لا يمر موسم للحج دون أن يكون فيه لرجال الأمن دور مفصلي؛ لدورهم في السهر على راحة الحجاج خلال أداء عبادتهم، رافعين شعار «في خدمة ضيوف الرحمن». وقد كان للدور الأمني الذي قامت به المملكة على مدار الأعوام السابقة، الأثر البالغ والحاسم في إنجاح مواسم الحج، وبشهادة الجميع، وقد ثبتت فعالية وكفاءة الأمن في هذه المواسم المقدسة من ناحية القدرة في التخطيط والتنفيذ، وحشد وتوظيف الإمكانيات البشرية والمادية. وفضلاً عن دورهم الأمني المهم، يقدم رجال الأمن صوراً إنسانية عدة؛ فهذا يمسك بيد حاج كبير في السن ويساعده على أداء نسكه، وآخر يُرشد تائهاً، وذاك يحمل طفلاً أعياه التعب، أو يسقي حاجاً ليخفف عنه حرارة الطقس اللاهب، على امتداد رحلة الحج، بدءاً من دخول ضيوف الرحمن مكةالمكرمة، وصولاً إلى المشاعر المقدسة من منى، مروراً بعرفات إلى مزدلفة. إحدى تلك الصور ما أظهره مقطع فيديو العام الماضي لرجل أمن سعودي يحمل حاجّة كبيرة في السن لتتمكن من أداء شعائر الحج بيسر وسهولة، ولاقى المقطع رواجاً كبيراً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبّروا عن إعجابهم برجال الأمن، وتفانيهم في عملهم. تعمل وزارة الحج بالتعاون مع الداخلية السعودية، على نشر رجال أمن على امتداد المشاعر المقدسة، يجيدون أكثر من لغة، بحيث يسهل عليهم مساعدة الحجاج، وتقديم العون، والتفاهم مع مختلف الجنسيات، وكسر حاجز اللغة الذي قد يشكل عائقاً أمام الكثيرين من حجاج بيت الله الحرام. ولطالما سخرت المملكة العربية السعودية جميع الإمكانات سعياً لتوفير أجواء آمنة مستقرة لحجاج بيت الله الحرام، متخذة من القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة وسيلة رئيسية لبسط الأمن في جميع المشاعر المقدسة والأماكن داخل المدينتين المقدستين مكة والمدينة. وتعمل المملكة - نظراً لأهمية واجبات القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة - على جعل جاهزية تلك القوات في أعلى مستوياتها؛ بالتدريب المستمر والمكثف على مختلف الصنوف القتالية والأمنية، وهو ما يجعل الأمن مستتباً على الرغم من الأعداد الغفيرة للحجاج الذين يفدون إلى الحج من شتى بقاع العالم.