100 عام مرت على وعد من لا يملك لمن لا يستحق، حيث منحه السير إرثر جيمس بلفور، وزير خارجية بريطانيا، إلى المنظمة الصهيونية واللورد اليهودي ليونيل روتشيلد، وتعهد خلاله بأن حكومته ستبذل غاية جهدها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وجاء ذلك الوعد في مثل هذا اليوم 2 نوفمبر من العام 1917، بعد ثلاث سنوات من مفاوضات بين الحكومة البريطانية واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية، ووقتها سارعت كل من فرنسا وإيطاليا وأمريكا بتأييد بلفور والتضامن مع إقامة دولة لليهود على حساب الشعب الفلسطيني. وقال بلفور في رسالته ل روتشيلد «إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهومًا بشكل واضح أنه لن يؤتي بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى». وتبني بلفور فكرة إنشاء وطن لليهود؛ لأنه كان يرى في الصهيونية قوة تستطيع التأثير فى السياسية الخارجية آنذاك، فأسست كلماته الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين، بعد انتزاعها من أصحابها بالاحتلال والعدوان، حيث بدأت آنذاك توافد اليهود من شتى بلدان العالم إلى القدس، حتى بلغ عددهم في 1948 إلى نحو 50 ألف مهاجر. وعلى مدار ال 100 عام الماضية ويعاني الشعب الفلسطيني الأَمرين بسبب الاحتلال الإسرائيلي، الذي استباح كل شيء في وطنهم، وتسبب في قتل وتشريد الآلاف من أبنائه، حيث أجبر بعضهم للخروج بالقوة فلسطين في 1948، بالإضافة إلى قيامه بتدمير المجتمع. ويبلغ عدد الفلسطينيين اليوم أكثر من 12 مليون نسمة متفرقين في جميع أنحاء العالم، ويعيش في المنفى حتى اليوم أكثر من 6 ملايين فلسطيني، بينما تمكن 1.75 مليون نسمة فقط من البقاء في منازلهم. ويعيش نحو 2.9 مليون فلسطيني في الضفة الغربية في ظل الاحتلال العسكري، منهم 300 ألف من سكان القدس الأصليين الذين لا زالوا يقاومون السياسات الإسرائيلية التي تعمل على ترحيلهم قسرا من مدينتهم، بينما يعيش مليونا فلسطيني في قطاع غزة، السجن المفتوح الذي يدمر بشكل منتظم من قبل الآلة العسكرية الصهيونية، وذلك وفقًا لما ذكره الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقال له مع حلول الذكرى ال100 ل وعد بلفور. وفي الوقت الذي يصر فيه المسئولون الفلسطينيون على ضرورة اعتذار بريطانيا وتلويحهم باتخاذ إجراءات قانونية ضدها بسبب وعد بلفور، الذي كان سببًا في مأساة فلسطين الحالية، تأتي تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أن بريطانيا ستحتفل بفخر بالذكرى المئوية لصدور هذا الوعد. وقالت ماي، قبل أيام أثناء الرد على الأسئلة خلال جلسة لمجلس العموم البريطاني،«إننا نشعر بالفخر من الدور الذي لعبناه في إقامة دولة إسرائيل، ونحن بالتأكيد سنحتفل بهذه الذكرى المئوية بفخر".