منذ أن وضعت الجماعات المتطرفة قدمًا في مصر، وهي تحرص على القيام بعملياتها الإرهابية في المناسبات الدينية والأعياد، الأمر الذي يحول الفرحة إلي كابوس وحزن. وأيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، تلك المناسبة التي استغلها هؤلاء الإرهابيون على مدار السنوات الثلاث الأخيرة في التفجير والترهيب والقتل. ففي أكتوبر من العام 2013، وقبل عيد الأضحى بيوم، أحبطت قوات الجيش وخبراء المفرقعات محاولة تفجير قنبلتين بمبنى مجلس مدينة نخل بوسط سيناء، وبعد مرور 4 أيام فقط انفجرت سيارة ملغومة قرب مبنى للمخابرات الحربية في الإسماعيلية. وقبل عيد الأضحى بيومين في 2014، وقع انفجار في بولاق أبوالعلا، وفي ثالث أيام العيد وقع تفجير آخر في مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، وكان يستهدف خط المياه الرئيس بالمدينة، وأسفر الانفجار عن إصابة طالب. وفي عيد الأضحى 2015، زرع تنظيم بيت المقدس الإرهابي عبوة ناسفة، استهدفت مدرعة كانت تُقل جنود الشرطة تسير على الطريق الدائري جنوبالعريش، وأسفرت عن استشهاد مجندين من قوات الشرطة بالعريش وإصابة 15 آخرين. وفي 2016، وفي رابع أيام عيد الأضحى، أصدرت حركة حسم الإرهابية بيانًا أعلنت فيه تبينها تفجير محيط نادي الشرطة بدمياط، الذي أدى وقتها إلى إصابة عدد من قوات الأمن، بينهم العقيد معتز سلامة؛ رئيس قسم الإطفاء، متوعدة بمزيد من العمليات الإرهابية. وفي هذا الصدد، علق اللواء نصر سالم؛ رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق، على تكرار الحوادث الإرهابية بأيام العيد واختيار الإرهابيون للأعياد للقيام بعملياتهم التفجيرية، أن سببه تخيلهم أن هناك حالة من الاسترخاء في هذه الأيام. وتابع في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أنهم يعتمدون على عنصر المفأجاة في عملياتهم الإرهابية، من خلال اختيار توقيت مباغت وغير متوقع، فيلجئون إلى ذلك في الأعياد والمناسبات. وأكد سالم، أنه على عكس توقعات الجماعات الإرهابية، فإن قوات الأمن تكون في حالة تأهب واستعداد تام في هذه المناسبات، مشيرًا إلى أنها ستأخذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لمنع الإرهابيين بالقيام بمثل هذه الجرائم في عيد الأضحى المقبل. وطالب المواطنين بضرورة مساعدة قوات الشرطة، وأن أي مواطن يشك أو يشتبه في أي شيء أن يقوم بإبلاغهم على الفور. وذكر اللواء محمد عبدالله الشهاوي؛ الخبير الأمني ومستشار كلية القادة والأركان بالقوات المسلحة، أن الجماعات الإرهابية دائمًا ما تلجأ إلى أساليب وتكتيكات المتوقع واللامتوقع، لذلك تأتي تفجيراتهم في الأعياد. وأضاف في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن هؤلاء الإرهابيين دائمًا ما يريدون تعكير صفو المواطنين، من خلال تفجيراتهم للمنشآت الحيوية والكنائس والمساجد في المناسبات الدينية والأعياد الوطنية. وبين الشهاوي، أن الشرطة والقوات المسلحة ستقوم بالدفاع وتأمين كافة المنشآت الحيوية خلال أيام عيد الأضحى، ولكن يجب على الجمهور أن يكون له دور، من خلال الإبلاغ إذا وجدوا أشياء متروكة في الطريق أو أناس غرباء، مؤكدًا أنه ليس الشرطة والجيش من يكافحون الإرهاب ولكن لابد أن يكون للشعب دور.