طالب عدد كبير من المثقفين الحكومة برفع يدها عن الثقافة وفتح الباب امام الثقافة الخاصة لتقديم ما لديها بعيداً عن روتين الحكومة. جاء ذلك خلال مؤتمر "مستقبل الثقافة في مصر" الذي عُقد صباح اليوم بساقية الصاوي ضمن الاحتفال بمرور 9 سنوات على انشاء الساقية. حضر المؤتمر عدد كبير من الكتاب والمثقفين منهم الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة والدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة السابق والمفكر جلال أمين وبسمة الحسني مدير مؤسسة المورد الثقافية وياسر جراب مدير المشروعات الثقافية في تاون هاوس, والدكتور هبة شريف رئيس مكتب بروهلفستيا بالقاهرة ومدير المعهد الثقافي الألماني، وأدار اللقاء المهندس محمد الصاوي النائب البرلمان ومؤسس الساقية. تضمن المؤتمر الذي حضره عدد كبير من رواد الساقية أربعة محاور رئيسية أولها المنتج الثقافي وعلاقته بالهوية المصرية، والمحور الثاني علاقة الدولة بالمؤسسات الخاصة والجمعيات الأهلية، وتمثل المحور الثالث في تطوير المؤسسات الثقافية الحكومية، فيما كان المحور الأخير عن الثقافة والمجتمع والحرية. وأكد الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة خلال كلمته أن الهوية لها مفهوم افتراضي ومجرد ويتم الاستدلال عليه من خلال خصوصية او تميز معين، وهذا المفهوم موجود في كافة العلوم الانسانية سواء علم النفس او الاجتماع او السياسة أو حتى الفنون، موضحاً ان الهوية منها ماهو ايجابي ومنها ما هو سلبي. وأشار أن المجتمع المصري يُعاني حالياً من هوية سلبية، حيث يظل يفتخر بحضارة سبعة آلاف سنة وحبس نفسه خلالها ولم يفعل شيء ليحافظ أو يطور هذه الهوية، خاصة وأن الهوية تحتاج الى الاستمرارية. وطالب الدكتور جلال امين كافة المعنيين بأمور مصر عدم التركيز على قضية الهوية حتى لا نجد أنفسنا نبحث عن هوية ولا نجد ما ناكله. وحكى أمين عن موقف حدث له في احدى ندواته في الثمانينات، حيث كان سيلقى محاضرة عن الهوية الثقافية وشعر بفتور في الحضور وعدم تقبلهم للحديث وعندما سأل عن ذلك قال له أحد الحضور أن 80% من مياه الزقازيق ملوثة وان هم المواطن هنا هو البحث عن مياة نظيفة قبل البحث عن الهوية الثقافية. وأشار امين ان مسألة خلع الطربوش وقيام النساء بخلع الحجاب في ثورة 1919 لم يُحدث ازمة في المجتمع وقتها مثل التي تحدث الان على اشياء بسيطة كرغبة ضباط الشرطة اطلاق لحيتهم. وقال: "الاولى من اطلاق اللحية لضباط الشرطة هو اداء عملهم واستعادة الامن لان العمل واجب واللحية سنة. أما الدكتور عماد أبو غازي فأكد أن قضية الهوية مهمة ولكن هناك قضايا اهم في الوقت الراهن منها الحفاظ على لقمة العيش للمواطن، وطالب بوقف تدخل الحكومة في الحركة الثقافية وافساح المجال امام دور الثقافة الخاصة والتي اثبتت نجاحها مثل ساقية الصاوي وغيرها.