كتب - حنان أبوالضياء وهناك فيلم «بستان الرمان» المأخوذ عن مسرحية «بستان الكرز»، وربما تكون مسرحية «بستان الكرز» النص الأكثر اقتباسًا من بين نصوص أنطوان تشيخوف المسرحية، الفيلم من إخراج ايلجار ناجاف، وإنتاج اذربيجان ومدته 90 دقيقة.. هو عمل يؤكد إن الحياة قاسية، أنها لتبدو قاتمة عند الكثيرين، ولا أمل فيها، لكن ينبغى أن نعترف بأنها تزداد كل يوم وضوحًا ويسراً، ويبدو أن الوقت ليس بعيدًا عندما تصبح هذه الحياة عامرة بالسعادة، إن الإنسانية تبحث عنها فى حماس، ولا شك أنها سوف تجدها.. فى هذا العمل يروى (تشيخوف) قصة أسرة، تضطر إلى بيع بستانها سدادًا لديونها. تقول "آنيا" بطلة المسرحية "لقد بيع بستان الكرز، لقد ذهب، هذا صحيح، ولكنك يا أماه ما تزالين تحتفظين بطيبة قلبك ونقاوته، وسنقيم بستانًا جديدًا، أكثر رونقًا من هذا البستان، سوف ترينه وسوف تدركين.. أما فكرة الفيلم المأخوذة عن المسرحية فتدور من خلال عودة «جابيل» إلى وطنه وإلى مزرعة عائلته المتواضعة، المحاطة ببستان مهيب من أشجار الرمان، التى انقطع اتصاله بها بسبب غيابه المفاجئ قبل اثنى عشر عامًا. غير أن الجروح العاطفية العميقة التى تركها خلفه لم تكن لتُمحى من يوم إلى اليوم الذى يليه. الغيرة.. العنف والرغبة فى الانتقام أما الفيلم الفيتنامى «محطة الطريق» إخراج هونج آن فالصورة تلعب فيه دورًا كبيرًا فى سر تألقه وتميزه وجماله، بداية من تلك الصورة الأقرب إلى اللوحة لبيت مهجور يعشش فيه العنكبوت وانتهاء بلحظة الموت ورحيل الفتاة القعيدة إلى عالم أرحب.. الفيلم يستعرض بقدر كبير جراءة العلاقة الجنسية لفتاة قعيدة بشابين رغم سياج الحذر الذى يحيطها بها أبوها، ومساعدة الأم لها لعلها تنجب طفلاً. الفيلم يستعرض تلك الرؤية من خلال تسكع «فوك» دون هدف إلى أن يتوقف عند مطعم «ليلة بيضاء» المملوك للزعيم. يُدرك «فوك» بالتدريج طبيعة حيوات الناس الذين يعملون فى هذا المطعم. سيتشارك «فوك» مع «أحمد» و«مين» فى مساحة المعيشة والعمل معًا داخل المطعم. فى الجزء المتهدم من المطعم، توجد «تشيم» - زوجة الزعيم - وامرأة جميلة تُدعى «تشو»، هى ابنة الزعيم. يصل «فوك» ويكوّن صداقات مع «مين» و«تشو». تندلع غيرة وعنف ورغبة فى الانتقام بين «فوك» و«مين» فى مثلث حبهم الصغير. أخيرًا يكتشف الزعيم الحياة الجنسية السرية لابنته مع العمال، فيقوم بتصرف غير متوقع ويقتلها بالسم بعد أن يمنحها لحظة سعادة بالذهاب إلى البحر. أما فيلم «الطيور تُغرد فوق كيجالى» من إخراج جوانا كوس كراوز، كريستوف كراوز من بولندا فإنه رؤية درامية للحالة النفسية للناجين من الإبادة الجماعية فى رواندا واسعة النطاق التى بدأت فى 7 أبريل واستمرت حتى منتصف يوليو 1994م، حيث شن القادة المتطرفون فى جماعة الهوتو التى تمثل الأغلبية فى رواندا حملة إبادة ضد الأقلية من قبيلة توتسى. وخلال فترة لا تتجاوز 100 يوم، قُتل ما يربو على 800. 000 شخص وتعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب. وقتل فى هذه المجازر ما يقدر ب75% من التوتسيين فى رواندا. الفيلم تجاوز السرد المباشر للمأساة إلى مناقشة البعد النفسى لها والرغبة والحنين للعودة إلى الوطن حتى لو أصبحت البطلة بدون أسرة بعد التأكد من فقدها أخوها.. الفكرة تناقش من خلال «كلودين» ذات الأصول التوتسية، هى ابنة عالم طيور رواندى شهير. عقب مذبحة 1994 التى قتل فيها والدها، تساعدها «آنا» -التى استمرت فى