هاجم السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة تسفي مزال إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدعمها الربيع العربي في مصر والذي أقصى الرئيس السابق حسني مبارك، مشيرا إلى أن إدارته أخطأت في فهم الهوية الإسلامية المصرية، وأن هذا الربيع لم يأت بالديمقراطية الموعودة بل جاء بالإخوان الذين يعتبرون أمريكا أكبر عائق أمام حلمهم بإقامة نظام إسلامي في مصر، وإلغاء معاهدة "كامب ديفيد". وقال مزال في مقاله الذي نشر بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إدارة الرئيس باراك أوباما لم يتردد في الدعوة إلى تنحي مبارك عن السلطة بعد أسبوع من المظاهرات التي اندلعت في مصر، وكما يبدو انطلاقا من افتراض مفاده أن النظام الجديد الذي سيتشكل سيكون متحررا من قيود الديكتاتورية ويتجه بسرعة باتجاه الديمقراطية، ويعزز علاقاته مع الولاياتالمتحدة. وأضاف:"للأسف النتيجة مختلفة تماما، الكراهية للولايات المتحدة لم تتصاعد فقط كما يتضح من خلال استطلاعات الرأي العام والانتخابات البرلمانية، حيث فازت الأحزاب الإسلامية بحوالي 75% من عدد المقاعد وإنما أثبتت أن جهود الولاياتالمتحدة ذهبت أدراج الرياح، فالحقائق تبحث عن نفسها وهي خطيرة وصعبة وغير قابلة للهضم والاستيعاب، إقصاء مبارك لم يفتح الطريق أمام إقامة دولة ديمقراطية، على العكس النظام العسكري المؤقت الذي استولى على السلطة بدلا من مبارك، وأصبح يتبنى أساليب مماثلة إن لم يكن أكثر وحشية في قمع معارضيه ومنتقديه، وهو على استعداد للدخول في مواجهة مع الولاياتالمتحدة". وأوضح إن الانتخابات البرلمانية التي توصف بأنها الأكثر حرية والأكثر نزاهة من أي وقت مضى منحت الغالبية للأحزاب الإسلامية، وبرهنت على أن المعلقين قد أخطأوا في فهم الهوية الإسلامية المصرية، فالإخوان المسلمين الذين حصلوا على أغلبية تصل إلى 50% تقريبا في مجلس الشعب، ورغم أنهم يدركون أهمية المساعدات الأمريكية فإنهم يعتبرون الولاياتالمتحدة عنصرا معاديا يعيق تحقيق هدفهم الأساسي وهو إقامة نظام إسلامي في مصر، وفي المستقبل وعندما تقوى شوكتهم فإنهم سيعملون على إلغاء اتفاقية السلام بل والحرب ضد إسرائيل. وشدد على أن الولاياتالمتحدة ليست على استعداد للاعتراف بأنها فقدت حليفا إستراتيجيا وهي تواجه معضلة –هل أن عليها أن تتجاهل الأزمة ومظاهر العداء والاستمرار في تقديم المساعدات على أمل أن يعيد المنطق والمشاكل الاقتصادية الخطيرة في مصر التوازن في العلاقات بين الدولتين.