الأمم المتحدة تتهم سلطات ميانمار بمنع وصول المساعدات للنازحين دعا مجلس حكماء المسلمين لتشكيل لجنة تحقيق دولية في مأساة مسلمي الروهينجا، وشدد المجلس على ضرورة اضطلاع الأممالمتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية والإنسانية بمسئولياتها تجاه تلك الماسأة التي تتوالى فصولها منذ سنوات، مما أدى لمقتل وتشريد مئات الآلاف من مسلمي الروهينجا، فيما فشلت السلطات البورمية في توفير الحماية لمواطنيها. وحذر حكماء المسلمين من أن استمرار تقاعس المجتمع الدولي عن التدخل بحسم لإنهاء معاناة مسلمي الروهينجا في بورما، ووقف ما يتعرضون له من قتل وتهجير، يُشَكِّلُ تهديدًا جديًّا للأمن والسلم الدوليين، ويعكس مجددًا سياسة الكيل بمكيالين تجاه القضايا والأزمات الدولية، مما يغذي مشاعر الحقد والكراهية والتطرف عبر العالم. وأوضح حكماء المسلمين أن ميثاق الأممالمتحدة يخول لمجلس الأمن الدولي سلطة التدخل الدولي تحت الفصل السابع، في الحالات التي تشكل تهديدًا للأمن والسلم الدوليين، وشدد على أن الوضع في مناطق مسلمي الروهينجا يستوجب تشكيل لجنة تحقيق دولية بصلاحيات كاملة، لوضع السلطات البورمية أمام مسئولياتها الإنسانية والقانونية. وطالب مجلس حكماء المسلمين الدول والحكومات الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى التحرك السريع لتوفير كل أشكال الدعم لمسلمي الروهينجا، مشيرًا إلى ضرورة التطبيق العملي لقيم ومعاني الحج التي نعيش في ظلالها هذه الأيام وتجسد أسمى معاني الوحدة والأخوة بين المسلمين. ولفت المجلس إلى أنه سعى بالتعاون مع الأزهر الشريف للمساهمة في إنهاء مأساة مسلمي الروهينجا من خلال التواصل مع ممثلين عن مختلف أطياف المجتمع البورمي في القاهرة، ودعا المجلس حينها إلى ضرورة الوقف العاجل لكل مظاهر العنف وإراقة الدماء حتى يتسنى تحقيق السلام المنشود في البلاد، لكن الحكومة البورمية التي وعدت آنذاك بتحقيق ذلك تجاهلت تلك الوعود وازدادت الانتهاكات بحق المسلمين هناك. أعلنت الأممالمتحدة أمس، أن 87 ألف شخص معظمهم من الروهينجا المسلمين، هربوا من أعمال العنف في ميانمار، ولجأوا إلى بنجلاديش المجاورة، كما علقت ميانمار مساعدات الأممالمتحدة إلى آلاف المدنيين من مسلمي الروهينجا. وقال مكتب التنسيق التابع للأمم المتحدة إن 87 ألف شخص وصلوا منذ 25 أغسطس من ميانمار التي تشهد أعمال عنف. واندلع العنف بعدما هاجم أفراد من الروهينجا في 25 أغسطس نحو 30 مركزاً للشرطة تحت شعار الدفاع عن حقوق الأقلية المسلمة. وعلى الأثر، بدأ الجيش في ميانمار عملية واسعة النطاق في هذه المنطقة النائية والفقيرة، مما أجبر عشرات الآلاف على الفرار. وتحدثت الأرقام السابقة التي نشرت السبت، عن 60 ألف شخص معظمهم من الروهينجا فروا إلى بنجلاديش. ومنعت ميانمار جميع وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة من تقديم المساعدات من الغذاء والماء والدواء إلى آلاف المدنيين من الروهينجا. وأوقفت المنظمة الدولية عمليات التوزيع في ولاية راخين الشمالية بعد تجدد الاشتباكات في وقت لم تمنح السلطات المنظمات الدولية الإغاثية الإذن بالعمل. وقال مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في ميانمار للصحيفة البريطانية في بيان إن عمليات التسليم تم تعليقها لأن الوضع الأمني والقيود التي فرضتها الحكومة على الزيارات الميدانية جعلتنا غير قادرين على توزيع المساعدات. وأضاف البيان أن الأممالمتحدة على اتصال وثيق مع السلطات لضمان استئناف العمليات الإنسانية في أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أن المساعدات يتم تسليمها إلى أجزاء أخرى من ولاية راخين.