العمل على بحثها عن النسور فى رواندا جنبًا إلى جنب مع والد «كلودين» لسنوات - على الهرب إلى بولندا. تتأثر «آنا» نفسها بالعنف الذى شهدته والذى ظل يراودها من ذكرياتها مرارًا وتكرارًا بعد عودتها إلى بولندا. على الجانب الآخر، تشعر بحاجتها الجذرية للتغيير والهرب من الماضى المؤلم، وهو الأمر الذى يستحيل تحقيقه مع وجود «كلودين». تعانى كلا السيدتين بشدة، فتنخرطان فى برنامج نفسى حاد ومعقد للشفاء واستعادة حياتهما اليومية. أفلام بطعم الحقيقة ومن أكثر الأفلام التى تعزف على المشاعر الإنسانية فيلم «حالة خطأ» من إخراج كاتالين سيزيسكو من رومانيا أنه صور مأساة احتراق أطفال داخل الحضانات من خلال حياة لأمهات التى فقدنا أطفالهن إلى جانب قدرة فائقة للمخرج نقلت لك تلك المأساة فى عدة مشاهد تجعلك تتواحد مع تلك المأساة، أحداث الفيلم مستوحاة من الحدث المأساوى الذى وقع فى أغسطس عام 2010 فى مدينة بوخاريست، عندما تُوفى عدد كبير من الأطفال المبتسرين وحديثى الولادة فى حريق اندلع بجناح العناية المركزة فى مستشفى جوليستى للولادة، كما يحكى الفيلم قصة مراهقين اثنين: «ميلانيا» و«إيمي» اللذين تم اكتشاف أمرهما وسط الكارثة. ويأتي فيلم «سف البحر» من إخراج فانيسا ريدجريف الذى عرض من قبل ضمن الدورة السبعين من مهرجان «كان» السينمائى بأحداث مثيرة للجدل، وركز الفيلم على قضية اللاجئين فى أوروبا، خاصة القادمين من سوريا وإفريقيا وعن الالتزام الإنسانى باستقبال اللاجئين، وقدم مشاهد بالغة الدقة لغرق اللاجئين وهم يحاولون دخول الحدود الايطالية، وهدم معسكر اللاجئين فى غابة كاليه بفرنسا، الفيلم يعتبر رؤية أو تأملاً شخصيًّا وديناميكيًّا لأزمة اللاجئين الحالية، من خلال عيون وأصوات النشطاء والأطفال التى تمزج بين الماضى والحاضر، الوثائقى والدراما، وتأثيرها على أهمية حقوق الإنسان. وما زالت الحرب العالمية تطل علينا بتفسيرات عدة للمآسى التى عاشها المشاركون فيها وهناك رؤية أكثر إنسانية لتلك الحرب من خلال فيلم «اصطياد أشباح» من إخراج رائد انضونى، إنتاج مشترك لكل من فرنسا، فلسطين، ويتمركز الفيلم على ما تبقى للمخرج «رائد أنضونى» من تجربة اعتقاله فى المسكوبية، مركز التحقيق التابع للمخابرات الإسرائيلية شاباك، فى عمر الثامنة عشرة، إلا شظايا ذكريات لا يملك تمييز الحقيقى منها عن المتخيل. وفى سعيه إلى مواجهة هذه الذكريات الشبحية التى تطارده، يقرر «أنضونى» إعادة بناء مكان اعتقاله الغامض. واستجابة لإعلان عن وظائف شاغرة لمعتقلين سابقين فى المسكوبية، من أصحاب الخبرة فى البناء والهندسة المعمارية والدهان والنجارة والتمثيل، يتجمهر عدد منهم فى باحة فارغة بالقرب من رام الله لينطلقوا معًا فى رحلة لإعادة اكتشاف ملامح سجنهم القديم، وليحاولوا مواجهة تبعات الخضوع لسيطرة كاملة، ويعيدوا تمثيل قصة عاشوا تفاصيلها بين جدران المركز. سينما تعشق الاختلاف ومن خلال أفلام التجارب المختلفة للسينما الفرنسية العاشقة دوما للتفاصيل هناك فيلم «أفا» من إخراج ليا ميسيوس، نحن هنا أمام حالة إنسانية صعبة من خلال «افا» ابنة الثالثة عشرة التى تقضى صيفها على أحد شواطئ الأطلنطى، عندما تعلم أنها ستفقد بصرها فى خلال مدة زمنية أسرع مما كانت تتوقع، تقرر أمها أن تجعل هذا الصيف صيفاً لا ينسى بالنسبة لابنتها التى سوف يتغير مسار حياتها تماما، لكن أفا تقرر أن تواجه مشكلتها بطريقتها فتقوم بسرقة كلب أسود كبير من