على ضفتى المتوسط. و رحب السفير عمر رمضان مندوب مصر الدائم لدى الاممالمتحدة بالسادة الضيوف في القاهرة نيابة عن وزارة الشئون الخارجية والوزير سامح شكرى وزير الخارجية ، مشيراً أن علاقة مصر بالمتوسط سواء بالجزء الجنوبي أو الشمالي من المتوسط علاقة قوية ودليل على سياسة مصر بالجوار فنحن حريصين على العمل مع اصدقائنا في منطقة المتوسط . وأكد أننا نناقش اليوم دور المرأة في المجتمع وهو يأتي في ظل اعلان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية عام 2017 عام المرأة ، فنحن نناقش الدور الرئيس الذي تقوم به في المجتمعات المختلفة، مشيرا أنه لابد من تمكين المرأة ليس لكونها ام فقط ولا اساس الاسرة ولكن تمكينها في جميع المجالات . وأكد أن هذه الجهود لابد أن تدمج في موضوع التنمية فهناك الكثير من المفاهيم الخاظئة عن المرأة في جنوب المتوسط . وتقدمت الدكتورة هالة بسيسو لطوف وزيرة التنمية الاجتماعية بالمملكة الاردنية الهاشمية بالشكر لجمهورية مصر العربية متمثلة في الدكتورة مايا مرسي على استضافتها المؤتمر الوزاري الرابع لاتحاد من أجل المتوسط حول تعزيز دور المرأة في المجتمع ، معربة عن سعادتها بأن تكون رئيس المؤتمر اليوم ، متطلعة الخروج بنتائج ايجابية وخروج الاجتماع بتوصيات تعمل على تعزيز المساواة بين الجنسين دور المرأة في المجتمع. وتوجهت نيابة عن الاردن بالتعازي لمصر في ضحايا الإرهاب الغاشم الذي حدث مؤخرًا هذا العمل الخثيث الذي يتنافي مع جميع مبادئ الانسانية، داعيين الله أن يحمى مصر العزيزة من الارهاب والتطرف. وأكدت أن المؤتمر يشكل فرصة لدول المتوسط للتطوير التعاون على المستوى الاقليمي والدولى وتعزيز المساواة بين الجنسين ودور المرأة في المجتمع مشيرة ان التكامل الاجتماعى يعاد بالنفع على مجتمعتنا جميعا. وأكدت أن الاجتماع يأتي في ظل ما تواجهه المنطقة من صراعات والحروب والارهاب نتج عنه الكثير من العنف ، مشيرة أننا كشركاء في الاتحاد من اجل المتوسط لابد أن نتشارك في إيجاد حلول لأزمة اللجئين ومحاربة الأرهاب . ودعت دول الاتحاد من أجل المتوسط والشركاء الرئيسين توفير الدعم اللازم للدول المتأزمة من الحروب في المنطقة خاصة الأزمة السورية بما فية مملكة الاردن الهاشمية الذي يواجه صعوبات كثيرة وقام بجهود جبارة للاجئين بما فيها النساء والأطفال، ويأتى هذا كأحد الأسباب للتجميع الجهود للحفاظ على المرأة وحمايتها .