اتجه أهالي قرى مراكز محافظة سوهاج العودة إلى الأفران البلدية والكانون لإعداد الأطعمة وتجهيز الخبز بعد الارتفاع الجنوني لأسعار اسطوانات البوتاجاز إلى 40 جنيها فى المنافذ التموينية وتعدى سعرها في السوق السوداء 50 جنيها، ولسان حالهم يقول: (من فات قديمه تاه) فالظروف المعيشية الصعبة لمعظم أهالى القرى والنجوع تجبرهم على ترشيد استخدامهم لاسطوانات البوتاجاز لتفادى المزيد من الأعباء المالية التى تثقل كاهلهم . فى البداية، يقول عطية كامل مدرس:" إن غالبية الأسر البسيطة والمطحونة بالقرى تخلت عن الأفران البلدية والكانون منذ زمن بعيد لأن الوقت اختلف وظروف المعيشة تغيرت وأصبحت لا تصلح للاستخدام بالمنازل المبنية بالخرسانة المسلحة واتجهت إلى استخدام الأفران الحديثة التي تعمل بالبوتاجاز لنظافتها وسرعتها وتلائم الشقق إلا أن الارتفاع الجنوني وتضاعف أسعار اسطوانات البوتاجاز بهذا الشكل دفع الكثير من هذه الأسر إلى التفكير فى العودة إلى استخدام الأفران البلدية أعلى أسطح المنازل لتجهيز العيش الشمسى الذى تشتهر بها قرى سوهاج وتعتمد عليه بشكل أساسى فى استخدامها اليومى" . وتوضح إحدى ربات المنازل: "أن اللجوء الى استخدام الكانون والفرن البلدى مرة أخرى عملية صعبة للغاية لأن المنازل فى الماضى كانت مبنية بالطوب اللبن ويوجد بكل منزل أماكن مخصصة لاقامة فرن بلدى وكانون وكانت أمهاتنا معتادة على استخدامهما لعدم وجود بديل آخر أما الآن فالبوتاجازات والافران التى تعمل بالإسطوانات لا نستطيع الاستغناء عنها فى كل منزل ولكن ما باليد حيلة فارتفاع أسعار الإسطوانات سوف يجبرنا على ترشيد استهلاكهم بقدر الامكان ولو على حساب صحتنا ونظافة منازلنا". ويشير أحمد عبد السميع، إلى أن العودة لاستخدام الأفران البلدية والكانون أصبح ضرورة حتمية لان غالبية أهالى القرى من الأسر الفقيرة ومحدودة الدخل ويمثل ارتفاع سعر إسطوانة البوتاجاز الى 40 جنيها عبئا على كاهل هذه الأسر التى تواجه ظروف معيشية صعبة للغاية وأن ذلك سوف يسهم فى التخلص من المخلفات الزراعية من البوص والقش والتى يتم إلقاؤها على جانبى الترع والمصارف والطرق العامة . وتؤكد ثناء صالح ربة منزل: "أنها بدأت بالفعل فى بناء فرن بلدى بفناء منزلها بالقرية لاستخدامه فى تجهيز المخبوزات وإعداد الأطعمة مشيرة إلى أن الاطعمة التى يتم تجهيزها فى الفرن البلدى لها مذاق خاص يختلف عن تلك التى يتم تجهيزها فى أفران البوتاجاز كما تعيد ذكريات الماضى الجميل وذلك الترشيد في النفقات وتوفير ثمن اسطوانة البوتاجاز التى ارتفع سعرها الى الضعف" .