استقبل مطار الغردقة الدولى، أمس، 1600 سائح إلمانى، قدموا لقضاء إجازتهم على شواطئ محافظة البحر الأحمر، والقيام برحلات بحرية وممارسة رياضة الغوص، رغم حادثة الطعن التى أدت إلى مقتل سائحتين ألمانيتين، وإصابة عدد آخر بأحد المنتجعات السياحية بالغردقة. وقالت مصادر بالهيئة المحلية لتنشيط السياحة فى البحر الأحمر، إن السياح الألمان وصلوا على متن 9 رحلات، حيث جرى تسهيل إجراءات الوصول لهم، وتسكينهم بالفنادق والمنتجعات السياحية بمدن المحافظة. وأضافت أن نسبة الإشغال السياحى العامة بفنادق الغردقة، اقتربت من 65%، وأكدت أن سوق السياحة الألمانى، يعد من أكبر الأسواق المصدرة للسياحة لمدن البحر الأحمر، وأن محافظة البحر الأحمر استقبلت فى شهر يونيو الماضى 80 ألف سائح وسائحة ألمانية. وأضافت المصادر، أن عدد الألمان الذين وصلوا للغردقة، حسب الإحصائيات الرسمية لشهر يونيو الماضى، بلغ 80 ألف سائح. وتواصلت حالة الاستنفار الأمنى بمدينة الغردقة لليوم الثانى على التوالى، حيث نشرت الشرطة مزيداً من التمركزات الأمنية، بجانب تكثيف الحضور الأمنى على أطراف المدينة، وقامت فرق مشتركة من ضباط البحث الجنائى والأمن العام وجهاز الأمن الوطنى، بمداهمة الشقق المفروشة، بجانب توقيف عشرات الشبان، ممن يقيمون فى المدينة، ولا يحملون تصاريح عمل، ومداهمة المناطق الجبلية المتاخمة لحدود المدينة. كما تم فرض قيود على دخول مدن الغردقة وسفاجا ومرسى علم، من القادمين من محافظات الصعيد، وبحسب شهود عيان، شرعت أجهزة الأمن فى تطبيق خطة تقضى بقصر دخول مدن البحر الأحمر، على من يحملون بطاقات رقم قومى، صادرة عن المحافظة، أو تصريح عمل فى أحد المنتجعات السياحية، والقيام بعملية تفتيش دقيق لجميع السيارات والحافلات القادمة للمحافظة ومدنها، بجانب تنفيذ حملات مداهمة لضبط من يقيمون فى مدن سفاجا والغردقة ومرسى علم دون أن يكون بحوزتهم تصاريح عمل، أو إقامة مسجلة ببطاقات الرقم القومى الخاصة بهم، وترحيلهم إلى مدنهم، وذلك ضمن حزمة من الإجراءات الأمنية التى تستهدف منع تسلل أى عناصر إرهابية، إلى مدن المحافظة السياحية. وقال شهود عيان، إن الشرطة تسمح بدخول كبار السن ومن برفقتهم أفراد أسرهم، وقدموا لقضاء إجازة الصيف، بمنتجعات البحر الأحمر، وإن عشرات من الشبان، الذين كانوا فى طريقهم إلى مدن القصير وسفاجا والغردقة، بمحافظة البحر الأحمر، منعوا من دخول تلك المدن، وإن شباناً آخرين سُمِحَ لهم بالدخول، بعد أن ظلوا موقوفين لساعات، جرى خلالها فحصهم جنائياً وسياسياً، وبعدها سُمِحَ لهم بدخول مدن المحافظة. وفيما حرص محافظ البحر الأحمر، اللواء أحمد عبدالله، على زيارة المصابات فى حادث الطعن، والاطمئنان على توفير الرعاية الصحية اللازمة لهن، قالت الدكتورة نجلاء حماد شطا، وكيلة وزارة الصحة بالمحافظة، إن حالة السائحات المصابات الأربع مستقرة، وإن ثلاثاً منهن يتلقين العلاج بمستشفى الغردقة العام، والحالة الرابعة بمستشفى السلام، وأنهن من 4 جنسيات مختلفة «اثنتان من أرمينيا وتشيكية وأوكرانية»، وإن المصابة الأوكرانية خضعت لعملية جراحية ناجحة. وشهد محيط الفنادق والمناطق السياحية بالغردقة تشديدات أمنية مكثفة، وأكد مصدر، أن الأجهزة الأمنية بشرطة السياحة كثفت وجودها فى محيط المنشآت الفندقية، وشددت على جميع مسئولى الفنادق بالالتزام بالإجراءات التأمينية اللازمة من حيث توافر البوابات الإلكترونية على جميع مداخل ومخارج المنشأة، والتأكد من هوية كافة الزوار الواردين، وتشديد إجراءات الفحص والاستعلام عن القادمين، وأشار المصدر إلى أن الأجهزة بمديرية أمن البحر الأحمر كلفت بنشر أكمنة ثابتة ومتحركة بالمنطقة. كان شاطى فندق الذهبية بالغردقة قد شهد واقعة قيام أحد الأشخاص بالتعدى على السائحات بالطعن بالسكين أثناء وجودهن على شاطئ أحد الفنادق بمدينة الغردقة بعد ظهر الجمعة، ما أسفر عن مقتل اثنتين من السائحات وإصابة أخريات.. وتم نقلهن للمستشفى لتلقى العلاج، وأشارت التحريات المبدئية إلى أن ذلك الشخص كان قد تسلل لشاطئ أحد الفنادق السياحية عبر السباحة من خلال شاطئ عام مجاور، وتمكن من الوصول لمكان تنفيذ الجريمة. من ناحية أخرى، ألقى