تحتفل سلطنة عُمان فى شهر نوفمبر بالعيد الوطنى السابع والأربعين. وخلال الفترة التى تسبقه تتوالى العديد من الفعاليات المهمة. وتشهد سلطنة عُمان تفعيلاً مستمراً لمفاهيم «دولة المؤسسات» وسيادة القانون، وكذلك التعاون بين «مؤسسات الدولة»، وفى مقدمتها مجالس: الوزراء، والدولة والشورى، وكذلك المجالس البلدية فى ظل حوار مجتمعى يعكس مفاهيم الديمقراطية الناضجة والخلاقة من خلال آليات عصرية تضمن ممارسة كاملة للشورى، مع تعزيز الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى. مع اقتراب حلول العيد الوطنى تتطلع السلطنة لاستهلال مرحلة جديدة فى أهم عصور التاريخ العُمانى الحديث. حيث أكدت مجموعة من التقارير التى أعدتها بيوت الخبرة العالمية أن سلطنة عمان آمنة ومستقرة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً تماماً بفضل سياستها المعتدلة، وفى ظل ما تتمتع به من مقومات وموقع استراتيجى وفقاً لمعايير المؤشرات العالمية. وأشارت إلى أن خطط التنمية تركز على منح الأمن الغذائى اهتماماً خاصاً، فى إطار متابعة الحكومة للبرامج التنفيذية للارتقاء بالإنتاج وتعزيز منظومة الاستقرار الاجتماعى. ومنذ أيام حدد السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان أهم مؤشرات ودلالات الأوضاع المحلية والإقليمية والعالمية الراهنة، والرؤية المستقبلية للتطورات المتوقعة لها، وذلك فى اجتماع عقده مجلس الوزراء برئاسته بحصن الشموخ فى ولاية منح. كما استعرض فيه آليات التعامل معها، انطلاقاً من المواقف الثابتة للسلطنة. وعلى الصعيد الوطنى العمانى أبدى السلطان قابوس ارتياحه لما تبذله الحكومة من جهود للتعاطى مع الأوضاع الاقتصادية العالمية مما ساعد على تحقيق معدلات مناسبة من النمو الاقتصادى فى المشاريع الاستثمارية مع الحفاظ على الخدمات التى تقدم للمواطنين، مؤكداً أهمية الاستمرار فى هذا النهج. كما وجه إلى الاهتمام بعدد من الجوانب التى تصب فى مصلحة الوطن وأبنائه وتؤمن للجميع دوام الخير والأمان. وشدد السلطان قابوس على دعم السلطنة كافة الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام والاستقرار لدول المنطقة لكى تواصل مسيرتها نحو تحقيق المزيد من التآلف والتقدم. من جانبهم أكد المحللون السياسيون أن كلمات السلطان قابوس عبرت عن المواقف الثابتة للسلطنة فى مجال السياسة الخارجية، حيث تقوم على مدار عقود بمبادرات تاريخية تسهم فى ترسيخ سياسات تعكس الاهتمام بتفعيل مبادئ حسن الجوار، فى ظل العمل على تحقيق الاستقرار فى منطقة الخليج العربى وصون السلام العالمى، مع إدانة الإرهاب والتطرف. فى هذا الإطار لم يكن من قبيل المصادفات أن نفس اليوم الذى تم فيه عقد اجتماع مجلس الوزراء قد شهد أيضاً أداء مجموعة من سفراء سلطنة عُمان لدى عدة دول، كل على حدة، قسم اليمين أمام السلطان قابوس فى حصن الشموخ فى ولاية منح أيضاً، وذلك قبل تسلمهم مهام عملهم فى العواصم العربية والعالمية، ومن بينهم سفراء السلطنة لدى: الكويت، وباكستان، والبرازيل، وتنزانيا، وماليزيا. وعلى صعيد العلاقات الخليجية تلقى السلطان قابوس بن سعيد فى نفس التوقيت دعوة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لحضور افتتاح متحف اللوفر فى أبوظبى فى 8 نوفمبر. وقد تسلم الدعوة يوسف بن علوى بن عبد الله الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية خلال استقباله بمكتبه محمد بن سلطان السويدى سفير دولة الإمارات. وتم خلال المقابلة استعراض علاقات التعاون القائمة بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها والأمور ذات الاهتمام المشترك.