كشف ديوان المحاسبة الفرنسي أن مجال توليد الكهرباء من الطاقة النووية في فرنسا التهم استثمارات هائلة بلغت قيمتها 228 مليار يورو ( 1800 مليار جنيه مصري تقريبا). وذكرت صحيفة " ليبراسيون" الفرنسية أنه في الوقت الذي تلقي فيه كارثة إنفجار مفاعل فوكوشيما النووي بظلالها على صناعة توليد الكهرباء من الطاقة النووية حول العالم تجد فرنسا نفسها في معضلة كبيرة بسبب إعتمادها الكبير على الطاقة النووية في توليد الكهرباء. ويؤكد التقرير أن فرنسا لم تستطع حتى الآن إتخاذ موقف بشأن الإعتماد على الطاقة النووية أم التقليل من الاعتماد عليها في وقت تمتلك فيه فرنسا 58 مفاعلا نوويا يمثلون كنزا في مجال الطاقة يسمح لفرنسا بإعادة تصدير ما تستورده من طاقة أخرى لا سيما من الغاز الطبيعي. وقد تكلفت هذه المحطات النووية نحو 121 مليار يورو في حين تكلفت الأبحاث التي جرت منذ عام 1950 من أجل توليد الكهرباء من النووي نحو 55 مليار يورو. وتوفر المفاعلات النووية نحو 80 في المائة من الطاقة الكهربائية لفرنسا وهو ما يعني تعرض الإقتصاد الفرنسي لكارثة حقيقية لو تم الاستغناء عن الطاقة النووية. ويخشى المدافعون عن البيئة في فرنسا من أن يستغل اللوبي النووي الفرنسي قرار ألمانيا بالإستغناء عن الطاقة النووية خلال 25 عاما لتتوسع فرنسا في بناء المفاعلات النووية بغرض تصدير الكهرباء المتولدة منها لألمانيا التي تعتمد على الطاقة النووية بنسبة 22 في المائة.