أثارت الفتاة مونيكا صدقى، طالبة كلية الصيدلة الجدل بعد اشتراكها فى جروبات على مواقع التواصل الاجتماعى، من بينها جروب وصفحات تحمل اسم «كيف تشقطين ذكراً»، بهدف التعرف على الشباب، حالة من الجدل وسط مطالب بحتمية تشديد الرقابة على مثل هذه الصفحات التى أصبحت تشكل خطراً كبيراً على مستقبل الشباب والفتيات. وفوجئت طالبة الصيدلة بنشر العديد من الصور لها، وهى مرتدية ملابس تظهر أجزاء من جسدها؛ بسبب وجود تلك الصور على الجروبات أو الصفحات الإلكترونية التى اعتقدت أنها مغلقة للفتيات فقط، وما شابه ذلك، لتفتح الباب حول هوية الصفحات ومؤسسيها والهدف منها، إلى جانب توخى الحذر من الاشتراك بها أو أى صفحات مجهولة. وانتشرت مثل هذه الصفحات بشكل كبير، خلال الفترة الماضية، لتستقطب العديد من الشباب والفتيات، منها جروبات تدعى أنها مغلقة للفتيات فقط، أو الشباب فقط، ومن ثم يتم الحديث عن الأمور الخاصة، منها ما هو حياتى وجنسى، إلى جانب نشر صور وأمور خاصة ثم تكون الكارثة فى تداول الصور عبر النشطاء المتنكرين داخل الجروب فتيات، «فتاة داخل جروب شبابى» و«شاب فى جروب فتيات». ووصفت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، عضو مجلس النواب، الجروبات من هذا النوع بأنها «فتنة هذا الزمان، ووباء حلَّ على المجتمع المصرى لسوء استخدام وسائل الاتصال الحديثة بدلًا من استغلالها فى أشياء مفيدة وللجانب الإيجابى لها». وطالبت أستاذ العقيدة والفلسفة فى حديثها ل«الوفد» أجهزة الدولة بتنقية الصفحات والجروبات وإلغاء جميع الصفحات والجروبات المجهولة وغير المفيدة خاصة التى تحمل أسماء إباحية أو ما شابه ذلك، إلى جانب، وضع ضوابط على إنشاء الجروبات وليس تركها مثلما يحدث الآن كونها بمثابة اجتماعات تضم المئات والآلاف. وقالت «نصير»، من السهل الترويج لأفكار وتصرفات شاذة عبر تلك الجروبات، ومراقبتها ضرورة حتمية، مستكملة حديثها «مثلما تراقب الصفحات الداعمة للإرهاب والعنف، يجب أن تراقب تلك الصفحات كونها لا تقل خطورة عن الإرهاب كونها تعمل على انهيار المجتمع وانعدام القيم والأخلاق، وأصبحت أشد خطراً من الوباء أو المرض الجسدى». وترى الكاتبة دعاء عبدالسلام، خبيرة علم النفس والعلاقات الاجتماعية، أن لجوء الفتيات أو الشباب لإنشاء مثل هذه الصفحات والجروبات يعبر عن اضطراب سلوكى ينتج عنه البحث عن شاب أو فتاة لملء فراغ أو هروب من الواقع، قائلة «البعض يرى فى ذلك هروباً من الواقع لكنه مجرد وهم، سرعان ما تظهر كوارثه وأضراره». وأوضحت خبيرة علم النفس فى حديثها ل«الوفد»، أن تلك التصرفات تعبر عن قلة أو انعدام التربية والنشأة داخل الأسرة، لعدم تربية الابن أو الابنة على الأخلاق والتقاليد التى يجب أن يسير عليها، منتقدة الحديث بشكل عام عن الأمور الشخصية البحتة على الصفحات الإلكترونية، قائلة «للأسف أصبحت بيوتنا وحياتنا مرتعاً للجميع عبر الصفحات بهدف التفاخر أو حب الظهور أو إنشاء علاقات دون دراية بالخطر الأكبر». وذكرت «عبدالسلام»، أن الأمور تحتاج إلى رقابة حقيقية من أولياء الأمور الذين يجيدون التعامل مع الإنترنت والصفحات بمعرفة الصفحات التى يشترك فيها أبناؤهم، خاصة صغار السن قائلة، «والأفضل من كل ذلك تجنب الحديث فى الأمور الخاصة سواء مع من نعرفهم أو غيرهم عبر الإنترنت تفادياً لاستغلال ذلك بشكل أو بآخر مثلما نرى بشكل يومى». واختتمت خبيرة علم النفس حديثها قائلة «إنشاء مواقع التواصل الاجتماعى كان مخططاً مخابراتياً للرؤية والاطلاع على العالم أجمع دون عناء، وللأسف يغرق الكثيرون فى مثل هذه الأمور دون حس إنسانى أو وطنى أحياناً».