بعد أن احتضنت عدد من الدول الأوربية قيادات الجماعات الإرهابية ووفرت لهم ملاذًا آمنًا، لم تتخيل هذه الدول أن ينقلب السحر على الساحر وتصبح عاجزة عن توفير الأمن والأمان لمواطنيها من الإرهاب الذي استخدم "الدهس" و"الطعن" وسيلة لحصد أرواح الأبرياء، لتصبح السيارة التي يستقلها سلاح جديد "لدهس الأبرياء" وحصد أرواحهم في رسالة تؤكد على أنه لا مفر من تكاتف الدول والوقوف صفاً واحدًا للقضاء على الإرهاب. بريطانيا أعلنت الشرطة البريطانية، عن إصابة ستة أشخاص في مدينة نيوكاسل، شمال شرق بريطانيا بعد صلاة عيد الفطر، في حادث دهس، وقالت الصفحة الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي لمسجد "نيوكاسل" المركزي، إن سيارة اصطدمت بمشاة فور انتهاء صلاة عيد الفطر، في حين ذكرت الشرطة أن الحادث وقع خارج مركز ويست غايت الرياضي. ولم تتوقف حوادث الدهس حيث قام ثلاثة أشخاص يقودون حافلة باتجاه مشاة على جسر لندن مساء يوم 3 يونيو قبل أن يطعنوا أفرادًا في حانات ومطاعم بالقرب من سوق بروج، وقتل في الهجوم سبعة أشخاص. وفي 18 يونيو 2017 قتل شخص وأصيب 10 آخرين الاثنين عندما دهست سيارة فان المارة قرب مسجد شمال لندن في واقعة تحقق فيها شرطة مكافحة الإرهاب، وفق الشرطة البريطانية التي قالت إنها تتعامل مع "حادث كبير" بشارع سيفن سيسترز. وأشارت إلى أن ثمانية أشخاص نقلوا لثلاثة مستشفيات وتم علاج اثنين أصيبوا إصابات طفيفة في موقع الحادث. وقالت شرطة مكافحة الإرهاب "نعتبر حادثة الدهس عملاً إرهابياً"، مؤكدة أن "جميع الضحايا من المسلمين" فيما قال قائد شرطة لندن إن حادثة الدهس كانت "بشكل واضح" هجومًا على المسلمين. السويد اقتحمت شاحنة مسروقة منطقة للمشاة في وسط ستوكهولم في 7 أبريل قبل أن تصطدم بمتجر كبير ما أسفر عن مقتل ثلاث أفراد وعدد من الجرحى، وقال رئيس الوزراء ستيفان لوفين إن "كل الأمور تشير إلى عمل إرهابي". إسبانيا شهدت المنطقة السياحية "برشلونة" أكثر الطرق ازدحامًا في إسبانيا، حادثًا مروعًا بعد أن قامت حافلة بدهس حشد من المواطنين، وأسفر عن مقتل 13 شخصًا وإصابة 32 آخرين. وقالت صحيفة "الباييس" الإسبانية، إن تنظيم داعش الإرهابي، وراء حادث الدهس، وطالب رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، السلطات ببرشلونة أن تكون الأولوية لنقل المصابين من الحادث. ألمانيا سالت الدماء في قلب ألمانيا بعد استهداف سوق أعياد الميلاد في "برلين" في عمل إرهابي في 19ديسمبر 2016 ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا. وسرق أنيس العمري، تونسي الجنسية والمؤيد لتنظيم "داعش" الإرهابي شاحنة، وقادها باتجاه حشد من الناس، وقتل 12 شخصًا وإصابة نحو 50 آخرين في أحد أشد الهجمات دموية في ألمانيا منذ عقود. النمسا اقتحم سائق، 26 عامًا، بسيارته وسط مدينة جراتس في 20 يونيو عام 2015 ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 34 معظمهم من بين رواد المقاهي والمتاجر، وقضت إحدى المحاكم في نهاية المطاف بعدم أهليته للمثول للمحاكمة. فرنسا لم تسلم فرنسا من العمليات الإرهابية وشهدت منذ يناير 2015 موجة من الاعتداءات أوقعت 239 قتيلًا واستهدف آخرها قوات الأمن بصورة خاصة في مواقع ذات قيمة رمزية. وأعلن مدعي عام باريس لمكافحة الإرهاب، فتح تحقيق في حادث دهس الجنود، الذي وقع أمام ثكنة عسكرية، وأسفر عن مقتل 6 جنود فرنسيين. وطالب مصدر قضائي من محققي مكافحة الإرهاب بالتعاون مع المخابرات الفرنسية، التحقيق فى حادث عملية الدهس، مضيفًا "لرويترز" أن الحادث يبدو أنه عمل إرهابي. وأدانت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي الهجوم، حيث وصفت فى بيان نقل راديو "فرنسا الدولي" اليوم الأربعاء مقتطفات منه - هذا الهجوم ب "العمل الجبان". ثم قام شخص مريض نفسي بدهس حشد من الناس في مدينة نيس بفرنسا أثناء احتفالهم باليوم الوطني في 14يوليو عام 2016، وخلف الحادث الذي أعلن تنظيم داعش الإرهابي فيما بعد مسؤوليته عنه، مقتل 86 شخصًا وإصابة أكثر من مائتي شخص آخرين. هولندا حاول شخص أن يصدم سيارته الخاصة بحافلة مكشوفة كان على متنها الأسرة الملكية الهولندية في 30 أبريل عام 2009، لكنه لم ينجح في إصابة أي فرد من الأسرة الملكية، وتسبب في مقتل سبعة من المارة تصادف وجودهم لحظة وقوع الحادث وإصابة عشرة آخرين.