أحد الشبان وتتعرف على صديق لها يشاركها مغامرتها السرية مع الكلب.. على النقيض من الفيلم الفرنسى هناك فيلم «البجعة» إخراج: آسا هيلجا هيورليفسدوتير من أيسلندا أنه إبحار فى عالم علاقة الإنسان بالطبيعة المحيطة حوله وتكوينة البشر الموجودين فى تلك المناطق المختلفة كلية عن المدن، واستعراض لشخصيات تمردت على تلك الأماكن وعادت إليها فى رحلة قصيرة من خلال إرسال الفتاة الصغيرة سول للعيش مع أقاربها فى الريف البعيد أثناء فصل الصيف. تتورط فى مجموعة من الطقوس الدرامية مع «جون» عامل غامض بالمزرعة ومع «أستا» ابنة الفلاح. وتجربة أخرى للمشاعر الإنسانية وعمقها الذى لا يكتشف إلا من خلال التجربة من خلال فيل «باراكودا» من إخراج جيسون كورتلوند- جوليا هالبيرين.. الأطروحة السينمائية تبدأ بوصول امرأة بريطانية شابة تدعى سينا إلى عمق ولاية تكساس للقاء ميرل، أختها غير الشقيقة من الأب الموسيقى الراحل. وبينما تتقارب الأختان بعضهما، تبدأ سينا بفوضويتها فى كشف سطحية حياة ميرل المستقرة. ففى الوقت الذى جلب فيه إرث الموسيقى الراحل هذه الغريبة إلى المدينة، فإن دوافع داكنة وخفية تبدو منسوجة داخل الأغانى التى تغنيها. وللتجارب الرومانسية مساحة من التواجد هذا العام فى المهرجان من خلال فيلم «سبعة أيام» إخراج رولاندو كولا.. أنه محاولة للعزف على الحب الذى يولد ليموت لحتمية الافتراق وعدم إكمال القصة من خلال «إيفان» و«كيارا» حيث يتقابلان على جزيرة صقلية لتجهيز حفل زواج شقيق «إيفان» وصديقة «كيارا» المقربة. على الرغم من حقيقة أن «إيفان» قد قرر ألا يُعيد فشل علاقته السابقة، وأن « كيارا» لا تريد أن تُعرض زواجها للخطر، إلا أنهما وقعا فى حب بعضهما بعضًا، وقد عقدا العزم على أن يعيشا علاقتهما لبضعة أيام، قليلة، فقط، ثم إنهائها لدى وصول مَدعُوى الزفاف إلى الجزيرة. ولكنهما خططا دون أن يضعا الحب فى حسبانهما. الجميع يعلم أن السينما فى التشيك مختلفة ولها مفرداتها الخاصة المعتمدة على الاستغراق فى التحليل الذاتى للحدث ويعد فيلم «مريض ذو أهمية» وسيلة جيدة لتعرف خواص تلك السينما من خلال إخراج يوليوس تشفتشيك فى عمل يدور عام 1939، حيث يسافر الدبلوماسى التشيكى الشهير «جان ماساريك» إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية عقب الاجتياح الألمانى لتشيكوسلوفاكيا. لقد تحطمت أعصابه ودفن نفسه فى مصحة عقلية ويكافح من أجل البقاء على قيد الحياة. تحت رعاية الطبيب النفسى دكتور «شتاين» المهاجر الألمانى، يعود «ماساريك» لقيادة المعارك الدبلوماسية التى تؤدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، ويحاول أن يتغلب على أعدائه فى الداخل والخارج. ولأول مرة أشاهد فيلم جريمة نفسية صينى لعمل عليك مشاهدته بتركيز لتعرف الكثير من عالم لا نعرفه بالنسبة للصين المختلفة عن ما نعرفه لبشر لديهم قدرة كبير من الطموحات والإحباطات بعيدة عن عجلة الإنتاج الدائرة والاتجاهات السياسية المطروحة ومن هذا المنطلق شاهد فيلم «تشاو تشاو»، إخراج سونج تشوان لتتعرف إلى «تشاو تشاو» شابة صينية متغطرسة، تعود لزيارة والديها فى قريتها الأم التى تقع فى قلب الجبال. تريد أن تعود إلى مقاطعة «كانتون» بأقصى سرعة؛ كى تؤسس عملاً مع صديقتها «لى لي». لكنّ والديها يطلبان منها أن تبقى وتساعدهما، إلا أنها تتردد وتتسكع فى القرية. تصبح مطمعًا خاصة من «لى وي» الشاب الجامح ابن تاجر الخمور المهربة الثرى.