قديما قال أساتذة الإعلام إن للإعلامي أو مقدم البرامج "طلة" تميزه عن الآخرين، وتدفع الجمهور لمشاهدته، إضافة إلى لباقته وغزارة معلوماته وفطنته، إلا أن واقع ما نعيشه من بعض الاعلاميين ونراه على شاشات الفضائيات يدفعنا لتغيير المصطلح القديم واستبداله ب"الإعلامي افتكاسة". "الافتكاسة" فى العامية المصرية، هى الأمر المستحدث، لكنه يشوبها كثير من الخداع والسير عكس التيار، بغرض الاختلاف عن الاخير حبا فى الشهرة، فنجد مذيعا قد يظهر ببطيخة على الهواء وآخر يقشر البطاطس، ثالث يتعمد اطلاق لفظ خادش أو شتيمة فى سياق انفعالى وكأنه "خرج عن هدومه" لتتلقفها أيادى رواد السوشيال ميديا، طمعا فى حصد لقب "الأعلى مشاهدة". منذ أيام خرجت علينا مذيعة قناة الحدث اليوم، لتعلن حدادها على شهداء قوات الأمن الذين قتلوا بيد الغدر فى طريق الواحات، حيث فاجأت، منال أغا، مشاهديها بقص شعرها على الهواء مباشرة، خلال تقديم برنامجها على فضائية "الحدث اليوم" مساء الخميس. وقالت المذيعة إنها تقص شعرها "اقتداء بتقاليد نساء الصعيد اللاتي يقمن بهذا الفعل عند سقوط قتيل لحين القصاص والحصول على الثأر"، مضيفة أنها تقوم بذلك الأمر تضامناً مع قتلى الشرطة في هجوم الواحات الذي وقع الجمعة الماضي وأسفر عن مقتل أكثر من 16 شرطياً. وطالبت المذيعة المصرية بمحاكمات عسكرية عاجلة وإعدامات فورية لكل من شارك في الحادث الإرهابي، مشيرة إلى أنها تتحدث "كسيدة مصرية عليها أن تقف مساندة ومؤازرة ومساندة للرجال لحين حصولهم على ثأر القتلى". وسرعان ما انتشر الفيديو على الإنترنت، ليكتشف رواد مواقع التواصل بعد التدقيق في الفيديو أن الإعلامية قامت بقص الشعر المستعار "الاسكتنشن" ولم تقم بقص شعرها الحقيقي كما ادعت قصها لشعرها حزنا على الشهداء، وهو ما اعترفت به فى تصريح لاحدى الصحف. ليست هذه الخدعة الاولى لتلك المذيعة، حيث قامت من قبل ظهرت الإعلامية منال أغا، في مشهد تمثيلي يبدو عليها أثار للضرب، موضحة أن ذلك سببه إعتداء زوجها عليها، فى مشهد قريب من مشهد منى ذكى فى فيلم أحكى يا شهرزاد، بل انهها رددت نفس كلمت الشخصية التى ظهرت فى الفيلم. وقالت وعلى وجهها ميكياج كانه أثار عنف فى برنامجها "سمك لبن تمر هندي" –وهو ذلك بالفعل-:" "فكرت أنى ألغي الحلقة، لكن قررت أني أواجه، مينفعش نحط راسنا في الرمال، الزواج مودة ورحمة مش إهانة وضرب وكسرة نفس، أنا مش لوحدي في مصر اللى بتتعرض للضرب والإهانة من زوجها، لحد أمتي هيحصل فينا دا، وهنفضل نتعرض للإهانة والعنف ونفضل ساكتين". ولم تكتفى بما سبق، بل ارتدت ملابس فرعونية فى احدى الحلقات، وقالت انها استدعت روح كليوباترا للتعقيب على تقرير لإحتلال القاهرة المرتبة الأولى فى الأكثر عنفا ضد النساء،، قائلة: "هذا التقرير استفز وطنيتها وقررت الرد عليه"، لافتة إلى أنها اكتشفت عن الحل الوحيد للرد عليهم هو طلب المساعدة من الملكة كليوباترا التى كانت المرأة في عصرها ملكة.