استقبل د.السيد البدوى رئيس حزب الوفد وعدد من قيادات الحزب سفير فنلندا فى القاهرة روبير توتا نزى آلبى بمقر الحزب بالدقى. وطرح السفير الفنلندى - خلال اللقاء- العديد من التساؤلات حول الفترة الانتقالية فى مصر، ولجنة إعداد الدستور الجديد، وانتخاب رئيس الجمهورية، وقضية منظمات المجتمع المدنى، واستوضح عن رؤية حزب الوفد فى هذا الشأن، مؤكدا على الصداقة بين مصر وفنلندا واهتمام بلاده باستقرار مصر. من جانبه، أكد د.السيد البدوى رئيس حزب الوفد أنه سيتم فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية فى 10 مارس القادم، وأن حزب الوفد قدم مبادرة من خلال البرلمان وتم طرحها على الرأى العام وتستهدف أن تتم انتخابات رئاسة الجمهورية والاستفتاء على الدستور فى يوم واحد هو 30مايو القادم. وأشار البدوى إلى أن إعداد الدستور الجديد لن يأتى من فراغ، خاصة وأن مصر لديها عدة دساتير آخرها دستور 1971، الذى يعد دستورا جيدا فى أبوابه الأربع الأولى الخاصة بالحقوق والواجبات والحريات العامة. وأضاف البدوي أن الباب الخامس بالدستور والخاص بسلطات رئيس الجمهورية يحتاج إلى تعديل جذرى، فضلا عن وثائق الأزهر ووثيقة التحالف الديمقراطى من أجل مصر والتى تؤسس لدولة مدنية ديمقراطية حديثة وعادلة أساسها المواطنة، وسيادة القانون والعدل والمساواة، وتجرم التمييز بين المصريين، وتؤكد أنه لا فرق بين مصرى ومصرى على أساس الدين أو الجنس، كما تؤكد على الوحدة الوطنية وحرية العقيدة، وحق غير المسلمين فى ممارسة عقائدهم. وأضاف البدوى: "وتضمنت وثيقة التحالف الديمقراطى لأول مرة أنه من حق غير المسلمين الاحتكام لشرائعهم فى أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية"، مشيرا إلى أن الدستور لا تضعه الأغلبية لأنها بطبيعتها متغيرة، وبالتالى من المؤكد أن يشارك فى إعداد الدستور ممثلون للأحزاب والنقابات المختلفة، والمرأة والأزهر والكنيسة والشباب ومنظمات المجتمع المدنى، والاتحادات النوعية كالعمال والفلاحين وغيرها بحيث تكون الجمعية التأسيسية معبرة عن كل فصائل الشعب المصرى. وشدد على أن الوفد له ثوابت ومبادئ وهى تراث وطنى توارثناه عن آبائنا وأجدادنا ولا يملك أحد فى الوفد أن يخالف هذه الثوابت، مشيرا إلى أن الوفد هو الحزب الوحيد الذى خاض الانتخابات البرلمانية منفردا فى مواجهة الحرية والعدالة (13 حزبا ً) والسلفيين (4 أحزاب) والكتلة المصرية (4 أحزاب) وفى مواجهة استقطاب دينى حاد إسلامى ومسيحى. وأكد البدوى على أهمية الاستثمارات الأوروبية فى مصر نظرا ً لما تتمتع به من موارد وطبيعة، قائلا: سواحلنا تمتد على شاطئ البحرين الأحمر والمتوسط ولدينا آثار فرعونية وقبطية وإسلامية ومناخ معتدل، وبترول وغاز ومياه وأراض صالحة للزراعة ومياه النيل ومعادن، والأهم من كل ذلك أن لدينا عنصرا بشريا متميزا، وسوقا كبيرا به ما يقارب ال 90 مليون مستهلك. وشدد البدوى أن الديمقراطية والتنمية وجهان لعملة واحدة وأنه لا حاجة لدعم منظمات المجتمع المدنى التى تعمل فى المجال السياسى. وأضاف ردا ً على استفسار السفير الفنلندى أن حرية تكوين الأحزاب حاليا متاحة لكل مواطن مصرى، وبالتالى فإن توجيه الدعم إلى الفلاح المصرى أو التعليم أو مكافحة الفقر هو الأفضل، مشيرا إلى أن الشعب المصرى يرفض التدخل فى شئونه الداخلية. وأكد على أن القضاء المصرى مستقل ولا أحد يتدخل فى عمله، وأن مصر دولة مستقلة ذات سيادة ولديها حساسية شديدة من التدخل الأجنبى فى شئونها الداخلية. وقال البدوى إن هناك 40 ألف منظمة مجتمع مدنى تعمل فى مصر ولكنها تحترم القانون المصرى وتعمل وفقاً لما ينص عليه فى هذا الشأن. وشدد رئيس الوفد على أن مصر ستتخطى هذه المرحلة الانتقالية، مؤكدا اهتمام الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بأن يقوم مجلس الشعب بإصدار القوانين التى تحقق العدالة الاجتماعية، مطالبا أوروبا بالاستثمار فى مصر لأنها سوق كبير ومستقر. وتعقيبا على ذلك، أكد السفير الفنلندى أن استثمارات الشركات الفنلندية مستمرة فى مصر وهناك اهتمام كبير باستقرار مصر، كما أكد خلال اللقاء على معرفته الجيدة بحزب الوفد وبزعماء الوفد خاصة سعد باشا زغلول ومصطفى باشا النحاس. وقال: إن حجم التبادل التجارى حاليا بين مصر وفنلندا وصل إلى 200 مليون دولار، ويأمل فى أن يشهد زيادة فى الفترة القادمة. حضر اللقاء من قيادات حزب الوفد فؤاد بدراوى سكرتير عام الحزب ، وأحمد عز العرب نائب رئيس الحزب، وحسام الخولى السكرتير العام المساعد للحزب، و د. كاميليا شكرى واللواء سفير نور، والمهندس حسن شعبان مساعدو رئيس حزب الوفد.