تحقيق - أحمد سراج: تصوير: رشدى أحمد - راجى ماجد - اشراف:- نادية صبحى هنا حلوان، موطن الهدوء والجمال، جزء منها من اليابان، حيث توجد الحديقة اليابانية على مساحة 12 فداناً، والتى تعد المتنفس الوحيد لأهالى حلوان، حيث لم يكن هناك أى حديقة أخرى بالمدينة، وقد اكتسبت شهرة واسعة لإقامتها على الطراز اليابانى، مما جعل المواطنين والزوار يقصدونها من مختلف أنحاء الجمهورية ولم يكن هناك رسوم لدخولها مع بداية افتتاحها، ومع الوقت عانت الحديقة التاريخية من التجاهل والإهمال حتى وصلت إلى حالة يرثى لها، مما دعا حكومة اليابان إلى أن تقدم عرضاً لمحافظة القاهرة لتجديدها على حسابها فى بداية التسعينيات وهو ما تم، حيث أصلحت الحديقة وأعيد افتتاحها للأهالى مع فرض رسوم للدخول للصرف على صيانتها.. بخمس جنيهات للدخول تستطيع التقاط الصور مع التماثيل الأثرية بالداخل. تحتوى الحديقة على بعض التماثيل التى ترمز لحقب تاريخية مختلفة، مثل تمثال زهرة اللوتس التى تحمل تمثال ذو الفقار باشا مصمم الحديقة، وحوله تماثيل لأفيال الشرق التى تحرس المكان، كما يوجد فى الحديقة تمثال لوجه الحياة، وهو عبارة عن امرأة تغمض عينيها مع ابتسامة خجل تعكس فكرة تقديس الشرق للمرأة، و48 تمثالاً لتلاميذ «شيبة» يجلس ليعلمهم الديانة البوذية أمام البحيرة الكبيرة، التى يوجد بها تمثال الحكمة الثلاثية التى تحث الإنسان على عدم التدخل فى شئون الغير «لا أسمع لا أرى لا أتكلم»، وهى عبارة عن ثلاثة قرود أحدها يسد أذنه فى إشارة إلى «لا أسمع»، والآخر يغمض عينيه فى إشارة إلى «لا أرى»، والأخير يضع يده على فمه فى إشارة إلى «لا أتكلم»، بالإضافة إلى بحيرة اللوتس وكشك الموسيقى والأشجار. أبواب الحديقة كلها مغلقة عدا الباب الرئيسى فهو مفتوح أمام الزائرين، وبعده يوجد طريق يقسم الحديقة إلى جزءين، على اليمين يوجد تمثال وجه الحياة، وبعد صعود السلم تجد مظلة كبيرة بها أماكن للجلوس بجوار تمثال لجسد ذو الفقار باشا دون رأسه تحمله زهرة اللوتس، وحوله تمثال «الأفيال الثلاثة» محاط بسور صغير من الحديد. المؤرخ سمير رأفت تحدث عن الحديقة اليابانية، ووصفها بأنها تعد تحفة فنية رسمتها الطبيعة، حيث يبلغ عمرها 93 عاماً، وأقيمت على مساحة 12 فداناً، على يد ذو الفقار باشا عام 1917 صممت على الطراز اليابانى بشكل أدهش العالم فى روعة التنسيق، ومن أشهر معالم هذه اللوحة التاريخية تمثال بوذا الشهير وعصابة «الأربعين حرامى»، الإهمال الذى طال الحديقة تسبب فى قطع رأس أحد التلاميذ. الحقيقة وراء قطع رأس التمثال أخبرنا بها أحد العاملين بالحديقة ورفض ذكر اسمه، حيث أكد أنه بعد تولى الإخوان حكم مصر قام أحد الملتحين بالدخول إلى الحديقة وقام بتكسير رأس التمثال. أثناء جولة «الوفد» بالحديقة رصدنا أنها تحتوى على بركتين للمياه إحداهما تمتلئ بالمياه من أجل الألعاب المائية والأخرى جافة، واستمراراً لحالة اللامبالاة قام أحد المتواجدين بخلع ملابسه وقام بالسباحة داخل المياه، دون أى رد فعل من القائمين على الحديقة.. الحديقة ملجأ للكلاب والقطط، حيث اعترض أحد المواطنين أثناء تواجده على دخول الكلاب للحديقة وتحدث ل«الوفد» قائلاً «أزور الحديقة كل فترة من أجل الترفيه عن أطفالى الصغار، إلا أن تواجد الكلاب بها يثير الرعب داخلهم، فكيف لإدارة الحديقة أن تتغاضى عن تلك الصورة السيئة وكأننا نجلس فى الشوارع».