في رسالة شديدة اللهجة وفي تطوّرٍ غير مسبوق في العلاقة بين الكويتولبنان، ألمحت الكويت للمرة الأولى إلى إمكان إعادة النظر في العلاقة بين البلدين الشقيقين الكويتولبنان بسبب الدور السلبي ل«حزب الله» اللبناني في «خلية العبدلي» ودعت الكويت الحكومة اللبنانية إلى ضرورة ردع ممارسات الحزب التي اعتبرتها الرسالة «تهديداً لأمن البلاد واستقرارها». وقد تسلم وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الرسالة، من سفير دولة الكويت في لبنان عبد العال القناعي، وذكرت مصادر صحفية أن صداها تردد واسعاً في بيروت التي بدت قلِقة من الفاتورة التي يدفعها لبنان جراء تَورُّط «حزب الله» الأمني والعسكري وذلك في الوقت الذي كانت تنتظر فيه المصطافين الكويتيين الذين غالباً ما كانوا طلائع المواسم العامِرة في الربوع اللبنانية. وأشارت المصادر إلى أن وزير الخارجية اللبناني قد تسلم رسالة خطية طُبع عليها «سرّي»، أشارت في نصها إلى أن حكم محكمة التمييز الصادر في قضية «خلية العبدلي» الإرهابية أكد «مشاركة (حزب الله) اللبناني في التخابر وتنسيق الاجتماعات ودفع الأموال وتوفير وتقديم أسلحة وأجهزة اتصال والتدريب على استخدامها داخل الأراضي الكويتية لما سُمي بخلية العبدلي الإرهابية للقيام بأعمال عدائية ضدّ دولة الكويت. وأكدت الرسالة أن حكومة الكويت تعتبر تصرفات الحزب «تهديداً لأمن واستقرار البلاد وتدخلاً سافراً وخطيراً في الشأن الداخلي». ودعت الرسالة الحكومة اللبنانية ضرورة القيام بدورها من منطلق العلاقات المتميّزة التي تربط البلدين الشقيقين وممارسة مسئولياتها تجاه وقف هذه التصرفات غير المسئولة على اعتبار أن حزب الله أحد مكوّنات الحكومة اللبنانية وضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بردع هذه الممارسات وإفادة الكويت بتلك الإجراءات حفاظاً على علاقات الأخوة القائمة بين البلدين الشقيقين. وكشفت مصادر صحفية عن وجود اجتماعات مكثفة عقدت في بيروت بين كبار المسئولين في الحكومة اللبنانية والسفير الكويتي لديها خاصة وان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري aريك «حزب الله» في ما يُعرف بالثنائية الشيعية، معروفٌ بعلاقته الودية الكبيرة مع الكويت وقيادتها.