فى يوم 14 يوليو 1944 أى فى مثل هذا اليوم رحلت المطربة «أسمهان» إحدى ألمع المطربات فى مصر خلال منتصف القرن الماضى. واقعة الوفاة حدثت على طريق رأس البر، حيث كانت «أسمهان» تسافر هناك طلبا للراحة والاستجمام.. انحرفت بها السيارة، لتسقط فى إحدى الترع على الطريق، ومعها سكرتيرتها مارى قلادة، غرقت السيارة بمن فيها لتموت «أسمهان» وسط حالة من الغموض الشديد مازال سائدا حتى بعد 73 عاما من رحيلها. المفاجأة أن أهالى القرية التى وقعت فيها الحادثة أكدوا وجود رصاصة فى رأسها، عقب انتشال جثتها، والترعة أصلا لم تكن عميقة، ورفض شقيقها الموسيقار فريد الأطرش تشريح جثتها بعد أن تلقى أوامر عليا بذلك. وأثبتت التحقيقات قطع الطريق أمام السيارة، ما أجبر السائق على الاتجاه فى طريق آخر، وهو الطريق الذى وقعت فيه الجريمة! الاتهامات بالقتل ضمت فؤاد الأطرش شقيقها الأكبر، والملك فاروق الذى أراد التخلص منها بأوامر الملكة نازلى، بعد أن ترددت شائعات عن وجود علاقة بين «أسمهان» وأحمد حسنين باشا وزوجها المخرج أحمد سالم والمخابرات البريطانية التى كشفت عن علاقة «أسمهان» بالمخابرات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية. وكانت المفاجأة الثانية أن الاتهامات بقتل «أسمهان»، طالت كوكب الشرق أم كلثوم، على اعتبار أنهما كانتا تتنافسان على قلوب المصريين والعرب لما تتمتعان به من صوت عذب.. التحقيقات لم تثبت القاتل الحقيقى، ماتت «أسمهان» ومات معها سرها. مشهد مؤثر لن ينساه عشاق «أسمهان» فى فيلم غرام وانتقام حينما تم تصوير المطربة الراحلة وهى ملفوفة بملاءة بيضاء.. وثم تغيير نهاية الفيلم بعد رحيل «أسمهان». عمر «أسمهان» الفنى لم يتعد 4 أعوام فقط، ولكنها تركت بصمة كبيرة فى الأغنية العربية حتى الآن مازلنا نستمع ونستمتع بأغانيها، «ليالى الأنس فى فيينا»، و«إمتى هتعرف إمتى»، و«قهوة». و«مجنون ليلى». قامت ببطولة فيلمين فقط، «انتصار الشباب» و«غرام وانتقام»، كانت متعددة العلاقات برجال السياسة والفن والصحافة. وارتبطت بعلاقة عاطفية مع الصحفى الكبير محمد التابعى.. «أسمهان» كانت وستظل أحد أبرز الأصوات فى تاريخ الأغنية العربية.
