بالأمس افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير البلاد المفدى مؤتمر الدوحة الثاني حول القدس؛ وهذا المؤتمر يهدف إلى تناول قضية القدس والبحث عن أفضل السبل لإنقاذها من براثن الصهاينة وإعادتها – كما كانت – تحت مظلة أهلها وأبنائها المقدسيين –خاصة- والفلسطينيين– عامة. القدس تمثل لكل المسلمين قيمة كبرى يستحيل معها أن يتركها المسلمون لعبث الصهاينة ومحاولاتهم الدنيئة لامتلاكها؛ فالقدس – كما نعرف – هي قبلة المسلمين الأولى، وهي مسرى نبيهم – عليه الصلاة والسلام – كما أن مسجدها " الأقصى " هو ثالث الحرمين الشريفين، ومنها سيخرج المسيح – عليه السلام – ينشر العدل بين جميع الأمم. ولأن الصهاينة لا خلاق لهم، ولا يحترمون الأديان كلها، وقد تعودوا طيلة عشرات السنين فعل ما يشاءون دون خوف من أحد. نهمهم لابتلاع القدس كلها زاد كثيرا في الأشهر القليلة الماضية مستغلين الوضع العربي المضطرب وكذلك الانتخابات الأمريكية التي اقترب موعدها، وهم محترفون في استغلال هذه المناسبات لصالحهم، والبوادر كلها ترجح أن القيادة الأمريكية لن تفعل شيئا – عدى بعض الكلام – لإيقافهم عن ابتلاع أراضي الفلسطينيين وإقامة المستعمرات عليها وهو ما يفعلونه حاليا. ومعروف أن دولة قطر تدعم القضية الفلسطينية؛ ماديا ومعنويا وهذا الموقف المشرف سيساهم كثيرا في إنجاح المؤتمر ومن ثم إنجاح قضايا القدس الملحة.. المدعوون من مختلف الأديان والجنسيات، وفيهم مسؤولون كبار، منهم أمين الجامعة العربية والرئيس الفلسطيني وأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي وسواهم، ولعل جهودهم – مجتمعة – تحقق ما تريده القدس وأبناؤها منهم.. والمؤكد أن الدعم القطري سيكون نقطة حاسمة في هذا السبيل. جهود الدوحة كانت واضحة – كذلك – في سوريا وأحداثها، سواء في مؤتمر تونس أو المؤتمرات التي كانت قبله، والواضح أن ثوار سوريا بحاجة إلى دعم سريع، ولعل كلمة سمو وزير الخارجية السعودي، كانت واضحة في هذا الاتجاه، وإذا ما التقى الجهد القطري والسعودي فإن الأمل في إنقاذ الشعب السوري سيكون كبيرا. السوريون يموتون يوميا، وقياداتهم لا هّم لها إلا البقاء ولو على جثث الآلاف من السوريين فهل نرى عملا سريعا يوقف هذه المجازر البشعة؟! سيتحدث التاريخ عن جهود قطر وحكامها وأبنائها ولن يبقى إلا ما يذكره. نقلا عن صحيفة الشرق القطرية