حادث الطعن بظلاله على الأوضاع الأمنية فى محيط المناطق الأثرية والسياحية، بمحافظاتالأقصر وأسوان وقنا وسوهاج. وسارعت القيادات الأمنية بالمحافظات الأربع، إلى التنسيق لفرض مزيد من التدابير الأمنية على الطرق السياحية الرابطة بينها، وحول المزارات الأثرية والسياحية، ففى محيط معبد أبيدوس بسوهاج، ومحيط معبد دندرة بقنا، وفى محيط المزارات الأثرية بمدن محافظتى الأقصر وأسوان، ومحيط مطارى الأقصر وأسوان، وجرى نشر مزيد من القوات، وتسيير مزيد من الدوريات. وقال مصدر أمنى، إن ما يجرى من إجراءات، هو إجراءات روتينية معتادة، وإن خطة التأمين الموضوعة، والمعمول بها كافية لتحقيق الحماية لجميع المزارات الأثرية والسياحية بالمحافظات الأربع. وشهدت الطرق التى تربط محافظة البحر الأحمر بمدن محافظاتقناوالأقصر وأسوان، حالة من الاستنفار الأمنى الواسع، بالتنسيق بين الأجهزة الأمنية بالمحافظات الأربع، وتجرى عمليات تفتيش واسعة لجميع القادمين من مدن البحر الأحمر والمتجهين لها. وعلقت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية قائلة: «لقد تأكدت الحقيقة المؤسفة الآن أن سائحتين ألمانيتين قتلتا فى الهجوم الذى وقع فى الغردقة، ونتوجه فى هذه اللحظات العصيبة إلى ذوى وأصدقاء الضحيتين بعميق تعازينا القلبية». وحرص موظفو السفارة الألمانية بالقاهرة على الحضور إلى مكان الهجوم، وظلوا على تواصل دائم مع السلطات المصرية. وقالت مصادر ألمانية، إنه بناءً على كل ما نعرفه الآن فإن الجريمة استهدفت سائحين أجانب، وهى عمل إجرامى على أعلى درجات الخسة يملأ قلوبنا بمشاعر الحزن والأسى والغضب. وسادت حالة من القلق والترقب فى الأوساط السياحية، بمحافظة البحر الأحمر، خشية التأثير السلبى لحادث الطعن على الحركة السياحية الوافدة لمدن المحافظة، التى تعتمد على السياحة الشاطئية القادمة من بلدان شرق أوروبا وألمانيا التى فقدت اثنتين من مواطنيها فى الحادث، وسط تأكيدات بتأثر السوق الألمانى بالحادث. وقال الخبير السياحى، محمد عثمان، إن الحادث سيكون له تأثير سلبى على القطاع السياحى بالبحر الأحمر، يمكن التخفيف من آثاره فى حال التحرك سريعاً من قبل الحكومة، والمؤسسات السياحية، والمجتمع المدنى، وتشكيل لجنة أزمة، لمواجهة آثار الحادث، واستغلال تكرار حوادث الطعن بأوروبا، التى شهدت أكبر مدنها 7 حوادث طعن خلال الشهور الماضية. وقال الخبير السياحى، عبدالفتاح الشريف، الذى شهدت قريته حادثاً إرهابياً، العام الماضى، إن وقوع الحادث بسكين، هو دليل على يقظة الأجهزة الأمنية، وفشل العناصر الإرهابية فى إدخال أى مواد متفجرة أو أسلحة إلى المدينة، وأبدى «الشريف» تخوفه من أن يكون للحادث آثار سلبية كبيرة على حركة السياحة الوافدة للغردقة التى تعانى تراجعاً فى نسب الإشغال السياحى، منذ اندلاع ثورة يناير المجيدة حتى اليوم. وقالت الخبيرة السياحية، نجوى البارون، إن حالة من الحزن تسود القطاع السياحى المصرى، بعد حادث الطعن، وإن اتصالات تتم بين شركات السياحة الأوروبية، وبين وكلائها المصريين، لبحث تداعيات الحادث، وسبل احتوائها، وشددت على أن السياحة تمرض ولا تموت، وأن القطاع السياحى المصرى قادر على تجاوز تلك الأزمة، كغيرها مما تعرضت له من أزمات منذ قيام ثورة يناير المجيدة حتى اليوم. وأدانت أمانى إميل الشعولى، رئيسة نادى روتارى الأقصر، والخبيرة الفندقية، حادث الطعن الذى تعرض له عدد من السياح بمدينة الغردقة، وأشادت ببطولة المصريين، الذين هرعوا خلف مرتكب الحادث فى عرض البحر، إلى أن تمكنوا من ضبطه. وأكدت «الشعولى»، أن الإرهاب بات عابراً للقارات، ويضرب عدداً من أكبر عواصم ومدن العالم، وأن مصر أكثر أمناً من أكثر الأماكن زعماً بتحقيق الأمن فوق أراضيها. وشددت على ثقة المصريين، فى قدرة قيادتهم السياسية، وجيشهم وشرطتهم فى التصدى لجميع محاولات النيل من مصر، ودعت مؤسسات المجتمع المدنى، من أندية وجمعيات، إلى القيام بدور موازٍ للدور الحكومى فى التصدى للإرهاب، وأن القطاع السياحى المصرى، قادر على مواجهة أكبر التحديات، وأن مصر تمتلك الإمكانيات، التى تمكنها من استعادة مكانتها السياحية سريعاً، عقب كل حادث إرهابى خسيس.