حوادث تقشعر لها الأبدان، أبطالها فقدوا آدميتهم وانتهكوا شرف أطفال عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم، ومع تكرارها تكونت صورة وحشية داخل أذهان الصغار الذين يتحولون إلى «شياطين» يفعلون الحرام فيما بينهم، فى ظل غياب الرقابة من قبل المسئولين عن الحضانات. واقع صعب تعانيه بعض الحضانات فى الفترة الأخيرة، حيث شهدت حوادث غريبة قلما كنا نراها فى السنوات الماضية، لتشير إلى قنبلة موقوته بتحول أطفال لا يتعدى أعمارهم العشرة سنوات إلى مجرمين، ففى شهر ابريل الماضى تم إحالة تلميذ للمحاكمة أمام محكمة الطفل، بأمر من نيابة مدينة نصر، بتهمة هتك عرض زميلته داخل حضانة خاصة بعدما استلمت النيابة تقرير الطب الشرعى، وأثبت تعرضها للاعتداء الجنسى. وطبقًا لآخر تقارير جهاز التعبئة والإحصاء، فإن نسبة القيد الصافى فى رياض الأطفال بلغت 27.7٪ للذكور، و27.6٪ للإناث فى الفئة العمرية من 4 إلى 5 سنوات من إجمالى السكان، وإجمالى عدد الأطفال المصريين أقل من 18 سنة بلغ نحو 33.3 مليون طفل، ما يمثل 36.6٪ من إجمالى السكان. وأشار التقرير إلى أن آخر احصائية لعدد دور الحضانة التابعة للقطاع العام والأعمال العام والهيئات العامة بلغ 27 داراً، عام 2015، تسع 2480 طفلاً، والملتحقين بها 1879 طفلاً، بينما بلغ عدد دور الحضانة التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى 13508، وبلغ عدد دور الحضانات الإيوائية للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية 101 دار، وملتحق بها 888 طفلاً. وكان آخر هذه الحوادث فى 14 أغسطس الماضى، حينما اعتدى مالك حضانة على طفلين شقيقين جنسيا فى أكتوبر، وهما «ى» 6 سنوات و«ا» 5 سنوات أثناء تواجدهما بالحضانة الخاصة بالمتهم، وتمكن رجال المباحث من ضبط المتهم، وكان قد ورد لقسم شرطة ثالث أكتوبر بلاغا من ربة منزل اتهمت فيه مالك حضانة بالاعتداء على طفليها، وبعرضهم على الطبيب، أكد تعرضهما للاعتداء الجنسى، وبضبط المتهم اعترف بارتكاب الواقعة، وتم تحويله للنيابة لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وفى 7 من شهر أبريل، أقدم «أ. م» 17 سنة، هتك طالب فى المرحلة الثانوية عرض طفل، لا يتعدى عمره 3 أعوام ونصف فى حضانة تعمل بها والدته، بدائرة قسم الجمرك بالإسكندرية، حيث استغل الطالب انشغال العاملين ليختلى بالطفل ويتعدى عليه جنسيًا ويصيبه باحمرار شديد فى فتحة الشرج بحسب ما أفاد به التقرير الطبى بعد عرضه عليه. وقدمت والدة الطفل «و. أ» 35 سنة، ربة منزل، بلاغا لقسم شرطة المنشية، يفيد بقيام «أ. م» 17 سنة، طالب ثانوى، بالتعدى جنسيًا على نجلها الطفل «أ. ك» 3 سنوات ونصف، التلميذ بدار حضانة الإسكندرية، وأضافت المبلغة بأن المشكو فى حقه يتردد على الحضانة لزيارة والدته العاملة بها. الأمر لن يتوقف على وقوع مثل هذه الحوادث داخل الحضانات، بل تحولت لساحات صراعات بين أولياء الأمور لما يحدث بين أبنائهم من اعتداءات وتحرشات جنسية ولفظية، ففى مارس الماضى اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعى بسبب واقعة أخرى لصراعات بعض الأمهات حول ما يحدث لأبنائهم تحت مسمى «خناقة المعزة». وتعود تفاصيل الواقعة حينما نشرت احدى الأمهات مقطعًا صوتيًا على جروب ال«واتس آب» خاص بمدرسة ابنتها، وقالت إن ابنتها تعرضت لتحرش من قبل زميل بفصلها، وقام باحتضانها وتقبيلها، ليرد عليها والد الطفل المتحرش قائلاً المثل الشعبى: «اللى عنده معزة يربطها». واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعى بتلك الواقعة، وانهالت الردود بين مؤيد ومعارض، وتصدر هاشتاج على موقع «تويتر» تحت عنوان «اللى عنده معزة يربطها» للتعليق على خناقة أولياء الأمور. الدكتورة هبة العيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، قالت إن هذه الحوادث ناجمة عن التعامل الخاطىء من الأسرة للطفل، فحال رغبته السؤال عن أشياء جسدية ونفسية وجنسية تظهر له، يرفض الأهل الرد عليها من منطلق أنهم مازال أعمارهم أصغر من التحدث فى مثل هذه الأشياء، مما قد يدفع الطفل لمشاهدة أفلام إباحية للتعرف على ما يريده، ليعكس بداخله من صورة جنسية تستثيره. وأضافت عيسوى ل«الوفد»، أن هذه المشاهد تصيب الطفل بالكبت، ما يدفعه لمحاولة إخراج طاقاته مع غيره من الأطفال مما يتسبب فى هذه الحوادث، مشيرة إلى أنه لا يوجد ما يمسى اغتصاب بين الأطفال لأنهم لم يصلوا لهذه المرحلة العقلية، ولكن ما يحدث هو ما يسمى ب"اللعب الجنسى بين الأطفال" وهو عبارة عن لمس جسد فقط.