أعرب جمال أسعد، المفكر السياسي، عن رفضه لمشروع قانون تجريم إهانة الرموز والشخصيات التاريخية، الذي أحاله البرلمان للجنة رئيس البرلمان للجنتي الشئون الدستورية والتشريعية والإعلام والثقافة والآثار، لأنه اعتبر هذا القانون حجر وفرض وصايا بشكل عام على الفكر والتاريخ. وقال "أسعد" في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، إن التاريخ به الكثير من المعلومات، موضحًا أن هناك فارق بين التأريخ والتحكم في التاريخ وقرءاته، فالمؤرخ الذي سجل الحادثة والواقعة من وجه نظره وما عاشه، أما القراءة التاريخية تختلف حسب من يقرأ ومن يحقق في هذه الواقعة. وأوضح المفكر السياسي أن التاريخ به عدة قراءات وتختلف قرائتها حسب الزاوية التي يتم تناولها، بجانب اختلاف قرائتها في زمنها وما بعده، فضلًا عن تأثير تعدد مصادر المعلومات على تلك القراءات، وذلك نتيجة إعادة صياغة الواقع ومدى ارتباط الظروف الموضوعية بها. وذكر أسعد مثال ل"أحمد عرابي" الذي يراه الكثيرون زعيم نتيجة الإيجابيات التي نشرت عنه من قبل المؤرخين، ولكن هناك من تحدث عن عرابي من زاوية أخرى كشف من خلالها سلبياته أيضًا، قائلًا:"يعني أحمد شوقي كان ضد عرابي وده علشان كان شوقي ميوله للسرايا، ولكن الاثنين لهم مكانة تاريخية كبيرة، وكذلك صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس ولكن هناك من يرى أنه سلم القدس فيما بعد وقتل الكثيرون، لذا لابد أن ندرك أن كل رمز تاريخي "له ما له" و"عليه ما عليه"، فمن زاوية التحقق التاريخي لكل رمز سلبيات وإيجابيات". وأضاف أن إعادة قراءة التاريخ تضيف للفكر والثقافة والعلوم، مشددًا على ضرورة البحث ووجود الرأي والرأي الآخر، بجانب أهمية احترام الرموز الوطنية ومكانتها ودورها، مشيرًا أن هناك دول خاوية من الرموز التاريخية والوطنية فتحاول خلقها، لافتًا لضرورة خلق الحوارات الأكاديمية، وخروج أشخاص أصحاب معلومات تاريخية موثقة يوضحون الآراء المختلفة من جميع الزوايا وطرحها أمام الجمهور في إطار ثقافي وطني يفيد الجميع.