حسنًا اختار جهاز الكرة بالنادى الأهلى إقامة معسكر خارجى للفريق يستمر حتى العاشر من مارس ويلعب خلاله ثلاث مباريات ودية استعداداً لمشواره الأفريقى، وحسنًا اختار الإمارات لهذا المعسكر «النفسي» بعد كارثة مباراة ستاد بورسعيد التى «حطمت» الحالة النفسية لعدد من نجوم الفريق الأحمر الذين شاهدوا الضحايا والمصابين ورأوا الموت بأعينهم وكرهوا وقتها كرة القدم وزهدوا فيها وقرروا أن يهجروها. فريق الأهلى كاملاً يحتاج لإعادة تأهيل نفسى وأعتقد أنهم فى الإمارات سينجحون فى تجاوز الأزمة النفسية لأنهم يعشقون كرة القدم وبداخلهم رغبة فى استكمال المشوار داخل المستطيل الأخضر وطى صفحة الماضى الأليم، ولكن بشرط كما أجمع نجوم الأهلى أن يتم القصاص من قتلة الشباب الذين راحوا ضحية هذه المجزرة البشعة. ونتمنى أن تصل التحقيقات إلى هؤلاء القتلة ومن حرضوهم ودفعوا لهم لارتكاب هذه المجزرة حتى تهدأ نفوس الجميع، خاصة أهالى هؤلاء الضحايا، وكذلك لاعبى الأهلى الذين قالوا إنهم لا يستطيعون نسيان مشهد الدم والذين لفظوا أنفاسهم الأخيرة بين أيديهم فى غرفة خلع الملابس. لاعبو الأهلى فى الإمارات أمام تحد كبير مع أنفسهم إما أن يتجاوزوا المحنة أو أن ينتهى مشوارهم مع الكرة، وأعتقد أنهم قادرون على تخطى الأزمة عملاً بالعبارة الشهيرة التى تقول «الضربة التى لا تقتلني.. تقويني».. عليهم مواجهة الواقع مهما كانت مرارته واستكمال المشوار الذى بدأوه. وعلى لاعبى الأهلى الاقتداء بلاعبى منتخب زامبيا الذين فازوا بكأس الأمم الأفريقية الأخيرة، ولأول مرة فى تاريخ زامبيا وأهدوا الكأس لأرواح نجوم المنتخب الزامبى الذين راحوا ضحية حادث طائرة فى التسعينيات قضى على جيل ذهبى كامل، وبعد الحادث بدأ البناء من جديد حتى تحقق الحلم وأهدوه لأرواح النجوم الضحايا لأنهم استطاعوا الخروج من الأزمة وتحقيق الهدف. نجوم الأهلى الذين سيبدأون بعد معسكر الإمارات مشوارهم الأفريقى بلقاء الفائز من البن الأثيوبى وبطل جزر القمر فى دور ال 32 مطالبين بالمضى قدمًا فى هذه البطولة والفوز بالكأس وإهدائه لأرواح شهداء مجزرة ستاد بورسعيد الذين عاشوا وماتوا وهم يشجعون الأهلى ويرددون «فريق عظيم.. فريق كبير» وها هم ينتظرون الكأس!