كتبت_ سمية عبدالمنعم: أقامت الهيئة المصرية العامة للكتاب ندوة بالمركز الدولي للكتاب لمناقشة قصة "ألوان عمر" والصادرة عن سلسلة "سنابل" تأليف كاتب الأطفال الشاعر عبده الزراع، ورسوم د.عبير حسن. شارك في الندوة كل من :الكاتب الروائي والقاص أحمد زحام رئيس تحرير سلسلة قطر الندى ..وكاتبة الأطفال نجلاء علام رئيس تحرير مجلة قطر الندى. وقدم الندوة وشارك في المناقشة كاتب الأطفال مصطفى غنايم مدير تحرير سلسلة الأدب العالمي للطفل والناشئة. في بداية الندوة تحدث مصطفى غنايم عن العمل الذي يناقش في هذه الندوة "ألوان عمر" مؤكدًا أن الكتاب يهدف إلى قضية رئيسة وهي الصراع بين الوسائل التكنولوجية الحديثة التي يستخدمها الطفل في التعلم أو الترفيه وبين الوسائل التقليدية القديمة وأن عبده الزراع أجاد في صياغة هذه الفكرة في حبكة بديعة تجسدت في صراع بين الألوان التي استغنى عنها الطفل عمر مقابل اعتماده على الكمبيوتر.. وأشار غنايم إلى أن النص يغص بالقيم والمضامين الكثيرة في إطار الفكرة الرئيسية منها:مهارات التفاوض في حل المشاكل وقبول الآخر. كما أشارت نجلاء علام إلى سلاسة الأسلوب وعرض الفكرة ببساطة رغم أنها تحمل أهداف كثيرة أهمها الحوار ..فالألوان تتحاور فيما بينها لتحل المشكلة وكذا أجزاء الكمبيوتر تتحاور هي الأخرى. كما أشادت علام بالرسوم وروعتها والتي أسهمت بشكل جميل في توصيل الفكرة سواء في طريقة الرسم أو اختيار الألوان المعبرة لكل مشهد والملائمة للحوارات داخل النص. وأشارت نجلاء علام إلى ضرورة تفكير المؤسسات الرسمية في إيجاد آليات للتسويق تتيح الكتب إلى الأطفال في المدارس أو مراكز الشباب وفي كل أنحاء الجمهورية. كما تناول الكاتب أحمد زحام براعة استخدام الزراع للمفردات داخل العمل حيث جاء الحديث مناسبًا لطبيعة الألوان فجاء كلام اللون الأحمر غالبًا ثائرًا متمردًا .. واللون الأسمر متشائمًا والأصفر غيورًا كائدًا والأخضر مريحًا والأزرق هادئًا أنيقًا ... والبني وما إلى ذلك ..كما أشار زحام إلى أنه يفكر في عمل فكرة جديدة تحت عنوان "الصالون الثقافي للطفل" بحيث تعطى القصص للأطفال بالمكتبات مثلًا وبعد قراءتها يقومون بمناقشة الكاتب بأنفسهم. في حين تحدث عبده الزراع عن أن هذا العمل كتب على شكل مسرحية في باديء الأمر وأنه تم تقديمه على المسرح بعنوان "ثورة الألوان" وأنه يهدف منه إلى تعليم الطفل أهمية الحوار لا الصدام .. والتكامل لا الصراع .. وتحدثت رسامة العمل عبير حسين عن سعادتها بهذا العمل ومعايشتها له واختيار الطريقة الرأسية في الرسم وأنها أحبت العمل لأنه يمس لديها قضية اعتماد معظم الرسامين على برامج الفوتوشوب في الرسم مع عدم معرفتهم كيفية استخدام الرسم باليد والذي يمنح الرسم الروح والحياة. وأكدت ضرورة إحاطة الفنانين بالوسائل الحديثة في الرسم لكن مع التمكن من الرسم باليد ..وأشارت في النهاية إلى ضرورة الاهتمام بالفن التشكيلي الذي هو أساس الذوق ويبعث على الفن والجمال والرقي في الحياة.