تساءلت صحيفة "جارديان" البريطانية من يمثل الشرعية الرئيسية في مصر؟! ورأت أن السبب الرئيسي الذي أجج الاحتجاجات في الفترة الأخيرة وجعل الثورة مستمرة هو النضال من أجل الشرعية التي أصبحت ممزقة بين المتنازعين الثلاثة البرلمان المصري والمجلس العسكري، والثوار في ميدان التحرير. وتابعت الصحيفة قائلة أنه على الرغم من أن الثورة اندلعت في البداية احتجاجا على الظلم وتردى الاوضاع المصرية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عهد المخلوع حسني مبارك، إلا أن أكبر ميزات هذا العهد هو استقرار الأوضاع وعدم تنازع الشرعية بين مؤسسات الدولة والشارع. وعلى الجانب الآخر نجح الشباب المصري في سحق فكرة التوريث، والتي تحولت إلى نقطة ضعف مبارك، وضربت علاقته بالجيش، مشيرة إلى أن القادة العسكريين عانوا بين اعتراضهم على توريث السلطة وبين حماية شرعية مبارك ولكن في النهاية، كان الرأي النهائي لثوار التحرير الذين حسموا المسألة واقتنصوا الشرعية وجعلوها في قبضة الميدان والثورار، ولكن النزاع لا يزال مستمرا، على حد تعبير الصحيفة. وتابعت الصحيفة أنه كان من المتوقع عدم تقبل المجلس العسكري للشرعية الشعبية والثورية في الميدان، كما كان من المتوقع وهو التابع للنظام البائد أن لا يحترم الثورة بالشكل الكافي، وخاصة انه كان ينظر إلى الثورة على أنها تهديدا لشرعية الجيش السياسي والثوري، الذي ورث انقلاب الضباط الأحرار منذ عام 1952 وعلى مدى السنوات ال60 الماضية، في ظل الحكم العسكري بدءا من جمال عبد الناصر وحتى حسنى مبارك مرورا بأنور السادات. وتساءلت الصحيفة "ماذا عن شرعية البرلمان؟" في وقت تجسد فيه الثورة وشباب التحرير الشرعية الحقيقة فهو من ضغط على المجلس العسكري لتحديد جدول زمني للانتخابات البرلمانية في احتجاجات يوليو الماضي.، وغيرها من القرارات التي دفعها الشارع إلى حيز التنفيذ رغم أنف العسكري. وأشارت الصحيفة إلى علو الأصوات في البرلمان الذي أحيانا ما يختلف مع الشارع متسائلة: "من له الأولوية البرلمان أم الميدان؟! في الوقت الذي يسعى فيه النشطاء لمعرفة كيف سيدعم البرلمان والميدان كل منهما الآخر". وفي اطار ذلك, أوضحت الصحيفة أن الإجابة على هذا السؤال تكمن في حقيقة القوة المهيمنة على البرلمان التي انتخبه المصريين لتمثيلهم في البرلمان، مؤكدة ان هذا لايعني السماح له بالعمل دون مساءلة من الرأي العام, فبطبيعة الحال، فإن البرلمان الثوري ينبغي أن يكون أداة من الأدوات المشروعة لتحقيق أهداف الثورة. وتابعت الصحيفة أن هذا التناقض يفسر الاشتباكات التي وقعت في وقت مبكر بين المتظاهرين وجماعة الإخوان، التى شكلت حائطا بشريا لتوقف المسيرات من الوصول إلى البرلمان في اعتقاد منهم بأن البرلمان هو من يمتلك الشرعية وحده. ورأت الصحيفة ان النضال من أجل الشرعية لن ينتهي سريعا, فمن الواضح أنه في مصلحة مصر ودعم الثورة، والمطالبة بالرحيل الفوري للجيش واجراء انتخابات رئاسية مبكرة.